حمدوك في لندن .. كيف أسهمت زيارة وفد (تقدم) في وضع السودان على خريطة الأولويات الدولية؟

شهدت العاصمة البريطانية لندن الأسبوع الماضي زيارة هامة لوفد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) برئاسة د. عبد الله حمدوك، رئيس التنسيقية ورئيس وزراء الحكومة المدنية الانتقالية السابق، التي انقلب عليها الجيش في 25 أكتوبر 2021.
كانت لهذه الزيارة دلالات كبيرة، حيث تمكّن حمدوك من إيصال رسالة “لا للحرب” وصوت الأغلبية الصامتة من السودانيين المتضررين من النزاع الدائر منذ أكثر من عام ونصف.
ما تمخض عن الزيارة:
عقد حمدوك والوفد المرافق له سلسلة من الاجتماعات الهامة مع شخصيات بارزة في السياسة البريطانية، حيث التقى بعدد من أعضاء مجلسي العموم واللوردات من أحزاب العمال والمحافظين والليبراليين الديمقراطيين، وعلى رأسهم رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني إيميلي ثورنبيري. كما اجتمع بنائب رئيس مجلس اللوردات ووزير أفريقيا في الحكومة البريطانية اللورد راي كولينز، وبأعضاء بارزين في حكومة الظل، إضافة إلى عدد من الفاعلين السياسيين والنشطاء وممثلي الروابط والجاليات السودانية في المملكة المتحدة. وقدّم وفد “تقدم” شرحاً وافياً لتطورات الحرب في السودان، وخطورة الأوضاع وحجم المأساة الإنسانية والانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب بحق المدنيين في هذه الحرب.
الأهداف والنتائج:
سعت حملة حمدوك في لندن بشكل رئيسي إلى حشد الدعم الدولي لوقف الحرب وحماية المدنيين السودانيين الذين يعانون من الأزمة الإنسانية المتفاقمة والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان. وركّز حمدوك في اجتماعاته على ضرورة اتخاذ خطوات عملية، مثل فرض حظر طيران على مناطق النزاع وإنشاء مناطق آمنة للمدنيين، وحتى التشاور حول إمكانية نشر قوات دولية لحماية المدنيين، مما يعكس استشعاره لمدى خطورة الوضع في السودان.
برز نجاح الزيارة بوضوح في موقف بريطانيا التي أعلنت فوراً عن خططها لجعل قضية السودان أولوية خلال شهر نوفمبر، حيث تتولى فيه الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في تصريحات أمس الثلاثاء: “لقد تولينا للتوِّ رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأعتزم جعل السودان أولويتي خلال هذا الشهر”. وأعرب عن قلقه إزاء الكارثة الإنسانية، منوهاً إلى أنه سيكون في نيويورك الأسبوع المقبل لطرح القضايا الإنسانية، إضافة إلى بحث السبل لجمع الأطراف في محاولة للوصول إلى حل سلمي. وأضاف: “كان من دواعي القلق الكبير أن السودان لم يُحظَ بالاهتمام الدولي الذي يستحقه، نظرًا لكون الأمر لا يتعلق فقط بالمعاناة، بل بالطريقة التي يزعزع فيها استقرار المنطقة الأوسع، وقد تكون هناك تداعيات هائلة إذا أصبح السودان دولة فاشلة بالكامل، ليس فقط على قارة إفريقيا وشرقها، بل على أوروبا أيضًا”.
تداعيات الزيارة:
جاءت هذه الزيارة في توقيت حرج، حيث يعاني السودان من تدهور إنساني واقتصادي متفاقم منذ الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021 الذي أطاح بالحكومة الانتقالية، ومن ثم اندلاع حرب 15 أبريل 2023 كنتيجة حتمية له. ورغم تحركات المجتمع الدولي السابقة، إلا أن التركيز على الأزمة السودانية كان محدوداً نسبياً.
تأتي خطوة بريطانيا الجديدة لتعكس اهتماماً دولياً متزايداً بوضع السودان، خاصة مع بروز مخاوف من تحول الأزمة إلى نزاع إقليمي له تداعيات على استقرار المنطقة.
