هل ستعيد بيريطانيا النظر في ملف لجوء بعض السودانيين لاراضيها؟

محمود الدقم

عندما شعلل الاخونج الحرب التي يدفع ثمنها المواطن السوداني تهجيرا وتقتيلا وتشريدا ، فتحت كندا فيزا استثنائية للسودانين علي غرار ما حدث مع الافغان والاوكرانيين ، وبالفعل بدات الكثير من السودانيين الاستفادة من هذه الفيزا لكن يا فرحة ما تمت ، تسلطت سيدة سودانية وادلت بتصريحات لصحيفة كندية شهيرة بان معظم السودانيين المفترض وصولهم لكندا كمستفدين من هذه الفيزا مقمين ببلاد الخليج ، او غيرها وان اوضاعهم تبدو مريحة اقتصاديا وليس لديهم اشكالات سياسية الخ او شيء من هذا القبيل.

وسرعانما اغلقت داوئر الهجرة الكندية امر هذه الفيزا ، وطاحت وضاعت فرصة ذهبية للسودانيين كان يمكن ان يستفيدو منها ، ولقد حدثني صديق انه في اواخر تسعينيات القرن الماضي احتج بعض السودانيين لدي دائرة الهجرة باحد الدول الاوروبية بان معظم الذين تقدموا بطلبات لجوء الي تلك الدولة اساسا ليس من الجغرافيات المتضررة من الحرب ، وانهم -اي السودانيين المستفيدين الجدد- يحاولون بناء مستقبلهم علي اكتاف تعاسة اهل البلد وطالبوا تلك الدولة الاوروبية بالتدقيق في نظام القبول حتي لا يتم استيعاب المزيد من السودانيين وقد كان.

ويبدو ان نفس السيناريو في طور ان يتشكل بالنسبة لبعض السودانيين الواصلين حديثا في السنتين الاخيرتين للمملكة المتحدة ، وحتي نكون اكثر دقة انا هنا اتحدث عن بعض الغوغائين الذين مارسو الفوضي في لقاءات حمدوك بالجالية السودانية بلندن او داخل الهوتيل الذي كان يقيم فيه ووفده.

حيث كانت هناك اعداد كبيرة خرجت متضامنة من العسكر والملايش الاسلامية علي شاكلة البراء بن مالك ومليشيات العمل الخاص ومليشيا البنيان المرصوص الاسلامية وغيرها التي تقاتل جنبا لجنب مع الجيش ، وهي الملايش التي قدم لها الفريق ياسر العطا شكر خاص وحياها وهذا يعني حرفيا زواج متعة بين الجيش وهذه الحركات الاسلامية التي يشاع ان بعض مقاتليها المؤسسين ذهبوا الي سوريا عام 2011م ونفقوا هناك مع الجهاديين.

وهنا ربما تبادرت اطنان من الاسئلة لموظفي دائرة الهجرة البيريطانية ، علي شاكلة مثلا لماذا اذن يمنحون حق اللجوء السياسي او الانساني لشخص يري ان الجيش تمام التمام؟ وكيف لمتظاهرين يشنُون حملة شعواء علي رئيس وزراء مدني جاء خصيصا للمملكة المتحدة مبشرا بالسلام وانهاء الحرب الضروس في السودان ، متعاونا مع الاسرة الدولية في الوقت الذي يخرج فيه هؤلاء المئات من ابناء جلدته يؤيدون الجيش الذي يقمع الشعب ويقنبل البشر في غرب البلاد ووسطها؟ .

طبعا دائرة الهجرة البيريطانية علي اما اظن لديها تنكلويجيا حديثة تمكنها من كشف الوجوه التي شاركت في عمليات التنمر والهتافات او ما يعتقد انه يمس الذوق العام البيريطاني وقيم الثقافة البيريطانية التي تمقت الازوداجية في الاطورحات ، اي ازوداجية ان تكون ضحية الجيش وتاتي بيرطانيا وتصفق وترقص عشرة بلدة لنفس الجيش الذي زعمت انت انك ضحيتهّّ! .

ومما يزيد الطين وحل وبلُة ان هناك شخص يزعم انه متهم بجريمة اغتصاب كان مشاركا في تظاهرة ناس “بل بس”  اللندنية ، واقاويل اخري كثيرة لاشخاص اخرين ربما السلطات البيريطانية بصدد البحث والتحقق منها كما تواترت بعض المعلومات.

ان تترنح راقصا بمارشات عسكرية في قلب لندن وانت مرتدي زي عسكريا وترفع صورة للانحرافي الذي يؤيد الحرب التي يقودها الاخوان المسملين في طول بلاد السودان وتنظيم الاخونج اساسا مرجح انه ضم الي القائمة السوداء البيريطاية او في الطريق ان يعلن عنه بانه تنظيم ارهابي هذه في حد ذاتها كارثة لك يا طويل العمر غض النظر ان كنت وصلت 2022م او لك قرن من الزمان بالمملكة المتحدة.

ان جهل الكثيرين من القادمين حديثا وقديما من السودان الي لندن بالقوانيين البيريطانية لن يعفيهم من المحاسبة في حال قررت ادارة دائرة الهجرة البيريطانية فتح ملف لجوء السودانيين مرة اخري ، او طالب بعض النشطاء السودانيين المحاميين وانصار وقف الحرب التقدم ببلاغات ضد تلك الوجوه الراقصة الغاضبة المتنمرة علي دعاة وقف الحرب بالسودان ، خصوصا وان هناك تدفق مريع للاجئيين من اصقاع العالم الثالث لبيريطانيا ، ففلتة غبية ارتكبها بعض المغفلين السودانيين انصار الجيش المتحالف مع الكتائب وسط لندن ومطاردة لفريق حمدوك قد تكلف الالاف من السودانيين غاليا لاسيما وان المملكة المتحدة التسامح عندها صفرا كبيرا جدا حيال هكذا سلوكيات سالبة.

[email protected]