مقالات وآراء

الجريمة والنظام!

 

أطياف

صباح محمد الحسن

طيف أول :
شهوة سلطة علقت أحلامها بين خيارين للوطن أما الإشتعال او الإنطفاء وعندما
أمعنت في وهم مستمر
وحاصرها الهلع
باتت تهاب الظل
وعادت تتأرجح وتصر على حماقاتها مع علمها اوجهلها
أن النهايات قد دنت!!

وفي ظل سباق المعارك الدموي الذي تقوم به الأطراف المتحاربة لأجل الكسب العسكري والإعلامي على منصات السوشيال ميديا والذي يجعل عشرات من المواطنين يدفعوا ارواحهم حتى يتمكن أحد الجناة من تصوير “لايف” وسط الجثث هذا الذي يحدث لايكشف أن الحرب تفصح عن اسوأ مراحلها، وهي مرحلة الإبادة الجماعية ، التي تقوم على قاعدة كلما أردت ان تقتل قائدا من الطرف الآخر فلابد أن تقتل معه عشرات المواطنين حتى تتمكن من الحصول على رأسه
وهي اسوأ مقايضة تحدث للشعب منذ تاريخ إستقلاله وبداية إستغلاله ، وحتى اليوم
فالشعب كان يدفع اكثر ليشتري الخبز ويدفع فاتورة الكهرباء وعندما حاول أن يحتج قرر الإسلاميون أنه ولابد من أن يدفع روحه بسبب هذا التمرد العقلي الذي جعله يستجيب لحالة الوعي التي ترفض هذا الظلم
وماشهدته رفاعة منبع العلم والنور وماتتعرض له المدنية من أكبر عملية إنتهاك على يد قوات الدعم السريع التي إستباحت المدينة وكذلك تمبول وان يأتي ذلك فقط لكي تصل الدعم السريع الي غاياتها المتمثلة في اتسترداد المناطق التي أعلن الجيش سيطرته عليها لترتكب جرائم مروعة بحق المواطنين العزل فهذا ابشع مايعيشه المواطن الذي اصبح لاحول ولاقوة له
ولكن يظل هروب كيكل هو ايضا واحدة من الأسباب التي جعلت المدينة تتعرض لهذه الفظائع وليس ببعيد ان يكون كيكل خرج لتعم الفوضى ولاية الجزيرة وتحدث فيها هذه المعارك كواحدة من الخطط الشريرة التي تكشف عن علاقة الجريمة بالنظام والتنظيم الإسلامي
فالقوات التي إنتهكت حرمات المواطنين بولاية الجزيرة أمس هي قوات كانت حتى أمس الاول تتلقى الأوامر من كيكل فهل خرج الرجل عن قصد ليهيئ مسرحا جديدا للجريمة وان خطوة إنضمامه للجيش جاءت فقط من أجل أن (يحدث ماحدث) !!
وفي المقابل دفع عدد من المواطنين الأبرياء ارواحهم وهم يقفون في المسجد امام الله قصفهم طيران الجيش في تحدٍ واضح للمشاعر الدينية حيث لاذنب لهم سوى أنهم كانوا يقولون ( أهدنا الصراط المستقيم)
والسؤال هذه الجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني وعملية التضحية بالأرواح تتم لأجل من!!
وهل البقاء على كرسي السلطة حيث يراقب البرهان زوال الشعب يوميا يضمن له الإستمرار في الحكم وهل يظن حميدتي أن مايحدث سيعيده الي الحكم مرة أخرى!!
ولو كان البرهان ومن حوله يحملون ذرة إنسانية واحدة في قلوبهم لذهبوا الي التفاوض لإنهاء هذا القتل الممنهج والمستمر ضد الشعب لطالما انهم حكام هذه البلاد، لإيقاف هذه الكارثة الإنسانية ولكن مايحدث يحول البرهان من حاكم الي سفاح كلما أصابه ظمأ السلطة تعطش لقتل العشرات من شعبه ليعيش ويستمر على الكرسي
فمايحدث لايمكن أن يقبله قائد او رئيس بكامل وعيه وصحته النفسية فإن كان شخصا سويا عاقلا لأختار طريق الحل الذي يخرج البلاد من الظلمات الي النور
ومن الغباء أن يرى البعض أن الذهاب الي التفاوض يجعله يبدو مهزوم امام شعبه وعاجز عن تحقيق النصر فالحقيقة إن ذهب او لم يذهب وحارب عشرات السنين وانتصر فهو ايضا بعيون شعبه ( مهزوم وعاجز وفاشل) فهذه الحقيقة ستظل تلاحقه الي الأبد لأن الشعب يرى مايحدث ويعلم كل صغيرة وكبيرة فأغلب الذين كانوا يدعمونه في هذه الحرب والجريمة تراجعوا اليوم عن دعمه لأنهم لايريدون نصرا لكنهم يريدون السلام
فما يعيشه شعب السودان الآن يحتاج الي رجل متعقل تهمه سلامة المواطنين اكثر من النظر في لائحة الموقف العملياتي!!
ومايحدث يحتاج الي عقل سليم يفكر خارج صندوق الحرب ويطالب بوقف هذه الكارثة الإنسانية التي يعيشها المواطن
وبالأمس قال رئيس الوزراء السابق رئيس تنسيقية تقدم عبدالله حمدوك يجب على المجتمع الدولي أن لايتعامل مع حكومة الأمر الواقع ( حكومة بورتسودان) لانها حكومة غير شرعية
وقال إن البلاد تعيش فراغا دستوريا منذ 25 اكتوبر 2021
وأضاف أن ذلك لا يساعد على وقف الحرب وإحلال السلام وطالب
بوضع خطة إسعافية تضع حدا لوقف هذه العدائيات
وقال حمدوك إن هذه الحرب ليس فيها منتصر في الوقت الذي يسعى فيه الشعب السوداني عبر الأجيال المختلفة منذ ثورة اكتوبر وحتى ثورة ديسمبر إلى تحقيق دولة الحرية والسلام والعدالة
فكم نحن بحاجة الي اشخاص وعقليات “سوية” لتفكر هذه الأيام في إيجاد حل عاجل لوقف هذه الجرائم
فالحكومة السودانية والقيادة العسكرية لم تعد علتها في أنها غير شرعية ولكنها اصبحت اداة إجرام تأتمر الآن بأمر المهوسسين في الميدان الذين يريدون أن تذهب هذه البلاد بشعبها الي الجحيم ولايهمهم لطالما انهم إنتحاريون ولكن إن ابتلاك الله بحب العنف والظمأ للدم فمن حق الشعب الصحيح الذي لايعاني من هذا المرض أن يعيش.
طيف أخير :
#لا_للحرب
“تقدم” :( لن نسمح بدعم سيناريو تقسيم السودان وسنناهض خطط الإسلاميين).
فهذه يجب ان لاتكون رؤية تقدم فقط ولكن كل الذين يرفعون شعار لا للحرب لابد من وقفة قوية لإعلان كلمة واحدة

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..