معادلات واقعية سودانية
ياسر زمراوي
لم تاتي الحرب بغتة كان الطرفين يتنازعان ويكيلان التهم منذ ان زادت قوة الدعم السريع احس الفلول بخطرهم وبتقاسمهم للكعكة في ظل ذلك استمرت المواكب واستمر المد الثوري وقوي شباب الاحزاب بمافيهم شباب الاحزاب اليمينية كل ذلك التدافع ادي للحرب وفي اختلاط الاوضاع بين هنا وهنالك تظل بعض المعادلات الواقعية ثابتة في ارض السودان يمكن توضيحها لتظهر قوتها واثرها في المشهد السوداني المتعكر .
اولا :
اي حرب حدثت في الدنيا انتهت بالتفاوض , ولا توجد ماتسمي بالحرب الصفرية اي ان يكمل احد الجيشان الجيش الاخر الحروب تستمر ويقع ضحاياها الكثيرون لكن يعود الطرفين للتفاوض وكانما شيئا لم يكن , تنتهي الحروب بالسلم , الحرب الان ستنتهي بالسلم و سيكون هذا هو المشهد الاخير لها ان يتعانق البرهان وحميدتي كما من قبل , وحقيقة هذا ما يرغب فيه الشعب الطيب الذي اذلته الحرب وشردته وشردت بين الاسر
ثانيا :
السلم يختلف عن السلام , اذ ان السلم هو الجنوح لوقف الحرب وهو ان تضع الحرب اوزارها بينما السلام هو عالم متكامل من الطمانينة , عالم تنتفي فيه اسباب الحرب , عالم تقف فيه العدائيات وثقافة الاقصاء التي وصلت عند الاسلامويين حتي عند خطابات قادتهم الشفاهية , لا يكون السلم بالمفاوضات الطرف واجتذاب احد الاطراف المتصارعة دون الاخري انما يكون بالاتفاق علي دستور كامل يتفق عليه الجميع تتكامل فيه نقاط مبينة وجامعة وغير منفرة لاصحاب الثقافات المختلفة يتشارك فيه الجميع في السلطة والثروة.
ثالثا :
فلننظر لمقومات السلام عند الطرفين , الجيش يجد مخاطبة من اطراف من الشعب لكنه يصر في كسب هذه المخاطبة بان يستنفر البسطاء من الشباب والغير متدربين جيدا كما يجعل ذلك خطابات البرهان الطويلة تتسم بالعدائية والرغبة التامة بان تكون الحرب صفرية , بينما الدعم السريع الذي يعلم الا دعم شعبي له يواصل في قتل المواطنين الابرياء ويهاجم القري والحلالات ويشرد الاسر ويموت البسطاء من اثار التشتت ايضا لعدم توفر الادوية والمعالجات الطبية.
رابعا :
ما هو دور المدنيين , كان الاحري بتقدم مخاطبة النازحين في مراكز الايواء وفي بيوت اهاليهم التي وفدوا اليها , بدلا عن ذلك لجات تقدم لخطوات فوقية في مخاطبة الجيش مباشرة عبر تكوينها الغير جماهيري والمكون من اجسام اغلبها ضعيف ويسيطر عليها المؤتمر السوداني . دور المدنيين كان سيتكمل اذا كان كانت هنالك ادوار مضافة للجان المقاومة في الولايات وفي مناطق الصمود عبر المخاطبة الجماهيرية ومعاكسة حركة التعبئة العسكرية التي اعتمدت جعل الناس يعتقدون ان الحرب ستكون اسابيع بسيطة ليس الا.
خامسا :
كان من اقدار الله مع الحرب ان تصب الامطار بغزارة في مناطق عديدة الا ان الله امر بالاخذ بالاسباب والعمل وعند النظر لذلك نجد ان اثار الفيضانات الكبيرة ناتجة من عدم الاعداد لها رغم توقعها وعدم الاعداد لها ناتج من ان اموال خزينة الدولة تصرف في العتاد الهائل والاعداد للحرب وتكلفاتها وبينما مازال الفلول ياخذون ما يستاثرون به لانفسهم تكون الميزانية المودوعة والغير مجنبة مصروفة علي الحرب ولم تصرف علي الخدمات وتركزت الميزانية بذلك فصار حتي بعض الموظفين لم يستلموا مرتباتهم والكثيرين من النازحين لا يعملون وان كان البعض منهم قد ابتدع وسائل كسب عيش وغير مهنته الا ان الكثيرين يعتمدون علي المغتربين في التحويلات المالية التي من المتوقع الا تفي لاحقا مع الارتفاع الجنوني للاسعار.
سادسا :
يحاول الفلول عبر افرادهم ومنسوبيهم المنتشرين والغير مكتوين بنار الحرب ان يلقوا باللائمة دوما علي الشعب وهو سعي الراسماليات الطفيليات في كل بلاد افريقيا والعرب ان تزعزع من ثقة الشعب بنفسه وان تجعل الفرد يفكر في راي الناس عنه وان تجعل الشعب يتكالب علي نفسه لوما بدلا من النظر لمن سبب له الضرر ومن سرق قوته ومن اخذ ضرائبه ولم يوفر له الخدمات.
القاء اللوم علي الشعب نهج قديم لدي الانقاذيين والفلول يحاولون به ان يبعدون صورة الثورة وصورة انجاز ثورة ديسمبر وخروج الشعب حتي اطفاله ويبعدون صور الصمود مع الحرب للمقيمين في مدن الحرب وصور فتح البيوت للايواء وللوافدين وصور فتح مراكز الايواء وتحويلات الخيرين السودانيين الاصيلين الذين لم يتوانوا في دعم تلك المراكز.
سابعا :
يحاول الفلول تحويل الصراع في اذهان الناس بانه صراع قبلي ويجمعون لذلك بعض اللايفات للبسطاء مغبشي الوعي
يفتعلون لها بعض المصطلحات , كما ان الدعم السريع يحاول ان يضع للحرب صيغة انه صراع هامش ومركز بينما هو نفسه كان جزءا من هذا المركز .
ثامنا :
الان هو دور لجان المقاومة وقوي الثورة الحقيقية في العمل بخطط مدروسة لتدارك اثار الوبائيات والفيضانات ويجب علي نقابة الاطباء دفع الوزارة الاتحادية لاخذ دورها لان الامور الان اصبحت تتفلت وتخرج عن زمام الامور .