حملات تمبول الانتقامية

علي الجربندي
تمبول حاضرة شرق الجزيرة وغرب البطانة معروفة لدى جميع السودانيين تقريبا واكتسبت شهرتها من سوقها الذي يعد من أشهر الأسواق في السودان.
عندما كنا في المدارس كان يقال لنا ان سوق تمبول أكبر سوق للإبل في العالم. وورد ذكر تمبول في مدحة الشيخ البرعي المشهورة “ ابلى المشرفات“.
ظلت كامل المنطقة بين سوبا في الخرطوم وابو حراز في الجزيرة تحت سيطرة المليشيات منذ سقوط مدينة ود مدني وظل سكان المنطقة مغلوبين على أمرهم لا حول ولاقوة. وعملت المليشيا على تعيين إدارة لكل المنطقة وكانت تتبع لابوعاقلة كيكل الذي ينتمي لقبيلة الشكرية وموطنه أقصى جنوب شرق البطانة على الحدود في منطقة الفاو. تاريخ الرجل القريب معروف حيث عمل على الدخول في الهيصة السياسية العسكرية منذ درع البطانة ثم درع السودان ثم الدعم السريع ثم العودة للقوات المسلحة السودانية قبل اقل من اسبوع تحديدا يوم الأحد الموافق 20 أكتوبر الجاري. ظلت طموحات كيكل محل انتقاد واعتراض من زعماء قبيلة الشكرية الذين ظلوا يناصحونه باستمرار بأن طموحاته ستعود على البطانة عامة وقبيلة الشكرية خاصة بما لا يحمد عقباه وهو ما حدث فعلا وتعاني منه المنطقة الآن.
يوم الأحد 20 أكتوبر 2024م انشق كيكل عن مليشيا الدعم السريع ليقاتل الى جانب الجيش وفقا لبيان الجيش نفسه. مع أن إكمال الاتفاق تم بعيدا عن تمبول بالقرب من الفاو إلا أن التسليم والتسلم تم في تمبول التي غادرتها المليشيات إلى أطراف المنطقة. بعد التسليم والتسليم غادر الجيش المنطقة لتعود المليشيات عصر يوم الأحد لتستبيح مدينة تمبول منذ ذلك الوقت والى وقت كتابة هذا المقال نهار الأربعاء الموافق 23 أكتوبر. مارست المليشيات أقسى أنواع الانتقام من مواطني تمبول والمتحرك القادم للفزع من منطقة حلفا الجديدة بقيادة الشهيد العميد الركن أحمد شاع الدين. استباحت المليشيات أيضا القرى الواقعة بين تمبول ومدينة رفاعة. عدد الشهداء في كل المنطقة تجاوز الثلاثين شهيدا. ليس ذلك فحسب وإنما تشهد المنطقة حركة نزوح واسعة من كل القرى وفي كل الاتجاهات خاصة مدن القضارف وحلفا.
سكان منطقة شرق الجزيرة ينتظرون ويترقبون وصول الجيش ليخلصهم من هذه الحملة الانتقامية التي اشعلها انشقاق كيكل وانضمامه الي الجيش.