اخبار السياسية الدولية والاقتصاد

روسيا تسعى لـ”عالم متعددة الأقطاب” في أفريقيا لمواجهة الغرب

تستعد روسيا في نهاية هذا الأسبوع لاستعراض رؤيتها لـ”عالم متعدد الأقطاب” يهدف إلى مواجهة الهيمنة الغربية، وذلك خلال محادثات مع عديد من وزراء الخارجية الأفارقة.

ويأتي الاجتماع في سوتشي جنوبي روسيا بعد قمة الـ”بريكس” الشهر الماضي، التي ضمت اقتصادات ناشئة رائدة في مدينة كازان جنوب غرب البلاد.

وكانت موسكو خلال الحقبة السوفياتية لاعباً رئيساً في إفريقيا، وهي تعمل منذ سنوات على إعادة تعزيز نفوذها في القارة.

وتخلت ثلاث دول في غرب إفريقيا هي النيجر ومالي وبوركينا فاسو عن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، منذ خضوعها للحكم العسكري بعد سلسلة من الانقلابات منذ عام 2020 وعززت علاقاتها بموسكو.

ما يرويه الكرملين

والآن يدعم مقاتلون روس من مجموعة “فاغنر” سابقاً، وتلك التي حلت مكانها “آفريكا كوربس”، عديداً من الحكومات الإفريقية، فيما يعمل مستشارون روس مع مسؤولين محليين.

كذلك، قاومت دول إفريقية عدة الضغوط للانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا عام 2022.

وفي عام 2023، زودت روسيا إفريقيا بأسلحة تزيد قيمتها على 5 مليارات دولار، وفقاً لشركة Rosoboronexport  الحكومية.

من جهة ثانية، تضع شركات روسية كبرى مثل شركة تعدين الماس “ألروسا”، وشركة المعادن العملاقة “روسال”، وشركة الطاقة “لوك أويل”، المواد الخام الإفريقية والاستثمارات الكبرى في المنطقة نصب عينيها.

وتعمل روسيا على تعزيز مكانتها عبر المراكز الثقافية المعروفة باسم “البيت الروسي” التي افتتحت أخيراً في تشاد وغينيا والصومال وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وقال إيفان كليشتش من المركز الدولي للدفاع والأمن في إستونيا، إن الهدف الحقيقي لهذه المراكز هو “نشر روايات الكرملين حول الأحداث الدولية”.

ومن الواضح أن الخطاب الروسي، خصوصاً المناهض لـ”الاستعمار الجديد” و”الدعاية الغربية”، يلقى صدى لدى بعض الزعماء الأفارقة.

وقال المحلل السياسي الروسي كونستانتين كالاتشيف، إن كثراً يقدرون “أولئك الذين يستطيعون مقاومة الغرب وتوجيه ضربة إليه”، ويرون أن الرئيس فلاديمير بوتين “يتمتع بالقدرة” على القيام بذلك.

لكن مدير معهد “تمبكتو” في دكار باكاري سامبي، تساءل عما إذا كانت روسيا ستبقى مهتمة بإفريقيا إذا انتهت الحرب مع أوكرانيا.

وأوضح أن هناك شكا حول ما إذا كانت هذه “أولوية استراتيجية حقيقية” بالنسبة إلى روسيا أم أنها مجرد مصلحة قصيرة المدى مرتبطة بصراعها الأوسع ضد المصالح الغربية.

موسكو وخطأ الغرب

في بداية الحرب، عندما فرضت روسيا حصاراً على الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود، كان عديد من الدول الإفريقية المتضررة متجاوباً مع حجج موسكو بأن هذا كان في الواقع خطأ الغرب ومرتبطاً بالعقوبات.

وفي الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، صدرت روسيا 14,8 مليون طن من القمح إلى إفريقيا، بزيادة 14,4 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من 2023.

لكن سامبي قال إن “الآراء بدأت تبتعد عن السرد المحيط بأوكرانيا، خصوصاً أن إفريقيا وجدت وسائل للصمود في مواجهة شبح أزمة الغذاء والحبوب”.

كذلك، وجد عديد من الدول الإفريقية، مثل مصر، الحليف الرئيس لواشنطن، أن الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع روسيا لا تعني قطع العلاقات مع الغرب.

وفي جنوب إفريقيا، تبين أن العلاقات مع روسيا مثيرة للجدل داخل الائتلاف الحاكم.

وعندما تحدث الرئيس سيريل رامابوزا في قمة مجموعة الـ”بريكس” عن بوتين وشعب روسيا باعتبارهما “أصدقاء وحلفاء قيمين”، رفض التحالف الديموقراطي في جنوب إفريقيا، وهو حزب معارض سابق يتولى الآن الحكومة، تصريحاته.

وقال زعيم الحزب جون ستينهاوزن في بيان “التحالف الديموقراطي لا يعتبر روسيا ولا فلاديمير بوتين حليفين لأمتنا”.

اندبندنت عربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..