مقالات وآراء

فوز المنتخب الوطني …. الانتصار في زمن الحرب

يوسف عيسى عبدالكريم

بالأمس القريب فرح الشعب السوداني بجميع اطيافه الجيش والدعامة والقوات المشتركة والمستنفرين وتنسيقية تقدم او القحاطة والإسلاميين والناس العاديين الكل فرح لفوز منتخبنا الوطني المستحق على منتخب غانا بإستاد مدينة بنغازي الليبية في التصفيات المؤهلة لنهايات بطولة أمم افريقيا بالمغرب العام القادم . لقد اهدانا هذا الفوز روح التوحد في لحظة الانتصار تلك الروح التي ارهقنا البحث عنها في مشاريعنا السياسية ومواقفنا تجاه قضايا الوطن.
نحتفي بالفوز اليوم ونحن نعيش ظروف استثنائية قاسية فلأول مره نعيش واقع ظللنا نشاهده في دول أخرى مثل فلسطين وليبيا والصومال وسوريا وأفغانستان دول عانت وما تزال من ويلات الحرب المدمرة . دول كنا ندهش لكيف لهم ان يشاركوا ويلعبوا في المنافسات القارية والدولية وهم في حالة حرب حيث لا دولة ولا مؤسسات ولا موارد تعين على الاعداد والاستعداد .
إن هذه الفرحة بالفوز تؤكد للجميع اننا برغم التباعد في المواقف الذي وصل الى حد التنافر والتقاطع بيننا ورغم الخطاب العدائي المنتشر الان بين أبناء الوطن الواحد الا اننا اذا تجردنا من افكارنا المسبقة ومواقفنا المتشددة وتوحدنا خلف الوطن فقط يمكن ان نخلق الانتصار .
من الحكمة ان يلتقط اهل الرأي والكلمة المسموعة من اعيان المجتمع السوداني القفاز من هذه المناسبة ويبنوا عليها ان استطاعوا لتحقيق المصالحة بين الأطراف المتصارعة فكلا الجنرالان هاتف المنتخب مهنئا ومعربا عن سعادته بالفوز وهذا استفتاء واضح بانه يوجد ما يجمعنا ويفرحنا معا في هذا الوطن
ان الروح التي انتابتنا بالأمس وفرحة النصر التي اعترتنا توكد اننا لو بحثنا تحت ركام التفرقة وانقاض الكراهية سنجد الذي يجمعنا. وأن الرهان على الرياضة والثقافة والفن يمكن ان يردم الهوة ويجسر المسافات الفاصلة بيننا.
ان الدرس المستفاد من هذه الملحمة هو ضرورة الالتفاف خلف المنتخب ودعمه في مشواره الوطني للنهاية . كما لابد للاعبي المنتخب ان يواصلوا تألقهم وان يلتزموا بخطط وتوجيهات المدرب فالحلم اصبح اقرب .
كما يجب الإشادة بالمدرب الغاني كواسي أبياه الذي اثبت ان المهنية في الرياضة تصنع الانتصار فالرجل رغم انه قاد منتخبنا في هذه المنافسة ضد منتخب بلاده الا انه عمل بمهنية واحترافية واستطاع ان يحقق الفوز متساميا على مشاعره الوطنية والشخصية .
تمنياتي ان نشاهد العام القادم مباريات السودان في نهائيات أمم افريقيا بالمغرب ونحن نحتسي القهوة والشاي بشارع النيل والشاشات الكبيرة تحيط بنا من كل مكان والقفشات والضحكات تتناثر في من حولنا والجميع حضور جيش ودعامة و قوات المشتركة ومستنفرين وقحاطة واسلاميين وناس العاديين نشجع ونقف بقلب رجل واحد كسودانيين فقط خلف منتخب بلادنا. فهذه الأرض لنا برغم اختلافاتنا.

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..