مقالات وآراء

السيناريو القادم !

 

مناظير
زهير السراج

• لا يحتاج التعرف على السيناريو القادم الى ذكاء أو حتى غباء، ولا يحتاج الى زرقاء اليمامة لتراه، بل يستطيع أن يراه كل مَن لا بصر له ولا بصيرة، ويستطيع أن يتعرف عليه ويتنبأ به أغبى خلق الله، ولدىَّ يقين لا يتسرب إليه الشك أن الكل يعرف أن السيناريو القادم هو (الحرب الأهلية) التي يجري التجهيز والاعداد لها في العلن بدون مواربة او غطاء، بعد أن فشلت كل الخطط والخطوات السابقة في تحقيق الهدف المنشود من إشعال الحرب، إلا إذا كان الهدف من الحرب تدمير السودان وتشريد الشعب ــ وهو الشئ الوحيد الذي تحقق حتى اليوم ــ وليس هنالك ما يدهش في ذلك، فلم يُعرف في أي يوم من الأيام عن الذين يخططون لذلك دِين أو وطنية أو اخلاق تعصمهم من الخيانة والعمالة والارتزاق، هم وصنائعهم الذين إنقلبوا عليهم !

• غير أن الذي يصيب الإنسان بالدهشة والحيرة هو أن الحرب الاهلية ستكون وبالاً في المقام الاول على الذين يُعدون لها العدة بتهييج وتسليح القبائل والمكونات المجتمعية، ثم يأتي بعدهم الآخرون، لعدة أسباب، أولها أن الذين يسلحونهم ويخدعونهم باسم الكرامة والدفاع عن الارض والعرض ليس لهم قوة الآخرين الذين خُلقوا مقاتلين بحكم طبيعتهم البدوية القاسية والمنافسة الشديدة التي تتطلب الحذر والشدة والقوة، كما لهم الكثير من الخبرة في الحروب، بينما اعتادت المكونات المجتمعية في الوسط على الدعة والحياة الحضرية ومضى زمان طويل على آخر مشاركتهم في نزاعات وحروب قبلية ، بل إنهم عزفوا منذ زمان بعيد حتى عن العمل في الجندية بكافة اشكالها إلا ما ندر، بينما ظل الآخرون محافظين على طبيعتهم الخشنة وبدويتهم وبأسهم وشدتهم ونزاعاتهم القبلية الشرسة وتمرسهم على استخدام السلاح، بالإضافة الى اعتماد المؤسسة العسكرية النظامية عليهم في قوامها العسكري، وزادهم النظام المتأسلم البائد وخصمهم الحالي (البرهان) قوة على قوتهم وتطويرهم عسكريا، فمن أين لمدنيين عاديين ليس لهم قوة أو خبرة على مواجهتهم في ميادين القتال!

• توزيع السلاح وحده لا يكفي ليخلق مقاتلاً قادرا على الصمود والمناورة والقتال، كما يظن الذين يوزعون السلاح على المواطنين مثل توزيع قطع الحلوى على الأطفال في المواسم والاعياد، إلا إذا كان القصد من ذلك هو القضاء عليهم.

• ربما يكون العامل الوحيد في صالح هؤلاء هو معرفتهم بمكان وجودهم (ساحة القتال)، ولكن بماذا تفيد معرفة ساحة القتال في زمن الراجمات والمدافع والمسيرات بالإضافة الى انعدام الدراية والخبرة العسكرية؟!

• السبب الثاني، أن العالم لن يسكت على حرب أهلية يموت فيها الناس بالآلاف كل يوم، وسيتدخل لإيقاف الحرب خاصة مع الموقع الإستراتيجي للسودان على البحر الأحمر والساحل الأفريقي وتوسطه لمنطقة مكتظة بالحروب والمشاكل والأزمات، !

• صحيح أن التدخل قد يتأخر كما اعتاد الناس من المجتمع الدولي بسبب التعقيدات الكثيرة والمصالح المتضادة، ولكنه حتما سيتدخل في لحظة ما لا يمكن ان يقف فيها متفرجاً، ولن يكون التدخل بأي حال من الأحوال في مصلحة مشعلي الحرب والمحرضين عليها من فلول وجماعات إرهابية ليس لهم قبول عالميا أو إقليميا، ولا حتى لدى الذين يناصرونهم ويدعمونهم الآن .. ولقد قلتها من قبل وأكررها الآن ان الذين أشعلوا الحرب للوصول الى السلطة واهمون، فهم مجرد وسيلة يُحقق بها الآخرون، سواء كانوا قوى عالمية او محلية مصالحهم وغاياتهم، ثم يرمونهم للكلاب!