على الصعيد الداخلي، يعزز تحرك حمدوك موقع القوى المدنية المعارضة للحرب، مما يساهم في تعزيز صوت “لا للحرب” أمام المجتمع الدولي. ويعكس هذا التحرك الموقف الحقيقي لتنسيقية (تقدم) التي يترأسها من الحرب الدائرة، وعملها على حشد التأييد الدولي لوقف الحرب وحماية المدنيين، مستنداً إلى مكانته السابقة كرئيس وزراء لحكومة الثورة المدنية التي كانت تسعى لتحقيق استقرار سياسي واقتصادي ينتهي بتحول ديمقراطي حقيقي، مما يجعله محاوراً مقبولاً لدى القوى الغربية.
دلالات التحرك البريطاني ودور مجلس الأمن:
تعكس تعهدات بريطانيا بدعم السودان من خلال مجلس الأمن توجهاً استراتيجياً للمساهمة في تهدئة النزاع واحتواء تداعياته على شرق إفريقيا وأوروبا. وتشير تصريحات وزير الخارجية لامي إلى أن بريطانيا تسعى لحث المجتمع الدولي على التركيز على الأبعاد الإنسانية والأمنية في السودان، بهدف الضغط لفرض حلول سلمية تمنع انزلاق البلاد إلى وضع “الدولة الفاشلة”.
قد يشكل موقف بريطانيا فرصة ذهبية للقوى السودانية المدنية لخلق جبهة مدنية واسعة ضد الحرب وتعزيز الضغوط الدولية من أجل وقف الحرب، لاسيما إذا تمكنت بريطانيا من تحقيق توافق داخل مجلس الأمن بشأن إجراءات عملية، مثل فرض حظر الطيران أو الدعم الإنساني المباشر. غير أن تحقيق هذا التوافق قد يكون تحدياً، بالنظر إلى مواقف القوى الكبرى الأخرى مثل روسيا والصين، اللتين قد تتحفظان على بعض الإجراءات التي قد تتطلب تدخلاً مباشراً، انطلاقاً من مصالحهما الخاصة التي غالباً ما ترتبط بدعم الأنظمة الاستبدادية والعسكرية.
الخاتمة:
تمثل زيارة د. عبد الله حمدوك رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) والوفد المرافق له إلى بريطانيا، من أجل حشد الدعم الدولي لحماية المدنيين ووقف الحرب، خطوة هامة قد تؤدي إلى زيادة الضغط على الأطراف المتحاربة في السودان، وتحقق توازناً لصالح القوى المدنية المطالبة بإنهاء الحرب. وبينما تسعى بريطانيا لتوظيف موقعها في مجلس الأمن لرفع مستوى الاهتمام الدولي بالسودان، يبقى مدى تأثير هذا التحرك مرتبطاً بقدرة المجتمع الدولي على توحيد جهوده ودعم حل سلمي وشامل للأزمة السودانية.
المصدر: بوابة السودان
زيارتو دي غير فضحت قحط وعرّتها ما شايف ليها شي. بل رسخّت للسودانيين بطولية جلد القحاطة أينما وجدوا
يا عم انت لم تقابل احد سوى حكومة الظل من حزب المهزومين ونحن فى زمن الأمم المتحدة منقسمة
جماعة أوربا فرنسا بريطانيا مع الولايات المتحده كوووم
جماعة اسيا روسيا والصين كووووووووووم بس قوي
نحن مدعومين اسيويا والسبب ليس عشان سواد بشرتنا
روسيا مشكلتها او قل مشاكلها مع أمريكا بريطانيا فرنسا تتعلق بدعمهم لأوكرانيا فى حربها ضد روسيا
الصين لديها مشكلات كبيرة مع امريكا بخصوص تايوان والممرات المائية
العالم محتاج حرب عالمية ثالثة تحرق ملفات الأمم المتحدة التى كتبت بعد انتصار الحلفاء الذين لم يعودوا حلفاء بل خصماء وظهور وضع سياسي جديد تكتب فيه ريادة وقيادة العالم اما لمعسكر الغرب او الشرق لكن ريئسين بيغرقوا المركب وانا شاعر انى أغرق أغرق انى اتنفس تحت الماء
حمد وك الرجل الخلوق يعمل ولسان خاله يقول
مااردت الا الاصلاح ماستطعت وربنا يكفيه شر الكيزان
اسوأ الخلق فى الاكوان
احرار السودان فى لندن أثبتوا بأن حمدوك سرق لسان الشعب السوداني وهو يمثل المخابرات التى تصرف عليه وهذا ماقاله لى احد الصحفين البريطانين فى جامعه مشناستر