مقالات وآراء

إلا “القرية السودانية”

عبدالدين سلامه

أفكار كثيرة تمت سرقتها ، ومشاريع كثيرة تم استنساخها بطريقة أفضل أو بطرق مشوهة ، وتجاوزنا عنها بسبب أن الهم الأساسي ينحصر في أن تتنفذ وتتحول لواقع بغض النظر عن الشخص الذي ينفذها ، غير أن الاعلان الذي تفاجأنا به في وسائل التواصل الإجتماعي عن قيام نشاط تجاري ربحي بإسم “القرية السودانية” لايمكن أن يمر مرور الكرام لأسباب عديدة أولها أن القرية السودانية كحق أدبي تم تنفيذه في أول نسخة من نسخ القرية العالمية في دبي ، وكان لي شرف فكرته ومسماه حينما كنت مديرا لشركة ايكو التي يملكها العبار وفازت وقتها بالجائزة الأولى مناصفة مع القرية الهندية ، وقد زار فعالياتها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله ، خمسة مرات متتالية في شهر واحد وكان حينها ولي عهد لحاكم دبي الشيخ مكتوم ، طيب الله ثراه ، وأستضافت فرقة الفنون الشعبية السودانية ، وفرقة المالمبو ، وعددا من الفرق والمبدعين ، وقررنا وقتها التوقف حتى لا نقوم بعمل أقل مما قمنا به ، وتم قيامها من جهة أخرى بصورة مشوهة أفقدتنا المشاركة طيلة السنوات الماضية ، مما جعلنا نحجم عن منح حقوق الإسم لأية جهة أخرى ، ولم نقم باستخدام الإسم سوى في اليوبيل الذهبي لاتحاد الإمارات ، وأقمناها ضمن ثمانية قرى في فيستيفال عجمان ، ونالت الجائزة الأولى أيضا ، وأعلنا في النسخة الثانية بعد عام من الحدث أننا سنستخدم الإسم بعد ثلاث سنوات لنتمكن من تكرار النجاح بطريقة أكثر ابتكارا واستخدمنا إسم ركن السودان بديلا لها ثم كررناها قبل أقل من عامين بإسم “السوق السوداني” بمركز المبارك في الشارقة ودخلت معنا فيها القنصلية كداعم معنوي ، ولكننا لم نمض في إكمال الفكرة بسبب تعذر الدمج بين الشركات السودانية والأسر المنتجة وتأخر قدوم شركات السوق الحرة لأسباب نجهلها حتى اللحظة لنفاجأ الآن باستنساخ الفكرة بذات إعلاناتنا وذات أفكارنا ، وباسم “القرية السودانية” المملوك أدبيا لنا من جانب شركة فرنسية الإسم سمعنا بها لأول مرة ، ونخاف أن تتكرر التجربة القديمة التي فقدنا فيها وجودنا بالقرية العالمية ، وقد جاء الإعلان في الوقت الذي أعلنا فيه من خلال مهرجان “رمضانيات الشعوب” قبل الماضي في خطاب لازال موجودا في أرشيف التواصل الاجتماعي ، أننا قررنا إقامتها في بداية العام القادم وفي أضابير القنصلية ، وثلاث أندية سودانية ، توجد الدراسة التي قدمناها بهذا المفهوم وذات الإسم ، وطلبنا فيها الدعم المعنوي ، ومن الممكن الرجوع إليها ومقارنتها بما ورد في إعلان الشركة الفرنسية الإسم ، والتي نتمنى أن لا تكون فرنسية الجنسية أيضا ، فاستخدام إسم القرية مقرونا بإسم وطننا لن يكون غيرنا أحرص منا عليه ، ولو كانت الشركة المنظمة سودانية الجنسية وفرنسية الإسم ، فإننا نتساءل عن سر وكيفية اختيارها إسما ومضمونا اعلنا عنهما في مختلف المحافل وبشهادة جموع غفيرة ، فالحقوق الأدبية أهم من الحقوق المادية، ونتمنى أن لاتتكرر تجربة فقداننا القرية للمرة الثانية ، خاصة وأن إعلان الإفتتاح جاء في وقت من المفترض أن تنشغل فيه كل الجهات السودانية الفاعلة رسمية كانت أو شعبية ، بحلحلة المشاكل العويصة التي تعانيها قطاعات كبيرة من الجالية مع قرب نهاية المهلة التي تكرمت بها دولة الإمارات لتصحيح أوضاع المخالفين وأغلبهم من القادمين عن طريق تأشيرة الزيارة التي لم تشملها مكرمة مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية ، بسبب رفض الوكالات التي تخوفت من تكرار المخالفات بعد حين رغم الحرص الكبير والواضح من المؤسسة التي عملت جهدها لحل المشكلة في غياب الجهات السودانية ، التي من المفترض أن تكون “صاحبة الوجعة” والتي وضعت الجالية أمام سؤال كبير حول فهمها لدورها الحقيقي ومدى إحساسها بمن يفترض أن يكونوا رعاياها
وقد بلغت …

كسره :-
– أيام قلائل تبقت على نهاية المهلة الخاصة بتصحيح الأوضاع ، وازدحمت المكاتب المحددة لتصحيح أوضاع السودانيين من مكرمة مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية ، وفي وسائل التواصل الإجتماعي ازدحمت المواقع والمنصات بالبث المباشر من عدد مهول من اللايفاتية الذين اعتادوا الإفتاء بعلم وبدون علم ، وفي زحام المراجعين غير المبرر أمام المكتبين المعتمدين بإمارة عجمان تجلت الكثير من السلبيات الجينية المرتبطة بشخصيتنا السودانية التي اعتقدت الفوضى والجدل البيزنطي العقيم ، والاتهامات غير المنطقية أو المبررة للعاملين الذين لم يتحمل معظمهم تلك الضغوط لتتبين الثقوب الحقيقية التي أفقدت العمل الإداري السوداني والخدمة المدنية كامل تميزهما.

– يجب على المستفيدين من الخدمة التنظيم وعلى المكاتب التعامل بصورة أرقى ، حتى لانفقد الوقت القليل المتبقي من المهلة ، وعلى رجال الأعمال السودانيين التحرك ومجلس العمل لم نسمع له صوتا وجماعة تقدم خفيفين في السفر هنا وهناك لعقد مؤتمرات تحت قناع حل مشكلة الوطن والمواطن الموجود معهم في بلد واحد لايعرف حتى مكان وجودهم ناهيك عن خدماتهم.

– أسرة السفير شرفي أصدرت بيانا شديد اللهجة حذرت فيه من المساس به ، بعدما نقلت وسائل التواصل الاجتماعي رفضه تنفيذ أمر الحكومة بنقله لبورتسودان ، ماينذر بمعركة جديدة تضاف لمعارك البلاد التي لانعرف متى تنتهي والمواطن يعاني في رحلة تيه في مختلف جغرافيا العالم.

– أحد الأندية ناقش فكرة فرض رسوم على العزاء لاستهلاكه الكراسي والكهرباء ، ولم يتحدث عن الكوتشينة والوسائل الترفيهية الإنصرافية ليكون القرار حال تنفيذه ميتة وخراب ديار.

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..