مقالات وآراء

تصحيف وتحريف في تشكيل المصحف الشريف (٢)

محمد الصادق

تشكيل المصحف قضية معروفة ، ويكفنا هنا أن نذكر أن المصحف في صدر الإسلام كان من غير تنقيط ولا تشكيل ، ويوجد الآن مصحف عثمان بدار الوثائق بالقاهرة غير منقوط ولا مشكول وقد تم نسخه عام ٢٥ هجري. ومعروف أن الناس كانوا يعتمدون في حفظ القرآن وتناقل العلم والأدب علي السماع والمشافهة.

القرآن يفسر بعضه بعضا ، وبه آيات مكررة تارة باللفظ وتارة بالمعني ، ولكن تشكيل القرآن الحالي احيانا لا يراعي معاني الآيات.
ونسوق هنا مثالا آخر علي ذلك:

>>> في سورة الماعون:
{فَوَیۡلࣱ لِّلۡمُصَلِّینَ○ٱلَّذِینَ هُمۡ عَن صِلَاتِهِمۡ سَاهُونَ}
فلقد أشكل كثيرا علي المفسرين
كيف يكون المصلون ساهين “”عن”” صلواتهم !! .

>>> يتكرر في القرآن
موضوع الاحسان الي ذوي القربي والمساكين:
– (َ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلَِ)
البقرة: 177
– (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا) الإسراء: 26
>>> ذكر المفسرون:
ان (ايتاء ذي القربي)
هو ” صلة الرحم”
و”ايتاء” تعني اعطاء المال:
إذن:
صلة الرحم = ايتاء الأقارب.
ففي قاموس المعاني:
(وصله بكذا من المال):
أحسن إليه به.
فليس المقصود ب “الصلة”
ما هو من باب “وَصَل”
بمعني “بَلَغَ” المكان ،
وإنما المقصود
الإنفاق علي المحتاجين.
>>> لقد تكفل الله
بتعويض الواصلين اموالهم ،
ففي الحديث :
(من سَرَّهُ أن يُبسط له في رزقه،
أو ينسأ له في أثره ،
فليصل رحمه).
قال ابن حجر :
(معنى البسط في الرزق
البركة فيه ،  لأن صلة أقاربه صدقة ،
والصدقة تربي المال وتزيد فيه).
وفي حديث آخر :
(ما نقص مال من صدقة)
أو
(ما نقصت صدقة من مال)
يقول الفخر الرازي
في تفسير:
(وَاتَّقُوا اللَّه َ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ) النساء1:
“أحدهم قد يستعطف غيره بالرحم
فيقول: أسألك بالله والرحم”.
في صحيح مسلم
عن أسماء بنت أبي بكر:
“يا رسول الله ، قَدُمت عليّ أمّي
وهي راغبة ، أفأصل أمي؟
قال:
(نعم ، صِلي أمك).
فبقولها : (أفأصل أمي؟)
إنما تعني : “أفأعطيها؟”
وفي مسلم عن ابن عمر
ان أعرابيا لقيه في الطريق
كان صديقا لابيه ،
فأعطاه حمارا وعمامة ،
وقال : إني سمعت الرسول (ص) يقول:
(إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه).
>>> فهنا الصلة ليست صلة الرحم
وانما صلة صاحب الأب
وبعد صلة القربي تأتي مباشرة صلة اليتامي والمساكين.
لقد فتر الوحي وانقطع عن الرسول ص
مدة من الزمان وعندما عاود
اذا الرب يمتن علي رسوله
أنه كان يتيما فقيرا
فآواه وأغناه
وإذا به يأمره
ان يعطي اليتيم والسائل
ولا يقهر ولا ينهر .
>>> فإذن هناك :
صلة الرحم
صلة المسكين
صلة اليتيم
صل ابن السبيل
صلة السائل…
كل هذه صِلات دينية
هي عبارة عن حقوق مالية
يُنال بها بر الله
علي حسب ما في الآية :
{لَن تَنَالُوا۟ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا۟ مِمَّا تُحِبُّونَۚ}.
وقي آية اخري :
{لَّیۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّوا۟ وُجُوهَكُم
ۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَـٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَٱلۡمَلَـٰۤئكَةِ وَٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ
وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ
ذَوِی ٱلۡقُرۡبَىٰ
وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ
وَٱلۡمَسَـٰكِینَ
وَٱبۡنَ ٱلسَّبِیلِ
وَٱلسَّاۤئلِینَ
وَفِی ٱلرِّقَابِ}
>>> هذه هي الصِلات الإسلامية
الواجب وصلها بالمال والمساعدة المادية
فلا بر الا يالإنفاق
لا بر بالتوجه
نحو قبلة المشرق او المغرب
ولكن البر
في تلك الصِلات
التي أمر بها الإسلام.
فإن اصعب العبادات هو إنفاق المال
ولذلك هي اكثر الاعمال ثقلا في الميزان .
ولذلك تجد في القرآن والسنة
أن التقوي مرتبطة بالإنفاق
(اتقوا النار ولو بشق تمرة)
ووصية الرسول للنساء:
(تصدقن فإني اريتكن أكثر اهل النار)
{هدي للمتقين○ الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}
{وسيجنبها الاتقي. الذي يؤتي ماله يتزكي}
