
. تتضاعف معاناة أهلنا كل ساعة ونراهم بين قتيل ونازح ومُشرد وهائم على وجهه ، لكننا لا نواكب هذه المآسي اليومية ولا نزال علي ذات نهجنا القديم وكأن الحرب لم تبدأ بعد.
. والأسوأ من ذلك أن وطننا الجريح ينزلق نحو حرب أهلية طاحنة وهذا لا يحرك فينا ساكناً أيضاً .
. قد يقول قائل – كما تعودت أن أسمع- ماذا بوسع شعب أعزل أن يفعل لتغيير هذا الوضع المأساوي.
. في الساعات الأولى لهذه الحرب اللعينة كنت أقول أن رفضها من الممكن جداً أن يؤدي لوقفها ، أو على الأقل يضمن لنا عدم تمددها.
. لكن ذلك ، أعني الرفض لم يحدث ، وإنقسم السودانيون بجهالة أو غفلة بين مؤيد لهذا الطرف أو ذاك تماماً كما نفعل مع الهلال والمريخ.
. والشاهد أنه مع كل يوم جديد في هذه الحرب (المقصودة) تزداد المعاناة وتتضاعف أعداد من نفقدهم ، ومعنى ذلك أن وقفها اليوم سيكون أقل ضرراً من توقفها غداً.
. لكن كيف سنساهم في وقفها ونحن نكتفي كل يوم بتبادل الفيديوهات الصادمة ورسائل أبواقها الذين يعانون من ضعف الحس الإنساني أو قل انعدامه.
. كيف سنساهم في وقفها ونحن نصر في أحسن الأحوال على إعادة نشر المقالات والفيديوهات الناقدة للكيزان وأفعالهم التي سئمنا نشرها بعد أن باتت معروفة لكل صاحب عقل.
. كيف سنساهم في وقفها ونحن نعيد ونكرر الحديث عن تآمر الكيزان على حكومة الثورة وكأننا توقعنا أن يفرش الكيزان الورود للثوار ويأتونهم بالرياحين إحتفاء بدكتور حمدوك وحكومته.
. لكي نغير هذا الوضع المأساوي لابد أن نشعر في دواخلنا بحجم المآسي التي نعيشها ، بالإضافة لتوقع الأسوأ الذي سوف يقع إن إستمرينا علي ذات نهجنا الحالي.
. خلال إعتصام القيادة ظللت أخاطب قوى الثورة عبر هذه الزاوية بضرورة إقامة الندوات التوعوية بشتى أنحاء السودان كحائط صد أمام محاولات توظيف القبلية والعرقية لإحداث الفتنة وهو ما كان متوقعاً من الكيزان.
. وطالبت أيضاً حكومة حمدوك بعد تشكيلها بأهمية دور الإعلام ، ونبهت مراراً لتهاون وزير الإعلام فيصل وقتها وخطورة ذلك على الثورة.
. إذاً ظهور الكيزان مجدداً لم يكن ظرفاً خاصاً ولا أمراً مفاجئاً ، فقد ثار شعبنا على من حكموا بالحديد والنار لأكثر من ثلاثة عقود ومن الطبيعي أن يلجأ هؤلاء لكل الأساليب القذرة التي يرون أنها يمكن أن تعيدهم للواجهة.
. ولكي نكون موضوعيين علينا أن نقر بتقصير حكومة الثورة وتقزم العديد من وزرائها ومسئوليها ، بدلاً من الإستمرار حتى يومنا هذا في تبادل الفيديوهات والمنشورات التي تؤكد على حجم تآمر الكيزان ، فهي لن تغير شيئاً.
وأصلاً من لم يفهم حتى يومنا هذا أن الكيزان سفلة ومتآمرين ومجرمين لا حاجة لنا بمناقشته أو مده بهذا الفيديو أو ذاك المنشور.
