مقالات وآراء

تفسيرات شيطانية (٧) : تحدّث الأرض وشهادة الجوارح

محمد الصادق

لقد حكي القرآن عن شهادة الجوارح علي صاحبها يوم القيامة :
– ﴿اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أفْواهِهِمْ وتُكَلِّمُنا أيْدِيهِمْ وتَشْهَدُ أرْجُلُهم بِما كانُوا يَكْسِبُونَ﴾
– ﴿حَتّى إذا ما جاءُوها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهم وأبْصارُهم وجُلُودُهم بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾
– ﴿وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أنْطَقَنا اللَّهُ الَّذِي أنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾
– ﴿وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أنْ يَشْهَدَ عَلَيْكم سَمْعُكم ولا أبْصارُكم ولا جُلُودُكم ولَكِنْ ظَنَنْتُمْ أنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمّا تَعْمَلُونَ﴾

ولقد اسهبت التفاسير والمرويات الدّخيلة في بيان كيف تتحدث الأيدي والأرجل والأفخاذ!! .
كذلك وردت خزعبلات كثيرة تزعم أن الأرض يبرز لها فم وأسنان ولسان حتي تروي ما جري علي ظهرها من أحداث!!.
إن القرآن كتاب معجز لا تنقضي عبره ولا تفني عجائبه ، وها هي التكنولوجيا الحديثة في التصوير والتسجيل تفضح كذب كل تلك الخزعبلات الإسرائيلية.
في تفسيره لقوله تعالي: {تحدث أخبارها} ذكر البيضاوي صورة مختلفة لحديث الأرض فقال:
“تحدث الخلق بلسان الحال”.
وهذا يفسر لنا أيضا كيفية شهادة الجوارح ؛ فالإشارة واضحة : أن الاجساد إنما تقدم (مشهدا تمثيليا) لما عملته في الدنيا.
وقد فسر الضحاك زلزلة المؤمنين في آية (وزلزلوا زلزالا شديدا) بقوله : “هو إزاحتهم عن أماكنهم حتى لم يكن لهم إلا موضع الخندق” .
فالزلزلة هنا بمعني التراجع.
فإذن زلزال الارض بمعني تراجعها ، وهذا ما يؤيده حديث البخاري: (ويوشك أن تسجد [الشمس]، فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها).
وطلوع الشمس من مغربها يعني عودة الارض للدوران من جديد ؛ فزلزلة الارض تعني اعادة لمجريات احداث الدنيا -نتيجة لعودة الارض للدوران، لتعود الحياة مرة اخري من حيث توقفت الارض (نهاية الدنيا) الي حيث بدء الخليقة (بداية الحياة الدنيا) أي في الاتجاه المعاكس. فالارض تعود لدورانها من جديد لتعرض (نفس) احداث الدنيا كما كانت بالضبط.
والغاية من ذلك هي عرض الاعمال، بغرض ان تتذكر النفس ما فعلته: {يوم يتذكر الإنسان ما سعى}؛ {فأني لهم اذا جاءتهم ذكراهم}.
إذن فهذه هي طريقة عرض الاعمال في الآخرة ؛ وهي تشبه ما نقوم به الآن من تسجيل للأحداث عبر كاميرات الهواتف والكاميرات الرقمية عالية الجودة ، بل ظهر التصوير ثلاثي الأبعاد فلا يمكن أن تكون التكنولوجيا الألهية لعرض الأعمال في الآخرة بذلك التخلف الكبير الذي نقل إلينا من أزمان سحيقة أن الأعمال تكون مسجلة في صحف ودفاتر!! .
لكن إعادة أحداث الدنيا لا تستغرق طبعا نفس زمن الدنيا: تأمل في الآيات:
{ويوم نسير الجبال} ، {ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا} ، {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب}، {وتكون الجبال كالعهن المنفوش}، {وإذا الجبال سيرت} ، {وإذا البحار سجرت}:
فما يحدث للجبال والبحار يشير الي نسف كتلة الأرض ، فينتج عنه سرعة دوران الارض ، ولذلك يتم عرض أحداث الدنيا خلال خمسين الف سنة -عمر الدنيا  (قاله مجاهد) في زمن وجيز جدا : {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} مما يعني ان اعادة الدنيا (في الآخرة) كلها تستغرق خمسين يوما ، ففي اليوم الواحد تعرض الف سنة من عمر الدنيا ، لذا فان حياة الشخص الواحد تعرض في حوالي ساعة : {ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة}.
اذن في يوم القيامة تنطلق الارض بسرعة رهيبة : {يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون} .

