مقالات وآراء

حتماً نعود

 

عصب الشارع

صفاء الفحل

هل شاهدتم هؤلاء الشباب والجموع الهادرة التي إحتلت مقاعد استاد شهداء بنين أو جوبا أو موريتانيا وهي ترفع الحناجر وتهتف (سودانا فوق) وتردد النشيد الوطني في حماسة وتشجع أبطال الصمود الوطني وهم يرفعون اسم السودان عالياً خفاقاً متجاوزين جراحات هذه الحرب العبثية رغم أنف البرهان وحميدتي وزمرتهم الذين قدموا الوطن في طبق من ذل من أجل أطماعهم في السلطة، هذه الجموع الهادرة باسم الوطن و(كرامته) هم شباب ثورة ديسمبر العظيمة الذين شردتهم تلك الأطماع على دول العالم هاربين من جحيم البطش الكيزاني والقتل العشوائي الذي يستهدف ثوار ديسمبر ولجان المقاومة من الشباب من أجل وأد أحلامهم في الحرية والسلام والعدالة ..
ولكنهم مازالوا هنا خلف عزة الوطن ورفعته ، وهم حتماً عائدون .

كلما ما فتح الكيزان أبواب جهنم في وجوههم المضيئة فسحقوهم برصاص الغدر وهم عزل في مواكبهم السلمية وأشعلوا في طريقهم الحرب ، ليتخاذلوا ، زادهم ذلك إصراراً على الثبات زادت تلك الزمرة من الارزقية وتجار الدين من جنون حقدهم ليلاحقونهم في التكايا وهم يقدمون العون والدعم لمسن جائع أو طفل رضيع أو مريض منهك ليقتلوهم ظناً منهم أن ذلك يمكن أن يخمد جذوة تلك الثورة التى افتتحت أمامهم أصوات حناجرهم التي تصيبهم بالرعب من كافة أركان الدنيا بأنهم ما زالوا هنا وأنهم علي المبدأ ثابتون .. وأنهم حتما عائدون .

هؤلاء الشباب الذين أجبرهم البطش الأمني الكيزاني والأحكام الجائرة من نيابته المأدلجة علي ترك الوطن مرغمين لن يظلوا مشردين نازحين لاجئين إلى الأبد فحربهم العبثية لن تدوم إلى الأبد وستعود نيران الثورة التي لم تخمد إلى الإشتعال لتقتلع بقاياهم وتحقق أماني الشعب في الحرية والسلام والعدالة وتحاسب كل من أجرم في حق هذا الشعب الصابر وتفتح الأبواب أمام إعادة التعمير ونبذ الكراهية وبناء وطن جديد سيخرج من تحت رمادهم قوياً عزيزاً لتنعم الأجيال القادمة بثمرات هذه التضحيات العظيمة التي حتما سيخلدها التاريخ

هؤلاء الشباب الذين فضلوا الإنسحاب وعدم المشاركة في هذا العبث الدائر سيعودون يوماً إلى حضن الوطن لإعادة إنعاشه وإعادتهم إلى الحياة بعد أن دمره المتصارعون للسيطرة على مقدراته ومواصلة كفاحهم نحو الإنعتاق النهائي فلا يتصور طرف من أطراف هذه الحرب أن دحره للطرف الآخر سيجعله المتسلط علي رقاب هذا الشعب الحر فشبابه ينتظر نهاية هذا العبث وهو مازال يحمل راية الديمقراطية والحكم المدني ولن يتوقف مهما طال أمد هذا العبث .. وهو حتما سيعود الي حضن الوطن العزيز وطريق الكفاح طويل .. ولكنه ابدا لن يتوقف وسنغني مع الراحل العطبراوي .. لا لن نحيد..
والثورة أيضاً مستمرة وأبداً لن تموت جذوتها
والقصاص والحساب سياتي يوماً لامحالة ..
والرحمة والخلود لشهداء الثورة الخالدة ..
الجريدة

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..