مقالات وآراء

من يتبنون فكر ونهج الكيزان أخطر من الكيزان أنفسهم

هلال وظلال
عبد المنعم هلال

لقد شكل فكر الكيزان (الإسلاميين السياسيين) نهجاً يعرف بمحاولة فرض السيطرة على المجتمع تحت غطاء الدين وتقديم أجندات سياسية على أنها امتداد للقيم الأخلاقية والدينية لكن الأخطر من هذا الفكر نفسه هو أولئك الذين يقتبسون هذا النهج ويحاولون محاكاته وتطبيقه لتحقيق مصالحهم الشخصية أو السياسية فتجدهم يتحدثون عن القيم والمبادئ وهم يسعون للسلطة والنفوذ ممارسين أسلوباً يجعلهم أكثر خبثاً من أتباع الفكر الأصلي لأنهم غالباً يفعلون ذلك بانتقائية تظهر مصالحهم الخاصة على أنها مصلحة عامة.
فمن يتبنون فكر الكيزان دون إيمان حقيقي بمبادئه يتجاوزون مجرد كراهية الأفكار أو الإيمان بها إنهم يقتبسون من الكوزنة (أسلوب الكيزان في الهيمنة) أسوأ ما فيها مثل استغلال الدين كوسيلة ضغط والإساءة لقيم العدالة والمساواة ويمارسون سلوكيات مثل تبرير الظلم وتوزيع الامتيازات على المقربين وترويج الخطاب التفرقي الذي يخدم مصالحهم الضيقة على حساب المصلحة العامة.
الكوزنة ليست مجرد فكر بل هي سلوك يظهر في طريقة التعامل مع المجتمع وهي تتسم بالهيمنة واستغلال النفوذ وتقديم المصلحة الشخصية على مصلحة الناس فالكيزان أنفسهم قد يعلنون فكرهم وأهدافهم ولكن من يتبنون سلوكهم دون تصنيف أنفسهم كإسلاميين سياسيين يمارسون هذا السلوك بشكل أكثر خداعاً يسيئون استخدام المبادئ والقيم ليخفوا وراءها مصالحهم وأجنداتهم مما يجعلهم يبدون كمتحدثين عن الحق وهم أبعد ما يكونون عنه.
بعض الأشخاص اليوم يتبنون فكر ونهج الكيزان ليس لأنهم يؤمنون فعلاً بمبادئ الإسلام السياسي بل لأنهم يجدون فيه وسيلة للوصول إلى أهدافهم الشخصية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية فتراهم يرفعون شعارات تروج للعدالة والشفافية لكنهم يستغلونها للوصول إلى السلطة والتحكم بالمجتمع وقد يظهرون أنفسهم كمدافعين عن الحق لكنهم في الواقع يستخدمون هذه الشعارات للتحكم في الناس والتلاعب بعواطفهم فهؤلاء أخطر من الكيزان أنفسهم لأنهم يستغلون الفكر لتحقيق أهدافهم دون الالتزام بمبادئ واضحة مما يزيد من تزييف الوعي وتشويه الواقع.
لا شك أن الكوزنة كسلوك سواء جاءت من الكيزان أو من مقلديهم تشكل عائقاً كبيراً أمام تحقيق التنمية الحقيقية والعدالة فبدلاً من السعي لتطوير المجتمع والنهوض به يتم توجيه الجهود نحو السيطرة وفرض السلطة بأساليب ملتوية ويتم تجاهل حاجات الناس الأساسية واستغلال موارد الدولة لتحقيق مصالح ضيقة. هؤلاء الأشخاص يبقون المجتمع في دائرة مغلقة من الفساد والانتهازية ويمنعون تقدم الأفكار الحرة التي يمكن أن تحدث تغييراً إيجابياً حقيقياً.
الكوزنة في جوهرها تتغذى على الكراهية والتعصب ضد كل من يخالفها ويستخدَم الخطاب الديني أو الاجتماعي لتبرير الإقصاء والتهميش وكأن من لا يسير في نهجهم عدو يجب التخلص منه وهذا الفكر مهما تبناه البعض تحت مسميات متعددة يظل خطراً يهدد بنية المجتمع وتماسكه. إن الخطر الحقيقي يكمن في انتشار هذا الفكر بين أشخاص يتخفون تحت أقنعة الإصلاح والعدالة لكنهم يجرون المجتمع نحو الانقسامات والفتن.
المطلوب اليوم هو وعي مجتمعي أكبر وإدراك للفروقات بين القيم الدينية الحقيقية والسلوكيات التي يستخدمها البعض كوسيلة لتحقيق أهدافهم ومن الضروري أن نفرق بين الدين كقيم نبيلة وبين استغلاله لأغراض سياسية أو اقتصادية كما يجب على المجتمع أن يكون واعياً بمن يحاولون تبني نهج الكيزان بشكل مخادع فهؤلاء أخطر من أنصار الفكر الأصلي لأنهم يتقنون اللعب على الحبال ويروجون الوهم على أنه حق.
إن من يتبنى فكر ونهج الكيزان دون التزام حقيقي بمبادئه ويحاول استغلال هذا الفكر لأهدافه الخاصة يشكل خطراً حقيقياً على المجتمع وهؤلاء يحتاجون إلى مواجهة وفضح أساليبهم الملتوية وتوعية الناس بأهمية التفريق بين من يسعى لتحقيق العدالة ومن يسعى لتحقيق مصلحته الشخصية.