ولكن مهما كانت سرعة الارض وحركة الاجساد، فان النفس المنوط بها تذكر ما فعلته تدرك وتستوعب حركة الجسد، لان النفس امكانياتها عالية جدا جدا ، فيكفي ان نتخيل وفاتها اليومية عند النوم الي الملكوت الاعلي ، وعودتها في لمح البصر متي ما استيقظ النائم. ففي يوم القيامة تتحرر النفس من ثقل الجسد : (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) ، فالارض التي تدور لتعيد احداث الحياة الدنيا هي كمثل اسطوانة (سي دي) يأمر الله بتشغيلها حتي يري العباد اعمالهم امام الخالق :
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}..
والله أعلم.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
نرجو من كل من فهم المعلومة
أن يساهم بنشرها وبشرحها ، حتي تعم الفائدة ، ولكي نزيل الدخيل
من المفاهيم الساذجة والخبيثة ..
فهذه إذن نصيحة ،والدين النصيحة -كما في الحديث:
(لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)
□■□■□■□■
>>> تذكرة متكررة<<<

نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات .. وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
-قبل الركوع الثاني
في الصبح
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
واخرجوا الناس من ديارهم
بغير حق
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا ..
فدعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك :
{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی
لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.

 

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. هذا الكاتب المسمى محمد الصادق إنسان غير جاد و لا شك عنديّ البتة في ذلك .

    قال شنو تحدّث الأرض و شهادة الجوارح

  2. ما زال كاتب المقال في غيه و ضلاله
    قال كاتب المقال : هذا يفسر لنا أيضا كيفية شهادة الجوارح ؛ فالإشارة واضحة : أن الاجساد إنما تقدم (مشهدا تمثيليا) لما عملته في الدنيا.

    تعليق : الأمور الغيبية و منها أحداث يوم القيامة لا يستطيع أحد أن يجزم بكيفية حدويها و المطلوب هو الايمان بها أما سيناريو حدوثها فالله وحده يعلمه و كاتب المقال يريد أن يفسر احداث القيامة حسب التقنيات التي ظهرت الان و ما يدريه ان هناك تقنيات أعلى ستظهر في المستقبل و ما يدريه ما أخفاه الله تعالى عنا من العلم فقد قال تعالى : ” و ما أوتيتم من العمل الا قليلا ”
    أما تفسير كاتب المقال لزلزلة الأرض بتراجعها اعتمادا على قول الضحاك في تفسير قوله تعالى ” هناك ابتلي المؤمنون و زلزلوا زلزالا شديدا ” فهو خطأ كبير لأن اغلب الكلمات في اللغة تحتمل أكثر من معنى و يفهم المعنى حسب السياق و قد ورد في القرءان الكريم ما يدل على ان الارض لن تعود يوم القيامة كانت قال الله تعالى ” يوم تبدل الأرض غير الارض و السماوات”
    طبعا يريد كاتب المقال تطويع معاني آيات القرءان الكريم لتتوافق مع أهواء بعض المتنبئين الذين يقولون ان الارض سوف تعكس دورانها و ان الحياة سوف تستمر بعد ذلك و لدينا في الحديث الشريف انه اذا طلعت الارض من مغربها فان هذا من علامات الساعة أي نهاية الدنيا و لدينا من القرءان الكريم ان أرض يوم القيامة هي غير هذه الارض ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ )

    نهج كاتب المقال هو نفس نهج محمود محمد طه و احمد غلام القادياني و محمد شحرور و أحمد صبحي المصري المقيم في امريكا حيث أنهم كلهم يريدون تطويع الاسلام ليكون تابعا للفكر الغربي الحديث و للثقافة العربية المعاصرة و القوانين الغربية الوضعية

    1. الغرض من كتابات هذا الرجل هو الطعن في سلف الامة من العلماء. والرد عليه كما ذكرت مشكورا بان هذه امور غيبية لايمكن تفسيرها هكذا تبعا للهوى.
      دائما انتظر رد المعلقين امثالك على هذا الدعي.

