مقالات وآراء

إنتشار خطابات العنصرية …. دَعوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ

مبارك همت

مر على البلاد عام ونصف من الحرب ، عام ونصف ذاق فيها الشعب السوداني جله معنى الحرب من دمار وخراب ، وفقدان للأرواح ، لا أظن أن هنالك شخص لم تمسه الاَم الحرب ولم يفقد فيها عزيز من أب أو أخ ، او أخت أوصديق أو وجار . وفقدت البلاد الكثير الكثير من بنية تحتية ومستشفيات ومؤسسات ومدارس وجامعات ، ونحتاج لسنوات بعد الحرب لتعود البلاد كما كانت من قبل ، ونحن نعلم أن كل شي يمكن أن يعوض الا الأرواح التي فقدت نسال الله ان يجعلها في عليين . ولكن الخطر الحقيقي الماثل أمامنا وبدء ينتشر كانتشار النار في الهشيم وينذر بخطر عظيم هو تفشي خطابات العنصرية والجهوية والقبلية ، وما تتركه من أثار إجتماعية ونفسية من أحقاد وتساهم في تفتيت المجتمعات وتفريق الأحباء ، فهي الشر الخفي المعلن من أثار هذه الحرب اللعينة التي ارهقت البلاد والعباد ، ومن أعظم الاثار السلبية لهذه الحرب ، فنلاحظ إنتشار غير مسبوق لخطابات العنصرية والقبلية ، والتي يجب علينا العمل من أجل القضاء عليها ، وقد أمرنا الدين الحنيف من نبز العنصرية والقبلية والجهوية فإنها نتنة ففهي تلوث المجتمعات وتفرق الاحبة وتنشر الأحقاد .
إنتشرت في الآونة الأخير عبر برامج الوسائط الاجتماعية (Social Media) ظاهرة الخطابات والنقاشات العنصرية فبدلاّ من أن نستخدام هذه البرامج التي صممت من أجل التواصل الاجتماعي نستخدمها لنشر ثقافة التباعد والاختلاف والأحقاد . نعلم أن هنالك من يلعب بقصد على عواطف الاخرين والتكسب من ورائها . بالمشاهدات والمتابعات ومن اجل الاستحواذ والموضة (Trend) لتكسب بثمن بخس من وراء الفتن ، وبفعلهم هذا يدمرون النسيج الاجتماعي بالبلاد و التي ستكون عواقبها وخيمة على الجميع , وهؤلاء منهم المأجورين الذين يتعمدون نشر العنصرية والجهوية للأغراض في انفسهم المريضة واغراض أخرى سياسية . فالمتابع للإحداث يجد أن كل يوم يمر نرى فيه خطابات العنصرية تزداد وتصبح اكثر وقاحة وجرأة في طرح كثير من الآراء الخاطئة من منظور شخصي ضعيف وبغيض ، ويشغلون بها الكثيرين ويؤثرون عليهم بدقدقة العواطف للولاء للواء القبلي والعشيري الفطري ، واحياناً بادعاءات مفرطة لا تمس للواقع ولا للحقائق بشيء .
تغيرت مفاهيم العالم كلها ومازال بعضنا يدعم الجهوية والقبلية . فالسودان هو بلدنا الذي يأوينا ، هو بلد الجدود وبلد الأصدقاء والأحباء من كل انحاء السودان شرقه وغربه وشماله وجنوبه ووسطه . عشنا فيه بكل حب وتآخي قبل ان تظهر هذه السلوك البغيضة منذ سنوات عديدة نسال الله ان ينتقم من كل من اشعل نار هذه الفتن .
فالسودان هو أرض البجا وأرض الفور وارض كوش والنوبة وارض سنار المحمية وارض الكنانة ، السودان جميل بتنوعه وبتنوع قبائله وتنوع ثقافاته وحضاراته ، السودان قارة في شكل دولة ويجب ان نحافظ عليه كما هو . ويكفينا مرارات فقدان جزئه الجنوبي جنوبنا الحبيب بلد مانقو وعلي عبد اللطيف وأبيل ألير جوزيف لاقو وسبت دودو وادوارد جلدو ورتشارد جاستن واخرين عشقناهم وهتفنا بأسمائهم سنين ومازالوا لم ينفصلوا من مخيلة كل سوداني محب لوطنه ، نحبهم رغم إنفصال الجنوب ونذكرهم بالخير والمحبة ويذكروننا ويحنون الينا ونحن إليهم فهم جزء منا ونحن جزء منهم فنحن أبناء نيل واحدة رضعنا منه المحبة والاخوة وفرقتنا السياسة والساسة ، ولكن دواخلنا لم تفترق ووجدان باقي بحبه..
ليس هنالك سوداني لم يستمتع بكتابات الفيتوري وقصائد محمد عثمان كجراي وصلاح احمد إبراهيم وعلي المك والحلنقي وحميد وغناء ابوداؤود و عبد القادر سالم ومحمد وردي ومصطفى سيد احمد ومحمد الأمين ومحمود تاور والبلابل وسميرة دنيا وغيرهم دون ان نعلم لاي قبيلة ينتمون.
والان لا نريد ان نعيش ماسي الانفصال والقبلية مرة أخرى فنحن كلنا سودانيين وسوداويتنا تجمعنا ، نحن من عشقنا فيصل العجب ووتنقا واسامة الثقر ونحن من حملنا محمد عبد الرحمن الغربال على اكتافنا وهتفنا للتش وتنقا ومصطفى النقر وقاقرين والفاضل سانتو والسماني الصاوي والضو قدم الخير ، من منا من لم يفرح لانتصارات خليفة عمر وموسى جودة وإسماعيل أحمد إسماعيل والسلطان كيجاب عشقناهم جميعا دون ان نعلم لأي قبيلة ينتمون لان قبيلتهم الام هي السودان فلماذا تأججون فينا روح العنصرية والقبلية وتسعون لتفريقنا ؟؟
ليس منا من لم يطربه الطنبور والنقارة ولا الربابة والدفوف والدرفولى ، فكم رقصنا على أنقامها مجتمعين فرحين وسعيدين .. فلما تريدون ان تفرقونا ونحن بوجداننا متحدون .
نجتمع دوماً لناكل مع بعضنا وجبات واكلات التقلية والاقاشي والكول والملوحة والكجيك والروب والنعيمية التي نجدها في أي بيت سوداني ، نجتمع بكل محبة واخاء ، فلا تفتحوا للعنصرية أبواب لفتفرقنا وتحرق محبتنا .
فالسودان عشق متكامل بتنوعه وثقافته وملامحه المتعددة ، جبال النوبة البجراوية جبال توتيل جبل مرة والقاش وسنقنيب والدندر. لا تجعلوا العنصرية تفقدنا لمحبتنا لبعض وتنشر الكراهية بيننا ، تذكر صديق وجارك وزميلك في الميادين الرياضية وساحات المدارس والفصول والعمل وفي الاحياء وحتى في الغربة كيف نحن مترابطون ومتحابين لبعضنا البعض دون تمييز ودون عنصرية نضحك ونغني ونجامل بعضنا البعض في الافراح والاتراح نتألم لبعضنا ونفرح لبعضنا هكذا عشنا ويجب ان نعيش .. ويجب علينا ان لا ننساق نحو هؤلاء المرضي الذين يؤججون نار الفتن ..
اعلموا واعملوا من أجل ان تكون قبيلتنا هي السودان فقط لا غير . اتحدوا لنقف جميعاً سداً منيعاً ضد كل عنصري بغيض ، نعلم انه لا يضير المطالبة بالحقوق إن كان هنالك تقصير من الدولة تجاه منطقة معينة ، مع علمنا التام ان الدولة لم تهتم كثيرا الا بأمر المركز والمركز يقطنه الجميع . فالمطالبة بالحقوق واجبة ويجب ان نفرق بينها وبين نتبنى خطاب الكراهية والعنصرية والجهوية ، فاتركوها فإنها نتنة والفتنة اشد من القتل .
#ولا للحرب ونعم للسلام والمحبة والاخاء .