والقرآن حكي عمن طلب أن يؤخر الله أجله:
{لولا اخرتني إلي أجل قريب○ فاصدق..}.
>>> والقرآن دائما ما يقرن
بين الصلاة و الإنفاق –
أو الإيمان والإنفاق:
– {وَیُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ}
-{وَٱلۡقَـٰنِتِینَ وَٱلۡمُنفِقِینَ}
– {وَمَاذَا عَلَیۡهِم
ۡ لَوۡ ءَامَنُوا۟ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِر
ِ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُُۚ}
– {وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ سِرࣰّا وَعَلَانِیَةࣰ}
-{وَٱلۡمُقِیمِی ٱلصَّلَوٰةِ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ}
– {ءَامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَأَنفِقُوا۟ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِینَ فِیهِۖ}
-{فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۡ وَٱسۡمَعُوا۟ وَأَطِیعُوا
۟ وَأَنفِقُوا۟ خَیۡرࣰا لِّأَنفُسِكُمۡۗ}
– {وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰة وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰة
َ وَٱرۡكَعُوا۟ مَعَ ٱلرَّ ٰ⁠كِعِینَ}
– {وَقُولُوا۟ لِلنَّاسِ حُسۡنࣰا
وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰة
َ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ}
-{وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰة
َۚ وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَیۡرࣲ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ}
– {إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ
وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰة
َ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰة
َ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ}
– {فَإِن تَابُوا۟
وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰة
َ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰ⁠نُكُمۡ فِی ٱلدِّینِۗ}
– {ٱلَّذِینَ إِن مَّكَّنَّـٰهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ
أَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰة
َ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ}
– {فَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ
وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِٱللَّهِ}
– {فَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ
وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ}
– {وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ
وَأَقۡرِضُوا۟ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا}ۚ
>>> ولذلك فإن قول المفسرين
بتكرار الحديث
عن المحافظة علي الصلوات
مرتين في آيات متقاربة
في سورة واحدة
كما في المؤمنون والمعارج
هو قول بعيد.
ففي المؤمنون الآية (٢) و (٩)
في الآية (٩):
جاء الحديث عن الصلاة
بصيغة الجمع: (صلواتهم):
{وَٱلَّذِینَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰ⁠تِهِمۡ یُحَافِظُونَ}
في الآية (٢) جاءت (صلاتهم)
ولا يمكن أن يكون الحديث
عن (صلاة) واحدة للجمع
فالأصح أنها (صِلاتهم) بكسر الصاد
بمعني جمع (صِلة)
والمقصود : أنهم في إنفاقهم علي المحتاجين يكونون متواضعين متذللين (خاشعون)
فالخشوع هو رَمَى البصر نَحْوَ الأَرض وغَضَّه وخفَضَ الصَوْتَُ ،
كما جاء في قواميس اللغة ،
وهذا هو نفس معني آية المائدة:
{َوَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَ ٰ⁠كِعُونَ}
وكذلك آية البقرة:
{وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُوا۟ مَعَ ٱلرَّ ٰ⁠كِعِینَ}
جاء في التفاسير :
َ “المُرادُ مِنَ الأمْرِ بِالرُّكُوع
ِ هو الأمْرَ بِالخُضُوعِ ؛
لِأنَّ الرُّكُوعَ والخُضُوعَ في اللُّغَةِ سَواءٌ،
فَيَكُونُ نَهْيًا عَنِ الِاسْتِكْبارِ المَذْمُومِ
وأمْرًا بِالتَّذَلُّل
ِ كَما قالَ لِلْمُؤْمِنِينَ:
{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهم ويُحِبُّونَهُ أذِلَّةٍ عَلى المُؤْمِنِينَ أعِزَّةٍ عَلى الكافِرِينَ}

