فض إعتصام القيادة: القطرة التي أفاضت الكأس.

🖋 عزام عبدالله إبراهيم
أكتب هذا المقال بعد أكثر من خمسة أعوام لهذة الجريمة التي هزت معظم السودانيين وشكلت ماتلاها من تاريخ علي حسب رؤيتي الشخصية.
رؤيتي الشخصية إن فض إعتصام القيادة العامة كان نقطة مفصلية في رسم المشهد السياسي السوداني بعدة. هنا سأذكر بأشهر تصريح للفريق أول شمس الدين كباشي المتحدث الرسمي للمجلس العسكري في المؤتمر الصحفي “وحدث ما حدث”
تمهيد:
أولا لابد من ذكر أن فض الإعتصام كان بقرار من المجلس العسكري بشقيه الجيش و الدعم السريع. وإن المشاركين في الفض كانت قوات من كل الجهات الأمنية.
ثانيا، الطريقه البشعة التي تم بها فض الإعتصام كانت مقصودة من طرف يسعي لتعقيد المشهد وقطع الطريق لأي تنازل او توافق بين العسكريين و المدنيين يؤدي الي تسوية سياسية حقيقة تؤسس دولة الحرية و السلام و العدالة. وفي إعتقادي أن قيادات المؤسسات الأمنية كانت تريد فض الإعتصام بأقل خساره ممكنه ومهدت لذلك بإختيار توقيت يكون فيه أقل عدد ممكن من المتظاهرين و تسليح الغالبية العظمي من القوات بأدوات فض العنف المستخدمة من قبل القوات الشرطية “عصي و هروات و بومبان”
تأثير كارثه فض الإعتصام على الفاعلين:
1️⃣ قيادة الجيش:
جريمة فض الإعتصام جعلت قيادة الجيش السوداني تهاب العدالة و الدولة الحقيقية خوفا من الملاحقات الجنائية، لأن اي تحقيق شفاف سيكشف تورط هذه القيادات في المجزره وستكون القيادة هي المسؤول المباشر مما يعرضهم للعقاب ولو بعد حين. انا هنا لا استبعد رغبة الجنرالات في الحكم ولا اقلل منها، ولكن من غير خوف حقيقي من الدولة المدنية يظل التوافق ممكن. لأن الوضع الداخلي و الضغوطات الخارجية كانت كبيرة وأشواق الجميع كانت لبناء الدولة.
في ظل هذه الجريمة البشعة تظل الشكوك هي سيدة الموقف والحل الوحيد لهذه القيادات هو التمسك بالسلطة. لذلك ظلت هذه القيادات زاهده في نقل السلطة وعرقلت كل المحاولات.
2️⃣ الدعم السريع:
سارعت العديد من الجهات بإتهام الدعم السريع بتهمة فض الإعتصام، وخرجت الآلاف من مقاطع الفيديو و الصور التي توثق لأفراد من الدعم السريع المشاركين في فض الإعتصام. وأكثر من ذلك ظهور فيديوهات فيها من اُشير إليه علي انه عبدالرحيم دقلو قائد ثاني الدعم السريع لتعزيز هذه الرواية. مع الغضب المنتشر و بإستخدام الآلة الاعلامية للكيزان ترسخ عند الغالبية أن الدعم السريع هو من فض الإعتصام. وهذا ما خلق شرخ كبير بينه و بين الثوار لازالت آثاره موجودة حتي اليوم.
هذا المشهد خلق عدم ثقة كبير بين حميدتي و البرهان من جهة وبين الدعم السريع و الثوار من جهة أخري. وهنا فهم حميدتي انة سيكون كبش الفداء القادم وانه سيدفع ثمن تخليه عن البشير في أبريل. وهو ما دفعه لمحاولة تأمين قواته من خلال الضغط لإلغاء المادة الخامسة من قانون الدعم السريع و السعي الحثيث لزيادة عدد قواته و التحرك منفردا لتكوين حاضنة سياسية داخلية وخارجية. أيضا هنا انا لا أهمل طموح حميدتي الشخصي للحكم، ولكن أعتقد أن الخوف من الغدر قد جعلة يتوحش و يسارع الخطي لتأمين وجوده في الساحة والتمسك بالسلطة كما فعل قادة الجيش.
3️⃣ الثوار:
كما كان متوقع وكرده فعل تلقائية كان الغضب و الرغبة في القصاص هي السائده بين الثوار. وردة الفعل هذه قطعت الطريق أمام اي تسوية سياسية لاتشمل القصاص من القتلة و قياداتهم. ومع الآلة الاعلامية و المزايده السياسية التي يشتهر بها جُل الفاعلين السياسيين كان أي تفكير عقلاني لتجاوز الأزمة يقابل بالتخوين والإتهام بالتنازل عن دم الشهداء.