 

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. كل قبائل السودان كانت قبل الحكم العربى الاسلامى تحتفل فى وئام ومحبة وتتجمع فى شارع النيل وسط عاصمتهم فى الاعياد والمناسبات الدينكا والنوير والشلك والفور والمساليت والنوبة والبجا والفونج وغيرهم ويرقصون الكمبلا وينفخون الوازا ودفوف الكيته . وفنانى الاذاعة والتلفزيون كل له مسرحه وله جمهوره فى شارع النيل . شاهدنا ذلك ونحن اطفال تنوع مثير للدهشة . بعد الانقلاب الاخوانى جاءت قوانين الشريعة المستوردة من صحراء الحجاز وتم تطبيقها بالقوة والعنف ودون دراسة اجتماعية سياسية . فأصبح التجول مع الحبيبة فى شارع النيل جريمة وتم نشر جنجويد النظام العام للايقاع بالضحايا فى اللبس والتجوال والشرب والسلوك وحدثت انتهاكات جسيمة فى حق اهل الهامش وحوكموا بالجلد والتحقير والاهانة وسلب اموالهم باسم الغرامة . فلماذا نستغرب حملهم للسلاح وتدمير عاصمة الخلافة الاسلامية العربية ؟ فهى ليست لهم ولا تقبل بانتمائهم لها .