والأمر أوضح في سورة المعارج :
في الآية (٣٤) يتكلم عن المحافظة علي الصلوات
وفي الآية (٢٣) عن الديمومة:
ولكن من سياق الآيات:
{وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَیۡرُ مَنُوعًا○
إِلَّا ٱلۡمُصَلِّینَ○
ٱلَّذِینَ هُمۡ عَلَى صِلَاتِهِمۡ دَاۤئِٕمُونَ○
وَٱلَّذِینَ فِیۤ أَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ حَقࣱّ مَّعۡلُومࣱ○
لِّلسَّاۤئِٕلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ}
ندرك أن المقصود
ديمومة الصِلات المالية
للمستحقين المحتاجين
وهو نفس المعني
الذي في سورة الماعون:
{فَوَیۡلࣱ لِّلۡمُصَلِّینَ○ ٱلَّذِینَ هُمۡ عَن صِلَاتِهِمۡ سَاهُونَ○
ٱلَّذِینَ هُمۡ یُرَاۤءُونَ○ وَیَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ}
فلقد أشكل كثيرا
علي المفسرين
كيف يكون المصلون ساهين “”عن”” صلواتهم!!
(لم يقل “”في”” صلاتهم ساهون)
لكن المتأمل جيدا
للوحدة البنائية للسورة
يدرك أن (صِلاتهم)
مقصود بها الذين يهملون الصِلات الواجبة
فلا ينفقون علي المحتاجين
من أقرباء
ومساكين
ويتامي
وسائلين .. الخ
فالسورة تبتدئ بالقول :
أن الذي يكذب بالدين
هو الذي يقهر اليتيم
ولا يحض علي اطعام المسكين
ثم يتوعد المصلين الذين يتناسون
صِلات المساكين ويعتبرهم مرائين اذ يمنعون اطعام المساكين.
>>> فلو تطرق الي الصلوات واهمالها
وسط الحديث عن اطعام اليتامي والمساكين .
يكون هناك خلل في وحدة بناء السورة
بالخروج عن الموضوع
والعودة مرة اخري !! .

>>> وكلمة (صِلاتهم) وردت ايضا بسورة الأنفال:
{وَمَا كَان [صِلَاتُهُمۡ] عِندَ ٱلۡبَیۡتِ إِلَّا مُكَاۤءࣰ وَتَصۡدِیَةࣰۚ فَذُوقُوا۟ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ۝
إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡ لِیَصُدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِۚ فَسَیُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَیۡهِمۡ حَسۡرَةࣰ ثُمَّ یُغۡلَبُون}
جاء في التفسير أن المشركين صلوا صفيرا وتصفيقا {مكاء وتصدية} ولكن المشركين أصلا لا ينتظر منهم صلاة، ففي قول آخر جاء في (مكاء): أنَّهُ إدْخالُ أصابِعِهِمْ في أفْواهِهِمْ؛ وهو كناية عن الأكل ، وورد في القاموس: مَكَّ العَظمَ مَكًّا : مصّ جميعَ ما فيه ؛ فقد قال مقاتل والكلبي : نزلت في المطعمين يوم بدر وكانوا اثني عشر رجلا منهم عتبة وشيبة وأبي بن خلف، وكان يطعم كل واحد منهم عشرة نوق؛ وقال مجاهد : “هو نفقة أبي سفيان على الكفار يوم أحد. وقال الحكم : أنفق أبو سفيان على المشركين يوم أحد أربعين أوقية ذهباً”.
واما التصدية فهي كما قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: “التَّصْدِيَةُ صَدُّهُمُ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَعَنِ الدِّين”ِ؛ وعلي هذا يكون المقصود الصِلات وليس الصَلاة ، بما يعني أن صِلاتهم (عطاياهم) لا أجر فيها ، فهي مجرد أكل (مصٌ للعظام) ، فقد كانت من أجل الصدّ عن دين الله ؛ والآية التالية توضح ذلك: {یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡ لِیَصُدُّوا۟ عَن سَبِیلِ ٱللَّه}.

