أخبار السودان

رجاءا كفوا عن المزايدة علينا ..!

شمس الدين ضو البيت

انزلت بوستا بالصورة المرفقة، فدخل عليه في التعليقات الأخ الدكتور عصمت محمود أحمد الأستاذ المعروف بكلية الاداب جامعة الخرطوم، وكنا التقينا من قبل في فضاءات نضال ضد ظلم نظام الانقاذ البائد في الدفاع عن صحيفة التيار عندما اوقفت، وايضا شاركنا في الملتقى الثاني للعلمانيين والإسلاميين، فبراير 2017، وبرغم ان دكتور عصمت من الإسلاميين فقد تعرض نفسه لعسف الانقاذ عندما كان يدافع عن طلبته في جامعة الخرطوم. أما الآن فهو من المدافعين الأشداء عن ما سميت حرب الكرامة وفصائل الإسلاميين المشاركة فيها ..

كتب دكتور عصمت هذا التعليق على بوستي:
(هناك مذابح وانتهاكات مريعة في قرى الجزيرة؛ نلتمس ان تنال جزء من اهتمامكم .. هذا هو نداء الوقت الأكثر الحاح).

اود ان انتهز تعليق دكتور عصمت لتوضيح موقفي مرة أخرى وأخرى بايراد ردي عليه هناك ..

عصمت محمود أحمد

لست ممن يمكن ابتزازاهم بمثل هذا الكلام ..
الانتهاكات المريعة التي بدأت منذ أول يوم في هذه الحرب وكذلك انتهاكات وفظائع الحروب التي سبقتها في اطراف السودان كانت على الدوام مدار اهتمامنا، بل وظل العمل على إيقافها وانهائها هو محور كل عملنا ..

المسألة بالنسبة لنا ليست إدانة هذه الموجة أو تلك من موجات انتهاكات متكررة لن تنتهي ما ظلت الحرب مستعرة، وإنما إدانة الحرب ذاتها التي تفرز هذه الانتهاكات ابتداءا، والعمل على وقفها، لا تسعير نيرانها بدعاوى مستترة ولا بدعم أحد طرفيها، بل باقتلاع اسبابها من تربة السودان وبنزع المشروعية الاخلاقيه والسياسية والاجتماعية عن اطرافها كافة، وكشف الجذور الفكرية والسياسية التي جعلت بلادنا مستوطنا لها ولغيرها من الكوارث المجتمعية، بينما الشعوب من حولنا وجدت طريقها للاستقرار والتقدم ..

هذا البوست وجميع بوستاتي الأخرى وكافة كتاباتي ومناشطي ومساهماتي واعمالي ظلت تصب في هذا الذي ذكرته وستظل لبقية عمري. فقد نذرته للعمل من أجل السلام والتنمية المتوازنة والمواطنة المتساوية والحياة الكريمة لأهل السودان .. لا لطائفة ولا لحزب ولا لمصلحة أو إيديولوجيا.. وصحيفتي في كل هذا مبذولة متاحة. وقد دفعت ثمنها اعتقالات وسجون ومحاكمات بالردة وتعذيب وحجز في مستشفيات عقلية ومنافي .. باختصار لا يوجد من بستطيع المزايدة علينا ..

الجزيرة موطني واهلي فيها وكنت معهم لشهور اثناء الحرب وصلتي معاهم على مدار اليوم منذ غادرت.. وقد تعرضوا وتعرضت معهم شخصيا لانواع واشكال من العذابات والشدة.. لكن ما تعرضت له لن يمنعني من أن أقول الحق واواجه الباطل فقط لأفش غبائني، فمسئوليتي أمام أهلي وأمام الوطن وأمام الله ان اذكرهم ان ما حاق بهم سببه الحرب .. وانه لن يتوقف إلا بتوقف الحرب، وانه لا حقيقة لما يقوله طرفا الحرب بأنها حرب الكرامة أو أنها من أجل الديمقراطية بل هي حرب بين رجال مسلحين اعمتهم شهوة السلطة والثروة يقودون إلي التهلكة بسطاء محرومين -بفعل إهمال الدولة- من التعليم والعمل والحياة الكريمة، يحسبون أنهم يحاربون من أجل قضية بينما يدفعون حياتهم ويدمرون بلادهم من أجل اطماع سلطوية لاشخاص غير مسؤولين ..