  2. كلنا سودانيون يجمعنا قطر واحد وثقافة واحدة بإستثناء العطاوة والرزيقات والمسيرية والبني هلبه وبقية فطائس الجنجويد ، فهؤلاء غرباء على بلادنا السودان وغرباء على دين الإسلام وغرباء على كل شيء في السودان ، وجب طردهم من السودان وطهارة أرض السودان من دنسهم وبيننا وبينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ، ويوم القيامة سوف يتبرأ منهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهم يوم القيامة إن شاء الله كلهم كلهم كلهم عن بكرة أبيهم في زمرة الذين يساقون إلى جهنم زمرا. آمين.

  3. مقالك جميل برؤيه جميله ، لكن هذه الرؤيه تتضارب مع الكيزان الفسده الفجره اللي حكموا تلاتين عاما ويحكمون حتى الان بعد ان قلبوا حكومة ثورة ديسمبر في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ المشؤوم، ذكرت ليك الكيزان ليه لانهم هم من ظلوا ويظلوا ياججون نار الفرقه والعنصريه والاختلاف في السودان الجميل والدلائل كثيره ومنها حيث ذكر البشير بعد انفصال الجنوب في حشد بالقضارف فقال ( بعد انفصال الجنوب نحن مادايرين اي دغمسه تاني و حنقطع ونجلد) والدمغسه هنا يقصد الالوان الغير منسجمه اي ماديراين الوان سوداء مع بيضاء، كذلك ذكر في حشد وقال ( لاتشتري العبد الا والعصا معك، فلوح بعصاه فوقا) ويقصد بها عبيد الحركه الشعبيه والدليل بقصده كانت يهدد ويتوعد قوات الحركه الشعبيه شمال؛ كذلك عندما ذبح المدعو الهالك رجمه الله الخيب بن مصطفي ثوارا اسودا بعد انفصال الجنوب للدلاله على انتهاء وانفصال الجنوبيين السود، كذلك عندما كان ينعت ابناء النوبا بالجنوبيين الجدد في صحيفته التفاهه ( الانتباهه) ، كذلك عندما كان ينعت الفور بالزرقه المتمردين ويحرض ضدهم العرب الجنجا الفسده الفجره بقتلهم وضرب حركتهم وسبي نسائهم وقتل رجالهم ، ومن ابرز تصريحاته العنصريه والجهويه حيث ذكر في جريدته التفاهه( يجب على الجنوبيين واتباعهم من النوبا ان ينضموا ليوغندا لانها تشبههم في العرق واللون والثقافه ، وان ينضم الشماليون ان ينضموا لمصر لانها تشبههم في العرق واللون والثقافه) وذلك قبل انفصال الجنوب بسنين وهو ديدن مخالف للدين الاسلامي الحنيف الذي يدعو للمحبه والاخوه والوحده ، لكنهم كيزان منافقين ماسونيين ماجورين ينفذوا فيمرروا بعماله واضحه اوامر اسيادهم العرب والاجانب هذه الاجنده لتفكيك ومن ثم تقسيم السودان لدولايات ضعيفه يسهل استعمارها…

  4. يا كاتب المقال كل هذه البلاوى جلبها لنا هؤلاء المدعين الإسلام زورا وبهتانا، هؤلاء الكيزان هم الذين سمموا الحياة في السودان كأن السودان حق ابو واحد فيهم، قبلها كنا لايعرف القبلية وقسما زملايء في الجامعه اعرف فلان من المنطقه الفلانيه ولكنى قبيلته شنو والله لا أعرفها زميلي في الغرفة خمسة سنوات في جامعة الخرطوم إلى الآن لا أعرف قبيلته ولكن عندما أتى هؤلاء الكيزان الدجاليين انقلبت حال السودان وظل من سوق الي الأسوء الى أن تدمروا تمامآ بسبب هذه الحرب العبثية اللعينة التى اشعلها الكيزان وكلبهم البرهان عليهم اللعنة الي يوم الدين وكذلك العبد كباشي والكلب السكير الهوساوى ياسر كاسات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..