. لكن مشكلتنا الحقيقية في أننا أدمنا (الكوبي بيست) ، فحتى في قروبات الصحفيين بدلاً من مناقشة ما يمكن فعله نرى يومياً مثل هذه المنشورات المنقولة وكأننا بصدد إثبات المثبت أصلاً.
. تغيير هذا الواقع الصعب يحتاج لعمل جاد ولحملات توعوية جادة لا لمجرد تناقل للأخبار أو الفيديوهات.
. ويقع العبء الأكبر في هذا الجانب على تقدم وكل القحتيين الذين يدافع عنهم بعضنا بالحق وبالباطل ، فهل قاموا بدور ملموس في هذا الجانب؟! .
. عن نفسي أقول لا
ومن يظن أن لقاءاتهم الصفوية التي تنعقد بين الفينة والأخرى في بعض العواصم ستؤدي لوقف هذه الحرب واهم جداً.
. فالعالم الذي يخاطبونه ليس حريصاً على وقفها لأن مصالح الكثير من البلدان تتحقق بصورة أفضل والحرب مستمرة.
. حلنا الوحيد في جبهة مدنية عريضة وهذه لا يمكن أن تتحقق مع استمرار تقدم في استنساخ أخطاء قحت وإعتمادهم على عدد محدود من الأشخاص الذين يحضرون اللقاءات أو يروجون لبعض قادتها ويعيدون نشر كلامهم القديم كتأكيد على حرصهم على السلام.
. سمعت سلك وجعفر وبكري مراراً وهم يحدثوننا عن صاحب المصلحة في بدء هذه الحرب ، وهي من البديهيات.
. لكنني لم أسمع لهم نقداً ذاتياً لتجربتهم في الحكم والكم الهائل من الأخطاء التي وقعت فيها حكومة الثورة.
. فكيف إذاً يمكنك السعي لتشكيل جبهة مدنية عريضة وأنت لا تعترف بأخطاء جسيمة وقعت فيها خلال تجربة سابقة حتى تبعد المدنيين الذين لديهم رأي في تجربتك تلك عن خط الكيزان وأبواق الحرب الذين يتكسبون منها! .
. شخصياَ كنت سأحترم التقدميين جداً لو سمعتهم يقولون أن الأخطاء الكبيرة لتجربتهم القصيرة ساهمت بقدر ما فيما نحن فيه وأنهم عازمون على تجاوز تلك الأخطاء.
. أما أن يعتمدوا على بعض الأقلام الباهتة التي لا تكف عن التسبيح بحمد حمدوك أو غيره فهذا والله لن يدعم قضية الوطن في شيء ولن يسهم في وقف هذا النزيف.
. مواجهة الأخطاء والإعتراف بها بشجاعة هو السبيل الوحيد.
. والهبوط من الأبراج العالية لمخاطبة هذا الشعب ببساطة والتعويل على زيادة الوعي الضعيف جداً يمكن أن يبعدنا قليلاً عن كارثة القبلية التي أطلت بوجهها القبيح.
. الكيزان يعملون ويتآمرون ليل نهار ونحن وقادة تقدم وبعض إعلامييها يكتفون بإعادة النشر والتنبيه لخطر الكيزان وكأن هؤلاء الكيزان وجنجويدهم سطوا على السلطة منذ أشهر قليلة ولم يجثموا على رؤوسنا لعقود عديدة.
. أفيقوا يا قوم وهبوا هبة رجل واحد للحاق بما تبقى من السودان قبل أن نفقده بأكمله ، ودعكم من تبجيل الأفراد فوالله ما ضرنا أكثر من تمجيد أشخاص لا يستحقون.
اولى خطوات ايقاف الحرب هي تعريف المواطن باسبابها ومن يعملون على اشعالها واستمرارها.