  3. الأخ محمد الصادق أنت مطلع أو متطلع ولكنك لم تستوعب الفهم لموضوعك اليوم وهو كيفية عرض الأعمال وإقرار أعضاء الجسم وجوارحه بها. والموضوع برمته متعلق بفيزياء الكون وكيفية بدء الخلق ثم إعادته، والإعادة في هذا السياق لا تعني الخلق مرة ثانية حتى يثور التساؤل القديم أنى يحي الله هذه ويبعث من في القبور وكيف ذلك وقد أكلت أجسادهم وصاروا ترابا وعظاما نخرة! الإعادة متعلقة بالخلق أو الكون كله إلى نقطة خلقه ونشوئه وكيفية ذلك لا يسأل عنها ناس مجاهد ولا الضحاك والبيضاوي وتفسيره ولا البخاري ومروياته. بل المرجعيات في تفسير الآيات المتعلقة بالموضوع هم علماء الفيزياء الكونية ولو كانوا غير مسلمين أو مؤمنين بالقرآن وآياته. ويسأل منهم المسلمين المؤمنين بالآخرة فمنهم الباحثون في فيزياء يوم القيامة وكيف يأتي ذلك اليوم وكيف يكون، كل ذلك من معطيات علمهم بفيزياء الكون انطلاقا الانفجار العظيم الذي انبثق منه الكون ومازال يتوسع ويتمدد. وفي حركة التمدد هذه بدأ انطلاق الزمن فقبل الانفجار لم يوجد للكون زمن لأن الزمن هو الحركة والساكن ليس له زمن. فما زال الزمن يمضي مع تمدد الكون إلى أن يبلغ الكون مداه ولا يسكن في هذه اللحظة وما بعدها فلابد له العودة القهقرى انكماشا في الكون وعودة للوراء في الزمن. وهكذا يعود الكون للوراء مارا بكافة النقاط الزمنية التي مر بها من قبل في اتجاه التمدد. فيعود لكل تلك اللحظات السابقة بكل احداثها في فترة تمدد الكون وهي هذه الحياة الدنيا والآخرة تبدأ من لحظة عودة الكون والزمن وتراجعهما بنفس الخط ويمر بكل النقاط القديمة عصر بعد عصر وخلقا بعد خلق وأمما بعد أمم بظهور عكسي أي من الأحدث إلى الأقدم. بالنسبة لأفراد الخلق من البشر تعود كل أحداث ولحظات حياته عكسيا فيرى نفسه من نقطة وفاته وحياته السابقة إلى يوم ولادته تمامآ كما في شريط فيديو ولكنه فيديو مجسد طبيعي ثلاثي الأبعاد كما ذكرت أنت. ولتقريب الصورة كل إنسان يتفرج في شريط فيديو حياته بكل تفاصيلها ويرى كل فعل اجترحه بجوارحه وأطراف جسمه وهذه الصورة هي التي عبر عنها القرآن مجازا وكأن جوارحه وأطرافه هي التي تنطق بما فعلت، بل في الحقيقة وكما في الفيديو الإنسان بكل جوارحه يشهد على نفسه دون أن ينطق. وبمناسبة النطق هنا يكون الإنسان وهو يتفرج على فيديو حياته في الدنيا يكون لا حول له ولا قوة وعاجزا تمامآ حتى عن النطق ناهيك عن فعل اي شيء علمآ بأن هذه الفرجة هي في الآخرة التي بدأت من منذ بدء دوران الكون والزمن في رحلته العكسية للوراء وفي المعنى يمكنك قراءة كل آيات القرآن الدالة على ذلك ولا يمكن حصرها هنا مشتملة على ان الدنيا دار عمل وتخيير بالعمل ولكن في دورة الرجعى بالكون إلى يوم الحساب فلا عمل ولا قدرة حتى على النطق بمعناه الحقيقي.

    1. اعطنا دليل علمي على ما تقوله بخصوص (ما بعدها فلابد له العودة القهقرى انكماشا في الكون وعودة للوراء في الزمن.)

      1. يا راكوبة ألم تنشروا سؤال هذا الأخ لي وطالبني بالدليل على كلامي المنشور؟؟ إذن لماذا لم تنشروا ردي على السؤال طالما نشرتم السؤال نفسه؟؟ هل تريدون اظهاري بإلقاء القول على عواهنه أو بمظهر العاجز عن الرد؟؟ أين الإنصاف يا عالم؟؟ أم تراكم تتعاطفون مع السائل وحده ولا تريدون إجابة المسؤول؟؟ انشروا ردي على السؤال ليس من أجلي ولكن من أجل المعرفة ليس بالضرورة من شخصي الضعيف بل من أجل الكل لعل أحدهم يعقب بالقول الفصل والمفيد للجميع!! أو هكذا نفهم دور الراكوبة كمنصة للرأي والرأي الآخر ومن ثم المساهمة في الوعي والثقافة والمعرفة الدور الذي ينبغي أن يكون لوسائل الإعلام التفاعلي ونتمنى أن تكون الراكوبة من ضمنها، ،،.

  4. الاسلام دين بسيط جدا ، يعبر عن زمنه واحداث زمنه ، فكر بسيط جدا بساطة اهل ذلك الزمان والعلوم البسيطة لاهل ذلك الزمان ، ولكن بمرور الزمن وتراكم المعرفة وتقدم الوعي البشري ، فمن كلام مبعثر جمع بعد ثلاثين عاما ،اصبح لدينا ملايين بل مليارات الكتب عن اي شئ عدا ما جمع من ذاك الكتاب ، ومن نبي واحد ومفسر واحد اصبح لدينا الاف الانبياء وملايين المفسرين، ومن اله واحد اصبح لدينا الاف بل ملايين من صغار الالهة يلوثون ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..