بعلم او بغير علم شارك العديد من الثوار في تعقيد المشهد و إدخال البلاد والعباد في مأزق ادي في النهاية الي حرب الخامس عشر من أبريل. أيضا الشطط في الموافق أدى الي إنقسام حاد داخل الكتلة المدنية و ادخل عدم الثقة بينها مما أدي الي تشتيت جهودها و إفشالها في النهاية.
4️⃣ الحرية والتغيير:
كان تحالف الحرية و التغيير اكبر تحالف سياسي سوداني علي مر التاريخ، وكان بلورة لمجهودات كبيرة من القيادة المدنية للتوحد من أجل إسقاط الكيزان بعد فشل التوحد في عام ٢٠١٣ مما أدي الي فشل المحاولة حينها.
بالرغم من الإختلافات تمكن التحالف من تكوين رؤية موحده وتمكن من الضغط علي قياده المجلس العسكري لتغيير خطتها التي كانت تسعى لعملية سياسية لا تستثني احداً واجبرتة علي الجلوس معها منفردة في مفاوضات صعبة و معقدة تخللها تصعيد من المجلس العسكري من غير فائده.
دق فض إعتصام القيادة المسمار الأخير في نعش علاقة الحرية و التغيير و بعض الثوار، بإصرارها علي التفاوض مع القتله و المجرمين علي حسب رؤية الثوار. هذا الوضع الملتهب اجبر الحرية و التغيير أن تكون جريمة فض الإعتصام موضوع جوهري في المفاوضات بعد فض الإعتصام. أيضا المزايده السياسية جعلت الحرية و التغيير لا تمتلك اي قدرة للمناوره او المساومة في هذا الموضوع. من ناحية اخري فإن الجريمة ظلت محورية لقياده المجلس العسكري. وما زاد الطين بِلة فشل قيادة المكون المدني أمام الآلة الاعلامية و التخوين وظلت الهتافات المخونة لهم هي سيدة الموقف. وإستجابة لهذا الضغط ظلت بعض القيادات المدنية تكرر الحديث عن فض إعتصام القيادة و اخذ القصاص ولو بعد حين من أجل تهدئة الغاضبين و محاوله لتبرئة أنفسهم من تهمه “بيع الدم”.
هذا الوضع السياسي المأزوم قاد البلاد الي إنسداد العملية السياسية و زهد المكون العسكري في تسليم السلطة وقطع الطريق أمام اي حل سلمي للازمه وهو ما قاد الي إنقلاب أكتوبر.
ختاما:
الدرس المستفاد من جريمة فض اعتصام القياده هو عدم التفكير بردة الفعل وأن العدالة ليست قصاص فقط وإنما مفهوم اكبر بكثير وإن لم نفكر بطريقة إستراتيجية ونحسب نتائج خطواتنا جيدآ لن نخرج من هذا المأزق قريبا.
الزيت: نفس ردة الفعل من فض الاعتصام هي ردة الفعل من جرائم الحرب. ويالسخرية القدر نفس المزايدات من نفس الناس.
زيت الزيت: الغباء هو انت تفعل نفس الشئ بنفس الخطوات وأن تتوقع نتيجة مختلفه.
المهم ربنا انتقم منهم وقتلوا بعضهم البعض فى نفس موقع فض الاعتصام ونفقوا بالالاف ولا زال قطار الموت يلاحقهم .ولاخفاء الجريمة اصدرت الشؤون المالية امر شراء للحبال والبلوكات الاسمنتية لاغراق الجثث فى النيل . فطالتهم عدالة السماء واستمتعنا بمشاهدة جيفة الخنزير على يعقوب تسحل فى الارض .
تفرح
نبكي
ليس
لك
أحد
سواء
ربك
استاذ عزام لقد تطرقت تقريباً الي كل ما يخص فض الاعتصام و لكنك أهملت أهم شيء و هو لماذا رفض الهالك حميدتي فض الاعتصام و البشير ( علي سدة الحكم ) بل و حماية المعتصمين ثم فضه لنفس الاعتصام بعد ( سقوط البشير ) و الشئ الآخر فض الاعتصام شراكة ثلاثية بين الجيش و الهالك حميدتي و ( جزء ) من المكون المدني الذي وافق علي فض الاعتصام…
دكتور عزام حتي لو الاعتصام م اتفض العساكر ما حايسلمو السلطة .
جميل وشامل كما عودتنا يا دكتور عزام
الوعي خطوه خطوه وربنا يبارك في جهودك