مقالات وآراء سياسية

بين المطرقة والسندان !

طارق أبوعكر

للأسف يبدوا أن الجنجويد متفوقين عسكريا .. والجيش غير قادر على إستيعاب المستنفرين وتدريبهم عشان يعملوا فرق يذكر .. وبعدين الجيش كلو كيزان .. يعني لو إستلموا السلطة ، تااااني حا يدوروا فينا .. والجنجويد لو إستلموا السلطة ، واطاتنا أصبحت ! .. ولو إستمرت الحرب على هذا النحو (توازن الضعف) حا يحرق السودان . شبر شبر 🔥 إمدادات الحرب للطرفين لن تنضب لأسباب ومطامع خارجية. فهو فخ بين نارين يصعب الخروج منه بردود إنفعالية ، مطرقة الجيش من جهة وسندان الجنجويد من الجهة الاخرى. تسعى الأطراف المتصارعة بكل ما تملك من جهل وخيبات لأن تتربع على عرش الخراب وليس هناك من منتصر و لكن .. المهزوم الوطن.
لذلك فالأمل الوحيد هو وقف الحرب ، بدءاً بالتهدئة وعدم التصعيد ، ثم السعي لمعالجة الصراع سياسيا بقياداتنا المدنية تحت أشراف دولي وإقليمي لصيق بكل المراحل المتوقعة عشان يكون ملزم لكل الأطراف .. وللأسف لا بد من الشروع في التسوية بكل ما تحمل من مرارات .. إن كانت مع العسكر أو الجنجويد.

إذا كانت المسألة تخوين في تخوين ، فالخيانة ليست من جانب قوى الحرية والتغيير ، فالأجدر بالتخوين هو من ولِد و ربَّى وكبَّر ورعى الدعم السريع. فالجيش وفلوله هم المسئول الأول والأخير لهذي المآسي الَّتي نعيشها .. والجنجويد ذاااتم ما قصّروا ! ..
القوى المدنية تسعى جاهده (ومجبرة) للجلوس مع طرفي هذا الصراع أملاً في وقف الحرب ومعالجة أسبابها وتداعياتها وبشكل جذري حتى نسدل الستار على هذه الحقبة المظلمة من تاريخ السودان.

في ظل هذي المعطيات البائسة والماثلة أمامنا على أرض الواقع ، وفي حساسية دور كل من أطراف المعادلة السودانية المتمثلة في الجيش بفلوله والدعم السريع بأوباشه والقوى المدنية (بعملاءها !) .. وبرغم ما تراودنا من شكوك في كل الأطراف المعنية ، فمن هم الأولى والأجدر بأن نؤاذر ؟ .. دعاة الحرب ، أم دعاة السلام؟!؟ ..

وعلى الصعيد الآخر .. الأوباش والفلول ديل ما حا يوقفوا الحرب ، ولو وقفت إلى حين ، حا تدور تاني .. عاجلاً أو آجلاً . الطرفين لا حا يتخلّوا عن مصالحهم (مغتصباتهم) ولا حا يسلموا رقابهم . كل الحا يحصل أنه السودان حا يتحول لمناطق نفوذ كنتيجة لإتساع الصراع و تشعبه ، والحشّاش يملا شبكتو. ونهاية الأمر مجموعة دويلات هزيلة تفتقر لأدنى مشروع إنساني ، موبوءة بالجهل والجوع والفقر والجريمة ، وتتناحر فيما بينها وتتناهشها الذئاب .. إقليمياً وعالمياً.

(وَمَا ظَلَمَهُمُ الله وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)

الجيش (الكيزان) ، منذ أن إندلعت الثورة (ديسمبر ٢٠١٨م) وإلى هذه اللحظة (مارس ٢٠٢٤م) ، إتيحت له كل الفرص الممكنة لينخرط على نحو جاد في طريق التحول الديمقراطي ، فأبى وأستكبر.
الدعم السريع (الجنجويد) ، وبرغم مراوغاته السياسية للتفاوض ، أتيحت له كل الفرص لكي يتراجع عن إنتهاكاته الصارخة والمتلاحقة في حق المدنيين العزل ، فأبى وأستنكر.

فكيف لنا أن نعشم في أي شكل من أشكال الإستقرار في حالة أن إنتصر أحد الطرفين على الآخر ! .

نأمل أن تحقق قوى الحرية والتغيير أختراقاً في عقلية ونهج طرفي هذه الحرب ليستوعبوا قوة المنطق بدلاً عن منطق القوة .. الجهل مصيبة ! .

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) فأبى وأستكبر.
الدعم السريع (الجنجويد) ، وبرغم مراوغاته السياسية للتفاوض ، أتيحت له كل الفرص لكي يتراجع عن إنتهاكاته الصارخة والمتلاحقة في حق المدنيين العزل ، فأبى و أستنكر.

فكيف لنا أن نعشم في أي شكل من أشكال الإستقرار في حالة أن إنتصر أحد الطرفين على الآخر ! .

نأمل أن تحقق قوى الحرية والتغيير أختراقاً في عقلية ونهج طرفي هذه الحرب ليستوعبوا قوة المنطق بدلاً عن منطق القوة .. الجهل مصيبة ! .

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) .

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. دة مقال فيه كثير من الوعي للقارئ، لك التحية الأخ كاتب تلمقال، الشعب المغيب محتاج نوع الكلام دة لانو فينا طير كتير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..