• بل إن (الجيش) نفسه الذي يعتقد مشعلو الحرب أنه نصيرهم وحليفهم، سينقلب عليهم عندما تتوفر الظروف المناسبة لذلك، حتى لو ظل هو نفس الجيش الذي يوجد الآن، وظل قادته هم نفس القادة الذين يديرونه الآن، والتجارب التي تثبت ذلك كثيرة جدا سواء في بلادنا او البلاد الآخرى، ويكفي أن أذكر هنا تجربتي المخلوعين جعفر نميري وعمر البشير مع الذين حملوهم الى كرسي السلطة !
• أما محاولة الصمود والاقتداء بطالبان في أفغانستان، أو الحوثيين في اليمن حتى يتنازل العالم ويسمح لهم بالعودة والبقاء، فهى محاولة ساذجة، فطالبان والحوثيون قوى مجتمعية في بلادهم (قبائل) لا يمكن تجاهلها في أى معادلة سياسية، وليسوا أحزابا أو تحالفات حزبية أو مجرد مليشيات ارهابية، كما يظن البعض !
الجريدة

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. والسلام سيعيدنا الى مربع واحد الى يوم ١٤ ابريل ٢٠٢٣ وعفا الله عما سلف . فى الحالتين الشعب هو المتضرر الوحيد . هناك حل ثالث بفصل اقليم دارفور دولة مستقلة وتشكيل حكومة من الزرقة والعرب بعد عقد مصالحات بينهم وبترول الرزيقات وذهب جبل عامر عندما يدخل لجيوب زعماء الجمهورية الجديدة كفيل بأن ينسيهم ضغائن الحرب والدماء التى سفكت ويجعلهم اخوانا متحابين مثل الكيزان ودار فور ستنفصل ستنفصل وننبه ان خارطتها التى رسمها الانجليز فيها لغم كبير جدا فانتبهوا . وتجربة الجنوب خير معين خمسين سنه حروب وتم فصله اخيرا . طيب ما كان تفصلوه سنة ٥٥ ونوفر الانفس والدماء والاموال .

  2. د. زهير يحزنني تعويلك على المجتمع الدولي وتدخله لينقذنا من الهوة التي القينا انفسنا فيها.. لأنني اعلم ان آمالك هذه صادقة لكنها للأسف واهمة فالتدخل الدولي والإقليمي قد لا يأتي ابداً سوريا مثالا او يأتي ولا يحل او يربط ولا يوقف الحرب الكونغو والصومال مثالا… لقد أضعنا ثورة مجيدة واضعنا وطنا كان يمكن أن يكون جميلا واصبحت افضل السيناريوهات ان يعود الكيزان للحكم منفردين او شراكة مع الدعم السريع او ان يقسموها بينهم ؛ دولة البحر والنهر مقابل دولة دارفور وكردفان

  3. الحاصل اسوأ من الحرب الاهلية يا مسكين الحرب الاهلية كل طرف عندو سلاح ونصير اما الان فالسلاح عند طرف متوحش والضعفاء لا نصير لهم
    الموت واحد ورد المعتدي واجب تسليح القبائل افضل من الحاصل الان لو الناس لو عندها سلاح لن تموت بالغبن
    السلاح عن قبائل بعينها حمت به نفسها واهلها والجنجويد بسلاح الامارات دايرين اهجروا القبائل التي لا تعرف السلاح
    انتهى

  4. الخزي والعار لهؤلاء المرجفون لقد كان حديثهم منذ بدايه الحرب بان الغلبه سوف تكون لهولاء الاوباش تتر ومغول العصر !!
    واليوم نسمع من الديك نفس الصباح !!!
    وهم يتجاهلون يعلم اوبدون ان هؤلاء الاوباش المعتدين علي شعب السودان الاعزل لا نصر لهم علي الشعب المظلوم وتلك سنن الحياه لانصر مع الظلم.!! ..لكن م العمل مع اناس يفكرون باضلافهم
    اما صياح الديك عن عن المجتمع الدولي والمنظمات الدوليه فهو يتوهم لان مجلس الامن بوضعه الحالي اذ لم يتم اصلاحه غير قادر علي حفظ الامن والسلم في العالم!!
    وعبر التاريخ لم تسطيع تلك المنظمات ذات المعاير المزدوجه لم ولن تستطيع حل اي صراع في العالم !
    بل قسمت بعض الدول واشعلت الحروب بضراوة في البعض الاخر من خلال اذرع مخابرات الاستعمار الحديث التي تسيطر علي المجلس!!
    واللمثله كتيرة نذكز منها الكوريتين.الكنغو الذي لايزال ينزف وتنتهب موارده وكذلك انغولا !!! حروب السودان منذ الاستقلال!!! كشمير. العراق الذي سلط عليه البند!! سوريا وليبيا التي في طريقها الي التشظي!!ودول لم نقصصها .وهذه المنضمات ليس لديها ادني معاير الاخلاق والانسانية والعداله والمساواة التي تتشدق بها!!! وما صياح ذاك الديك سوي بوق من الاابواق التي ليس لها ناقه ولا جمل من ذاك الصياح !!!

  5. الواحد حقيقة يستغرب جداً عن حديث البعض بأن الحرب الأهلية قادمة و ما نحن فيه الآن بالفعل حرب أهلية علي أساس عرقي و قبلي و لقد قالها أحد اوباش مرتزقة جرذان و كلاب عربان الشتات الإفريقي في منطقة الجزيرة بعد استسلام كيكل أي زول غير منتمي لقبائلهم دمه حلال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..