مقالات وآراء سياسية

مخاوف من اتساع رقعة الحرب وآمال بوقف إطلاق النار

فادي عيد

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها اليومية في الضفة الغربية وسط مخاوف من تصعيد محتمل من الفصائل الفلسطينية المقاومة رداً على مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار خلال معارك جنوب قطاع غزة.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ، الأحد ، مقاطع فيديو تُظهر اشتباكات تخللها صوت إطلاق نار، قرب حاجز “دوثان” بجانب بلدة يعبد جنوب غرب جنين.

وشهدت جنين وباقي محافظات الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في غزة تراجعا اقتصادياً كبيراً بعد فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي إجراءات أمنية مشددة تسببت في شل الحركة التجارية بين المحافظات ، إلى جانب إلغاء تصاريح عمال الداخل والعمل على تعويضهم بالعمالة الهندية.

وفي الوقت الذي دعت فيه قوى دولية مختلفة إلى ضرورة التسريع في إنهاء الحرب الدامية في غزة تزامنا مع اعلان الاحتلال استهدافه ليحي السنوار، عبر مواطنون فلسطينيون في جنين عن أملهم في أن ينتهي كابوس الحرب الإسرائيلية التي تجاوزت انعكاساتها قطاع غزة لتشمل محافظات الضفة الغربية.

وتسببت الاقتحامات الاسرائيلية لجنين منذ السابع من أكتوبر في دمار جزء هام من البنية التحتية في المدينة بعد استهداف الالية الاسرائيلية للشوارع وخطوط الماء وقنوات الصرف الصحي فضلا عن فرض حصار مشدد على جنين مع كل تصعيد أمني وذلك في اطار سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها حكومة بنيامين نتنياهو.

هذا ، وأعرب علي أن صاحب محل تجاري في جنين ، عن أمله في أن تنتهي الحرب ويُفتح حاجز الجلمة أمام المتبضعين من فلسطينيي الداخل ، لوقف نزيف الخسائر الاقتصادية وحالة الركود التي تعيشها المدينة منذ أكثر من عام وفقا لما نقلته فرانس برس.

وبحسب المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة ، فإن حالة الشلل الاقتصادي التي تعيشها الضفة منذ اندلاع الحرب أثرت بشكل كبير على مستوى حياة المواطن الفلسطيني ، الذي لم يعد قادراً على توفير أساسيات الحياة الكريمة.

ويرى سوالمة أن تصاعد التوتر في الضفة الغربية يخدم بالأساس الحكومة الإسرائيلية الحالية ، الساعية لإضعاف السلطة الفلسطينية وتصوير الضفة كمنطقة خارج السيطرة ، وذلك في إطار مخطط ضم المزيد من الأراضي وتشريع المستوطنات.

ويتابع “التحركات الدولية المكثفة ، ومن بينها زيارة وزير الخارجية الأميركي بلينكن إلى المنطقة عقب الإعلان عن مقتل يحيى السنوار ، قد تدفع باتجاه وقف الحرب الدامية التي تعيشها غزة ، والتي امتدت تأثيراتها لتشمل حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية” .

وكان مفوض حقوق الإنسان بالأمم المتحدة قد عبر ، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز ، عن “قلقه حيال الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، داعياً جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس ومنع تطور الوضع نحو مزيد من التصعيد.

حقيقة الأمر بات المجتمع الدولي يخشى ان ينتقل الدمار الذي ضرب قطاع غزة الى الضفة الغربية ولبنان ، في ظل إصرار نتنياهو تصفية أي قوى قد تشكل خطر عليه ، فهل تفلت الضفة من ذلك المخطط الشيطاني الرامي لتصفية كامل منطقة الشام لصالح إسرائيل.

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..