أما عن السبب الأصيل لكل هذا القتل والدمار والانتهاكات فساقول -وظللت اقول- لأهلي في الجزيرة وفي كل السودان ان السبب الأساس هو جماعة من السودانيين رفعت باسم الدين منذ يومها الاول شعارا فحواه (فليقم للدين مجد أو ترق كل الدماء)، وأنها بدينها الذي تعنيه اشعلت حربا جهادية في الجنوب انتهت بانفصاله، واشعلت حروبا في جنوب كردفان وفي النيل الأزرق وفي الشرق، وانها ظلت تقتل وتعذب حتى من لم يحمل السلاح من معارضيها، وشخصي منهم..
ليس ذلك فحسب بل ان الحرب التي دارت في دارفور كانت اقتتالا بين فصائل تلك الجماعة بعد مفاصلتهم الشهيرة، فأسس زعيمهم حسن الترابي حركة العدل والمساواة ذراعا مسلحا لحزبه المؤتمر الشعبي .. فقام تلاميذه في الطرف الآخر بتأسيس الجنجويد، (نعم الجنجويد الذين تطوروا ليصبحوا الدعم السريع الذي يقاتلهم الآن). فتقاتل الفريقان المتفاصلان في دارفور سنين عددا راح ضحيتها ما لا يقل عن 300 ألف من اهلنا المساكين في دارفور نيابة عن (الإسلاميين) ..
سأقول -وظللت أقول- لاهلنا أيضا ان من أشعل الحرب الحالية ويسعر نيرانها ويرفض وقفها هم نفس اولئك الإسلاميين .. وإن سببهم لذلك هو ان الشعب السوداني هب هبة واحدة رجالا ونساء، بعد ان بلغت روحه الحلقوم من استبدادهم وظلمهم وفسادهم وإزهاقهم لأرواح السودانيين فأسقط حكومتهم، وبدأ في إزالة قليلا من تمكينهم، ولكنهم سارعوا لٱعادة تنظيم صفوفهم، واستخدموا ما تبقى من تمكين واسع في مؤسسات واجهزة الدولة، فخربوا الفترة الانتقالية واعاقوا عملها، ثم ضربوها جملة بانقلاب عسكري، ولما شعروا بأن خادمهم العسكري في دارفور يتطلع لأن يشاركهم في كيكة السلطة اشعلوا الحرب للقضاء عليه بسرعة .. أو فلترق كل الدماء ..

الأخ د. عصمت محمود هذه هي طريقتي في إدانة ما يتعرض له اهلي في الجزيرة: المناداة بوقف الحرب فورا والمساهمة في اجتثاث اسبابها الجذرية. اسباب الحروب في بلادنا هي فكر ديني سلفي شائه ومحرف يعارض تطلعات السودانيين كافة للمواطنة المتساوية والحقوق النوعية للنساء والديمقراطية وحقوق الٱنسان واحترام التنوع, ترفعه منظومة حزبية وعسكرية ومالية قميص عثمان لأغراض سلطوية ودنيوية وذاتية زائلة ليست من الٱسلام في شئ ..

مع كامل الاحترام

التغيير

‫8 تعليقات

  1. رجل دوغري… رصين… وشجاع ….في زمن كُثر فيه التهافت…. والجبن ….والنفاق…
    لك مني ومن كافة احرار السودان …فائق التقدير والاحترام

  2. هونا عليك يادكتور فالكيزان وتجار الدين والحروب هذا ديدنهم وانت
    أدري منا جميعا بذلك ..!!!!!
    حفظك الله من مكايدهم ومن كل شر وسوء ذخرا لشعبك ولوطنك\الذي يفخر بك وبمن هم أمثالك وهم كل اشعب السوداني الحر .