>>> للأسف فقد تناسي الناس
التوجيهات القرآنية
بالأنفاق والتصدّق
وتمسّكوا باحاديث مرسلة
عن اذكار وصيام وصلوات
تضخم وتعظم ثوابها
فظنوا أنها تفوق ثوابا الإنفاق والتصدّق وإنني لأستغرب من بعض الفضائيات الدينية التي تسمي صلة الرحم
التي هي الإنفاق علي المحتاجين
من الأقارب
بغير اسمها ، فتقول إنها :
(العلاقات الإجتماعية بين الأقارب)
وتشرحها بأنها زيارات عائلية في المناسبات وغيرها !! .

>>> ارجعوا إلي القرآن وتدبروا
وانظروا :
هل نقرأ كلمة (صلاتهم) في الأنفال الآية ٣٥
وفي المؤمنون الآية (٢)
والمعارج الآية (٢٣)
والماعون الآية (٥)
بكسر الصاد أم بفتحها؟؟!!
هل المقصود:
الصِلات أم الصلوات ؟؟!!

>>> يحكى أن أميرا كان يعطي على الشعر ،فإذا لم يعجبه جعل الشاعر يصلي مائة ركعة ، فجاءه أحدهم فأنشد :

أردنا في أبي حَسَنٍ مديحاً
كما بالمدح تنتجعُ الولاةُ.

فقالوا يقبل المدحَات لكن
جوائزُه على المدح [الصَّلاة]

فقلتُ لهم : وما تغني صَلاتي
عيالي ! إنّما الشأن الزكاةُ

فأمّا إذ أبى إلاّ صَلاتي
وعاقَتني الهموم الشاغلاتُ

فيأمرُ لي بكسر الصاد منها
لعليّ أن تنشِّطني [الصِلاتُ]

فأعجبته القصيدة [فوَصَلَه] بمائة دينار.

وشاهدنا هنا أن “الصِلات” هي العطايا المالية، التي وجه الإسلام ببذلها الأقارب والمساكين والسائلين.
>>> يقول سفيان الثوري:
(ليس للشيطان سلاح على الإنسان
مثل خوف الفقر ، فإذا وقع في قلب الإنسان:
منع الحقَّ ،
وتكلَّم بالهوى ،
وظنَّ بِربِّه السُّوء.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
نرجو من كل من فهم المعلومة
أن يساهم بنشرها وبشرحها ،
حتي تعم الفائدة ،
ولكي نزيل الدخيل
من المفاهيم الساذجة والخبيثة ..
فهذه إذن نصيحة ،
والدين النصيحة -كما في الحديث :
(لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)

□■□■□■□■
>>> تذكرة متكررة<<<

نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات .. وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
-قبل الركوع الثاني
في الصبح
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
واخرجوا الناس من ديارهم
بغير حق
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا ..
فدعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك :
{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی
لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم} .