 

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. تاسيسيا ينبغي على كاتب المقال ان يميز بين الاسلاموى الايدولجى اى الكوز الايدولجى والاسلاموى الوظيفى اى الكوز الوظيفى———–ثم الانتقال الى الحتميات والتاثيرات الأخرى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    معلوم بالبداهه ان الإسلام السياسى يوظف الدين الاسلامى ايدولجيا من منظورتزيف الواقع عبر تحوير الخطاب القرانى والنص الحديثى المنتسب للنبى الكريم عبر ماكينزيمات
    decontextualization, DE textualization, deviant of signification and significance in text in terms of comprehension and defamiliarization
    المراد من تحوير الخطاب القرانى والتراث عند الإسلام السياسى جوهره تخليق حاله استقطابيه عبر ثنائيات جدليه مثل مسلم \ كافر- يسارى \يمينى —————وكذلك صناعه دوله تتداول الثروة والسلطه والاعتبار بينهما تلازما اقصاء الاخر المختلف ——–اجمالا الإسلام السياسى يستخدم ادواته لفرض سياسته واعاده تشكيل المجتمع عبر الاستبداد والفساد المالى والاخلاقى وتوظيف الخطاب الدينى لمصلحتهم عبر ادعياء الدين والتدين من زبانيه مشايخ الإسلام السياسى ( د. عبدالحى يوسف نموذج)————————————
    اما توصيف ان الكوزنه سلوك فهذا كلالم غير علمى ومقوله خذلانيه بليده ———لان السلوك هو مجموع أفعال الكائن العضوي الداخلية والخارجية والتفاعل بين الكائن العضوي وبيئته الفيزيقية والاجتماعية و كذلك السلوك يتضمن مختلف أنواع الأنشطة التي يقوم بها الإنسان والحيوان والسلوك جزء من الكل الذي يشمل العمليات الحيوية وتتضمن هذه العمليات(,النمو,الهضم,الإخراج,الدورة الدموية).
    والسلوك له أنواع متعدده مثل السلوك العقلي والسلوك الأنعكاسي (الآلي) والسلوك التنظيمى ———-اجمالا السلوك متعلق بعوامل تاثيريه مثل الوراثة و البيئة و : الجنين الاولى وتلعب دورا
    الدوافع كحالة من الإثارة والتنبه داخل الكائن الحي تؤدي إلى سلوك باحث عن هدف بسبب حاجة ما تعمل على تحريك السلوك وتنشيطه وتوجيهه

    اقترح عليك ان تواصل كتابه عن سيد البلد والمنتخب القومى -ازبن لك

    1. لو انك بهدوء وبدون رأي مسبق قرأت مقال الاستاذ هلال لوجدت انك كررت نفس ماذهب اليه من تحليل ونسبته لنفسك.
      ثم انك تطلب من الكاتب ان يكتب بناءا على رغبتك كانك من امتلكت الحقيقة وانفردت بها. مالك وماله الاستاذ كتب مقالا حسب رؤيته وهي واضحة جدا ثم تكورت وتمحورت وكتب نفس الفكرة.
      تواضع قليلا فكرة الكاتب ارفع من نقدك الغير مؤسس لها.
      وشكرا لأستاذ هلال

  2. انه يتحدث عن فكرة المغفل النافع ، فالمغفل النافع أيضا له دوافع في خدمة الجماعة وهو في حقيقته ليسع مغفلا في كثير من الأحيان ولكن استغل من استغلوهوا لصالحه

  3. انه يتحدث عن فكرة المغفل النافع ، فالمغفل النافع أيضا له دوافع في خدمة الجماعة وهو في حقيقته ليسع مغفلا في كثير من الأحيان ولكن استغل من استغلوهوا لصالحه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..