  3. رغم اعتراضي على مبدء جلوس العلمانيين والاسلاميين لفعل اي شئ يخطر على البال فهو خطا فظيع من قبل ما يسمى بالعلمانيين ، ليس هناك اي انسان عاقل يفكر بالجلوس والتفاهم مع الاسلاميين ، فهولاء لا يمكنك وضعهم في خانة البشر الا اذا نزلت لمستوى وضاعتهم ونذالتهم،، ونشكرك على،صمودك الكبير ومثلك لا يحتاج لتبرير مع هؤلاء الاراذل

  4. هذا رأي فصيح وبين وعاقل
    جزاك الله كل الخير
    ولتدم صيحة لا للحرب اللعينة

  5. الملاحظ أن الاسلاميين عندما ادركوا انهم بدأوا يفقدون مكانتهم وسط المجتمع وفي قلوب السودانيين بدأوا يستعطفونهم بضياع الوطن بسبب العمالة وتدخل الخارج ونسوا انهم من جلبوا فهم العمالة وأساليبها لهذا البلد .فهم من تحالف مع الأتراك والروس والمجموعات الداعشية في العالم لضرب كل مصالح السودان لتحقيق الفاءدة لأنفسهم.

  6. كلام سليم ولكن بما انك ديك تور فلذا من الضرورى تناول أسباب الحرب وماحدث لاهلك بالجزيره بموضوعيه ومنهجيه علميه وبردايغم واضح وليس خطاب فش غبينه ساكت!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    أولا بروز الكيزان باسلامهم السباسى ومشروعهم الحضارى منتج طبيعى لغياب بناء الدولة الوطنيه منذ 1956 ومن ثم اداره السودان بذهنيه الخدمة ونخب صفويه مركزيه نيليه غردونيه وكذللك شلليليات غردونيه متماهيه مع المستعمر وتعمل بذهنيه المستعمر(بما انك من الجزيره اكيد عايشت استعلاء المفتش والمهندسين الزراعيين وضباط الشرطه وكبار موظفي الجزيره وتمتعهم بامتيازاتى وتعاليهم على المواطنيين واستعبادهم للمزارعين ——خرج مستعمر ابيض عيونه خضر وجاء مستعمر غردونى))))))))——————-
    غياب بناء الدولة أدى الى تهميش ممنهج على المستوى التنموى والعرقى والثقافى والاجتماعى ++ ظل السودان متموضع حول القبيله والعشيره كسلطه جوهريه حاميه اقوى من سلطه جهاز الدوله المركزى ومن ثم انتج الولاء للقبيله وليس الوطن __________________________
    حكم الكيزان 30 سنه لانهم استوعبو البنيه الاجتماعيه السودانيه وسايكلوجيه الشعب السودانى ومن ثم ضربوا لنخبهالغردونيه وكسروها بالقمع الممنهج والاغتراب القسر وتخليق حاله المتاهه في العيش وافراغ الامتياز الاكاديمى ثم عملو تغيير اجتماعى عبر مشروعهم الحضارى الذى جوهره توظيف الدين الاسلامى في السياسه وتخليق دولة الكيزان داخل الدوله والهيمنه على مفاصل جهاز الدوله واستمرار التهميش العرقى وتجفيف مسئوليات الدوله في التنميه وبناء المدارس ——وضرب الهامش بالهامش حيث استغلال القبائل الاستعرابيه (العطاوة) لضرب قبائل الزرقه الدار فوريه واستمرا التصفيه العرقيه تجاه كل من يطاب بحقوقه من المركز الاسلاموعروبى النيلى —————————————-
    مطالبتك بوقف الحرب تنظير رغائبى بليد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    وقف الحرب رهين بمشروطيات أسباب الحرب من مشروع وثيقه قريش ومشروع المحور الاقليمى والدولى من تجفيف منابع الإسلام السياسى في المنطقه لتاطير الدين الابراهيمى والسيطره على معابر البحر الأحمر ومنابع النيل والتطبيع والذهب في مناطق حفره النحاس وغيرها+++++++++++++++مشروع الكيزان في العوده للسلطه + تطلعات كارتيل الجريمه من قيادات الجيش في عدم المساله والمحاسبه في فسادهم وافسادهم ——————— وقف الحرب اصبح رهين بالعطاوة والكيزان ——لان مليشيا العطاوة بسندها الاقليمى والدولى وتحالفها مع قحت\تقدم تشكل قوة ضاربه ميدانيا وسياسيا والحاضنه الاجتماعيه العطاويه ترفدهم بالمقاتلين ومرتزقى افريقيا ———–اما الكيزان فهمهم العوده للسلطه والاستجابه لمصالحهم الذاتيه ——————-قرار وقف الحرب عند العطاوة والكيزان فقط ————–وبلاش تنظير رغائبى جبان معاك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..