في هذه الحرب تجتمع مصالح جهات مختلفة داخلية وخارجية لها مصلحة في الحرب واستمرارها، داخلياً تقود الحرب الحركة الاسلامية وتعمل على تمددها من اجل عودتها للحكم، تدعمها في ذلك مصر التي يهدد وجودها السودان القوي المستقر والمزدهر اقتصاديا وتوجد فيه حكومة ديمقراطية منتخبة، بعد بناء السد الاثيوبي اصبح بامكان السودان ان يزرع ثلاثه مرات في السنة ويستفيد من كامل حصته المائية، وهو امر يشكل خطر وجودي على الدولة المصرية، وازداد الامر سوءا بعد توقيع دول حوض النيل الاتفاقية الاطارية، حاليا لا سبيل لمصر سوى التغول على اراضي ومياه السودان، لذلك تاوي وتدعم عناصر الحركة الاسلامية ويشارك طيرانها في الحرب.
الامارات كذلك تمثل مصالح اسرائيل في المنطقة، وتفكيك السودان هدف استراتيجي بالنسبة لاسرائيل، لذلك تدعم الامارات الدعم السريع لاطالة امد الحرب وتدمير البنية التحتية وافراغ السودان من ساكنيه ومن العقول التي تعتمد عليها البلدان في النهضة والتطور. ظاهريا تصطرع الامارات ومصر حيث يدعم كل بلد احد اطراف الحرب، لكن في الحقيقة يلتقي الجميع في ضرورة تقسيم السودان ومنع وجود حكومة ديمقراطية فيه.
على كل من يملك طريقا للتواصل مع حميدتي او من قيادة الدعم السريع ان يدفعهم بعيدا عن تحويل الحرب الى حرب جهوية لا تبقي ولا تذر، كما يسعى الى ذلك عناصر الحركة الاسلامية في الجيش والمجتمع. على حميدتي ان يخرج في خطاب معتذرا عن تجاوزات الدعم السريع في حق مواطني الجزيرة ويعتذر عن حديثه عن الشايقية. يجب العمل على تكوين رأي عام رافض للحرب يضغط على الحركة الاسلامية وعناصرها في الجيش ويعزلهم.
الوضع بعد ايقاف الحرب يحتاج الى نقاش من الجميع.
تحليل جميل بس وقفت في حتة (تدمير البنية التحتية) , بدل البنية التحيتة قول تمزيق النسيج الاجتماعي ,
من اين لك ان اسرائيل تريد تفتيت السودان وان الامارات تنفذ لها طلبها. الجغرافيا والموارد تقول ان تفتيت السودان يستفيد منه المصريون وهو ما لايريده الاسرائيليون باعتتبار مصر القوية اقرب حدودهم قد يهدد امنهم.
الامارات تريد الاستثمار فى بلد موحد مستقر امنيا وخالى من الكيزان لضمان الامن الغذائى للخليج والمنطقة وفى نفس الوقت يرتبط بها اقتصاديا لضمان دورة المال داخل البلدين. عكس الاستثمار فى زراعة اراضى فى جنوب امريكا او اسيا او غيرو.
وهناك الموانئ والربط مع غرب افريقيا وغير ذلك من المشاريع يحتاج الى استقرار امنى فى المنطقة ورفع لمستوى الخياة فيها. اذا الامارات لن تستفيد شيئا من تفتيت السودان. قد يكون للامارات مشاعر مضادة للانظمة الديمقراطية ولكن لن تتضرر منها طالما كانت خالية من الكيزان على عكس مصر التى ستتأثر بوجود نظام ديمقراطى فى جنوبها.
الحل يا استاذ كمال : أديها صنًة
سنتين تلاتة ، يا مات البشير (كل عواجيز الكيزان )” ،يا تعلًم البعير (البلابسة ) , يا مات الفقير (كل الشعب ) ”
الثورة تحولت إلى نكبة عندما قبلت حكومة الثورة شراكة اللجنة الامنية بالحكم ، أنا لا اعتبرها حسن نية الذي يحسن النية بضباط الجيش السوداني فقد حاقت به الندامة ضباط خيابة وقد نبه علي خطورة اللجنة الأمنية طالب جامعي صغير عندما قال (حايفشلوكم حد الفشل) وقد صدق