مقالات وآراء سياسية

مُستقبل الإتفاق السياسِي في ظّل إختطاف القرّار السياسِي السُودْاني(١)

نضال عبدالوهاب
في مقالات وكتابات سابقة تحدثت عن مسألة حيّوية وضرورية في رائي تذهب في إتجاه المُعافاة للبلد ، وهي “توسيع قاعدة المُشاركة وتجدّيد القيادة السياسِية في السُودان” ، وأوضحت في هذا الأمر أننا ظلّلنا ولسنوات طويلة نعمل بنفس “العقليّة” وتتم المُمارسة السياسِية بذات الأدوات والقوام والقيادة ، وأن القرار السياسِي في بلادنا وتمريره ظلّ يدور في فلك “صغير جداً” أو ما يُسمي ويُعرف “بالإطار الضيّق” ، دون أن يتم إشراك لقوي الشعب الحقيقية ومكوناته السياسِية والإجتماعيّة ، ودون الإنفتاح علي الكادر الفاعِل والعقليّات الجديدة غير التقليّدية داخل “الوعاء الديمُّقراطي” والثوري الوطني الواسع في السُودان ، بل  وفي ظل هذا “الإطار الضيّق” أصبحت المُشاركة الفعليّة لمثل هؤلاء غيّر موجودة وغائبة مع سيادة عقلية “الإقصاء” هذه مع التعمّد في ذلك.
وبذلك سارت وتيّرة صُنع القرار السياسِي في طريق “الإختطاف” التام له ، وسأُحاول في هذا المقال وضع إشارات لتوضيح “فكرتي” ورؤيتي حول هذا الأمر الهام وتقدّيم مُقترحات “عملية” تفتح الطريق أمام توسيع قاعدة المُشاركة السياسِية وفك إحتكار القيادة السياسِية وتحرير القرار السياسِي من قبضة “الهيّمنة” و”الإختطاف” هذه.
في ظلّ واقع الحرب الحالية وتعقيّدات المشهد بصورة عامة في السُودان يستوجب هذا البحث عن آليات مُناسبة لتوسيّع قاعدة المُشاركة السياسِية وللمُساهمة في حلول لأزمات بلادنا ، تتوقف بها الحرب ، ويحدث بها تغيير سياسِي حقيقي وإستقرار وتؤدي لتماسك البلد ووحدتها وإستعادتها لكامل عافيتها ووضعها في الطريق الصحيح ، ولكي يتم التوصل لهذه الآليات من المُهم الإعتراف أولاً في وجود خلل وقصور كبيّر في أمر المُشاركة السياسِية ، وضعف له أسبابه الموضوعية ، وعلي رأسها غياب المُمارسة السليّمة للعمل السياسِي في السُودان في أجوائه الصحيّة ، مع الغياب التام للديمُقراطيّة وسيّادة القهر والكبت السيّاسِي لسنوات طويلة ، مع صعود لبعض الفئيات “الإنتهازية” و”أصحاب المصالح” في ظل هذا الواقع.
ودخول التخريّب المُمنهج لبئية العمل السياسِي في السُودان وتدخلات “الأجهزة الأمنيّة” في الحقب المُختلفة ، وخاصة في ظل نظام حُكم الإسلاميين والنظام السابق ماقبل ثورة ديسمبر وإمتداداته من واقع أنقلاب ٢٥ أُكتوبر وقطع الطريق أمام الثورة والتغيير ، وصولاً للحرب الحالية ، مع كُل واقعها وإفرازاتها ، أضف إلي ذلك دخول البلاد ساحة “التدخلات الخارجيّة” ، وفاعليّة أدوار “أجهزة المُخابرات” وتغلقل أياديها داخل أجهزة الدولة ، وداخل منظومة العمل السياسِي السُوداني بشكل عام وصناعة القرار السيّاسي في بلادنا وتوجيهه.
كُل هذه الأسباب مُجتمعة جعلت “القبضة” علي القرار السيّاسي والتحكُم فيه تبدو هي المُسيّطرة ، وأضعفت أمر المُشاركة السيّاسية وحصرتها في مجموعات “صغيرة” لاتمثل الشعب السُوداني تمثيل حقيقي ، ولاتنقل أصوات الشعب السُوداني ولاتعمل لمصالحه ، وسيطّرت بذلك وهيمّنت تلك المجمّوعات الصغيرة ، وأصبح الرابط والعامل المُشترك بينها  هو “الصرّاع علي السُلطة” في السُودان وبهذا المفهوم مُورس الإختطاف للقرار السيّاسي والإحتكار القيادي والإقصاء المُتعمّد وصعود الإنتهازيين وأصحاب المصالح ، والقيّادات المصنوعة ، وشهدنا ولانزال نشهد غياب أي تمثيّل حقيقي لشعبنا في تلك المُمارسة السياسِية ، وحتي داخل أحزابنا وكياناتنا السيّاسية وبشكل عام لايتم الإنتباه والتركيز علي أمر البناء الداخلي الصحيّح المُفضي لمُشاركة سياسِية ديمُقراطية سليّمة لذلك ضُعف دور الأحزاب السياسية وتراجع أمام سطوة “اللافتات” و”فقاقيع” التنظيمات التي لاقواعد جماهيرية لها ، بل وبعضها لابرامج سياسِية واضحة له ولانظام أساسي أو دستور مُنظّم وموجه للعمل ، وهي أشبه بمسارح الرجل الواحد ، وفي أفضل الأحوال لاتأتي إلا بافراد ظلوا يُمثلون أو يتواجدون بشكل دائم في تنظيماتهم تلك في مواقعها القيّادية ، والتي هي مُنفصلة تماماً عن أي قواعد ، أو تعمل بشكل فوقي لا أساس له ، ومع تكاثر هذه “اللافتات” والأجسام الهُلاميّة ، وفي فوضي مايُسمي “بالمجتمع المدني” ، و”الهرجلة” الحادثة فيه ، لم نستطيّع وبشكل فاعِل وصحيح التوصل لمُمارسة سياسِية وفق آليات عمل ديمُقراطيّة ، تتسع بها المُشاركة السياسِية وتجدد فيها القيادات وتتم مُشاركة للقرار السيّاسي وتحريره من الإختطاف والهيّمنة والتحكُم والتبعيّة.
نواصل في القادم حول كيفية التوصل لهذه الآليّات لتوسعة قاعدة المُشاركة السياسِية وحول تحرير القرار السيّاسي من الإختطاف ومُقترحاتنا العمليّة لذلك في واقع الحرب الحاليّة لأجل إيقافها ومستقبل الإتفاق السيّاسي في ظّل هذا الواقع.