 

[email protected]

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. المُكاء مُخفف الصَّفِير مَكا الإِنسان يَمْكُو مَكْواً ومُكاء صَفَرَ بفِيه قال بعضهم هو أَن يَجمع بين أَصابع يديه ثم يُدخِلها في فيه ثم يَصْفِر فيها .
    و المضحك في هذا المقال ان كاتبه ذكر في معنى المكاء ادخال الاصابع في الفم و لم يكمل باقي المعني لكي يدلس على القراء و انما حرف المعنى الى كناية عن الاكل
    قال ابن عباس : كانت قريش تطوف بالبيت عراة ، يصفقون ويصفرون ; فكان ذلك عبادة في ظنهم . والمكاء : الصفير . والتصدية : التصفيق ; قاله مجاهد والسدي وابن عمر رضي الله عنهم . ومنه قول عنترة :
    وحليل غانية تركت مجدلا تمكو فريصته كشدق الأعلم

    صلة الرحم تعني التواصل معهم و تقديم العون و النصح لهم و الوقوف معهم في الافراح و الاتراح تكون بالمال لمن كان محتاجا .
    تفسير كاتب المقال لصلة الرحم بأنها الانفاق فقط تعني انه اذا قريبك غنيا فلا داعي لصلة الرحم و هذا غير صحيح .

    اتحدى كاتب المقال أن يأتينا بنص عربي مثل : وصلت مسكينا او فقيرا بمعنى أعطيته مالا

    في هذا الحال يقال تصدقت عليه أو نحو ذلك

    ثالثة الاثافي هي ثول كاتب المقال : ولكن المشركين أصلا لا ينتظر منهم صلاة
    الصلاة في اللغة هي الدعاء و حتى في عصرنا هذا تجد الاخوة النصارى يطلقون كلمة الصلاة بمعنى الدعاء سواءا في اللغة العربية او الانجليزية مثل قولهم …pray for me that I will

  2. مصحف المشهد الحسينى بالقاهرة مكتوب بالخط الكوفى غير المنقط ويرجع هذا الخط الى العصر العباسى الاول القرن التاسع الميلادى . هكذا يقول علم المخطوطات والنقوش وهو علم لا يهتم به المسلمين .

  3. جيد، ولكن طبعاً وردت الصلاة أو الصلوة بمعانٍ وأنواع كثيرة ليست مقصورة على ما تفضل به الكاتب كما أشار الملق أعلاه. أولها الصلاة ركن الاسلام والشعيرة ذات القيام (الوقوف) واستقبال القبلة والاحرام بالتكبير والركوع والرفع منه والقعود والسجود والجلوس والتشهد والسلام- وهذه كالصلوات الخمس الفرائض والنوافل من السنة والسنة المؤكدة والاستسقاء وصلاة السفر وصلاة الخوف وثانيها الصلاة بمعنى الدعاء الموجه إلى الله لإنزال رحمته تعالى وسلامه وسكينته وحمايته إلخ على نبيه وتلك صلاة الملائكة والناس على النبي وصلاة النبي على نفسه – أما صلاة الله على نبيه فهي إنزال رحمته على نبيه مباشرة أو قبول صلواة أو دعوات الملائكة والناس للرسول – كما تعني الصلاة المدح فالمديح النبوي فيه دعاء وصلاة مشروعة بل ماموراً بها وليس بدعة، سواء في الاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام والذي يُعَدُّ من التوقير والتعظيم للأنبياء بدل أذيتهم وقتلهم بعد الكفر بهم. وثالثها الصلاة بالمعنى الذي تفضل به كاتب المقال وهي الوصل أو الصلة بمعنى الإنفاق ولكن من غير تصحيف لأنها تشمل الوصل من غير إنفاق كأحد معانيها بحسب السياق أي الصلاة ليست دائماً نفقة يوصل بها ذوي القربى أو ابن السبيل مثلاً غير المسكين أو الغارمين. وخلاصة القول في هذا الموضوع هو التأكيد على المعنى الخيري للصلاة بمعنى الصدقة المالية وغير المالية أو خلافها من أعمال الخير هي من أكبر أركان العمل الصالح الذي يدخل الجنة بعد توحيد الربوبية ومع ذلك فهو لا يقلل من شأن الشعائر والعبادات البحتة أو الشعائرية كالصلوات والصوم والحج والذكر ومدح الرسول الكريم واتّباعه طاعة ومحبة له ولشمائله وكشفيع إلى الجنة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..