‫3 تعليقات

  1. يا أيها الشعب السوداني المناضل الشيوعي الجذري الي لفظ السودان منذ عشرات السنين واختار أميريكا وطنا وحضنا له يقول لكم لا توجد قيادة سياسية لكم فتعالوا أريكم ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.

    طبعاً الشيوعي الجذري مناضل السوداني العائش بأميريكا ثابت على دعوة السودانيين للتفاوض مع الأخوان المسلمين

  2. اووووووك يا جذري امريكا نضال كنت مشغول وما شوفت مقالك دا لانو قلبي علي وطنى وبلدى الذي يحترق باجرام الكيزان الارهابيين وغباء الجذريين والشيوعيين المواهيم، وها انا ذا اعيد عليك الكسرة الثابتة بخصوص مقالك المهبب المنشور في الراكوبة بتاريخ ١٥اغسطس ٢٠٢٤م بعنوان نزع الشرعية من طرفي الحرب في السودان وعليك ان تجاوب علي مجموعة الاسئلة بخصوص مقالك المذكور اعلاه (وماتعمل رايح) فوالله وبالله وتالله لن تتوقف الكسرة الا اذا جاوبت علي مجموعة الاسئلة او اهلك انا دونها.
    جاوب ياجذري وورينا كيف سيتم نزع الشرعية من طرفي الحرب في السودان جيش الكيزان الارهابيين وعبيدهم الانجاس وقوات الدعم السريع التى صنعوها الكيزان الارهابيين.

    انت كجذري طبعا عارف كل حاجة طيب جاوب ياجذري.

    بالمناسبة ياجذري انتو كجذريين عملتوا شنو (بعيدا عن تقدم وقحت وغيرو)؟ ورونا اجازكم كجذريين شنووووو؟
    اعتبر تقدم اتبخرت وطارت السماء ورينا انتو كجذريين عملتوا شنوووووووو؟ ولا هو كلام وتنظير وهبد ساى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..