وضع التعليم في السودان بعد الحرب بين المعاناة والمصير المجهول
هلال وظلال
عبد المنعم هلال
ـ تعاني المنظومة التعليمية في السودان من ضغوط هائلة نتيجة الحرب التي اجتاحت البلاد وتسببت في تعطيل كافة جوانب الحياة بما فيها التعليم.
الطلاب السودانيون الذين كانوا يأملون في بناء مستقبلهم من خلال التعليم وجدوا أنفسهم في مواجهة مع تحديات كبيرة تمثلت في غياب الاستقرار وتراكم دفعات الشهادة الثانوية وعدم انتظام امتحانات الجامعات وارتفاع تكلفة التعليم خارج البلاد.
داخل السودان أصبح الحصول على فرصة للدراسة تحدياً صعباً للكثيرين بسبب عدم الاستقرار الناتج عن الحرب. المدارس والجامعات في العديد من المناطق أُغلقت أبوابها تماماً أو تعرضت للتدمير مما جعل الطلاب عاجزين عن متابعة دراستهم. آلاف الأسر السودانية تعاني من تراكم الدفعات الممتحنة للشهادة الثانوية حيث لم يتمكن العديد من الطلاب من الجلوس للامتحانات بسبب الأوضاع الأمنية المتردية وأصبح الطلاب عطالى لا ملاذ لهم غير التلفونات والتعايش مع وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا الوضع جعل من مواصلة التعليم حلماً بعيد المنال للكثيرين مما زاد من معاناة الأسر السودانية التي تجد نفسها بين مطرقة الحرب وسندان عدم القدرة على توفير مستقبل تعليمي لأبنائها.
إعلان وزارة التربية والتعليم عن موعد امتحانات الشهادة الثانوية في شهر ديسمبر المقبل قد أثار تساؤلات عديدة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد من تدهور اقتصادي وانعدام الأمن والأمان وتشريد المواطنين والأسر ونقص حاد في الموارد الأساسية وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه السودان أزمة متفاقمة أثرت على كل مناحي الحياة بما في ذلك التعليم الذي يعتبر الضحية الكبرى لتبعات الصراع وعدم الاستقرار ولسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل من الممكن فعلاً إقامة امتحانات الشهادة الثانوية في هذه الظروف المتردية..؟ .
أمام هذا الوضع المتردي لجأت بعض الجامعات والمدارس السودانية إلى نقل نشاطها إلى خارج البلاد ولكن بأسعار دولارية فلكية فجل هذه المؤسسات التعليمية التي تعمل من دول المهجر تفرض رسوماً باهظة لا تقدر عليها الأسر السودانية مما جعل التعليم خارج السودان مقتصراً على الطبقات الميسورة فقط.
السودانيون الذين وجدوا في الخارج ملاذاً آمناً لأبنائهم اكتشفوا أن التعليم هناك بعيد عن متناولهم مالياً بالإضافة إلى ذلك تقف السفارات والقنصليات السودانية في الخارج موقف المتفرج وبدلاً من التدخل لحل مشكلات الطلاب تركز السفارات والقنصليات على فرض الرسوم والجبايات على كل (وريقة) او مستند أو معاملة يحتاجها المواطن السوداني مما يزيد من معاناتهم المالية ويعمق الأزمة.
تلعب الملحقيات الثقافية في الدول المختلفة عادة دوراً حيوياً في رعاية شؤون الطلاب والتنسيق بينهم وبين المؤسسات التعليمية إلا أن الملحقيات الثقافية السودانية في الخارج تكاد تكون غائبة تمامًا عن المشهد ويقف المسؤولون موقف المتفرج دون أي تدخل فعال في حل أزمات الطلاب السودانيين هذه المؤسسات التي من المفترض أن تكون جسراً بين الطلاب ووطنهم تحولت إلى كيانات هامشية عاجزة عن تقديم الدعم والمساعدة في وقت يحتاج فيه الطلاب لأكبر قدر من الرعاية والتوجيه.
من بين أكثر المواقف المؤلمة التي يواجهها الطلاب السودانيون ما يحدث في مصر مع إغلاق المدارس السودانية في مصر لحين توفيق أوضاعها وجد آلاف الطلاب السودانيين أنفسهم بلا تعليم هؤلاء الطلاب الذين لجأت أسرهم إلى مصر بحثاً عن الاستقرار التعليمي باتوا يواجهون مصيراً مجهولاً إذ لم تعد هناك مؤسسات تعليمية تستقبلهم ولا حلول ملموسة في الأفق رغم أن بعض الأنباء تشير إلى التصديق لعدد قليل من المدارس بمزاولة رسالتها التعليمية.
الطلاب السودانيون المنتشرون في دول المهجر يعيشون حالة من القلق والتخبط في ظل انقطاعهم عن الدراسة وعدم وجود خيارات متاحة أو خطط من قبل الحكومة السودانية لحل أزمتهم ويبدو مستقبلهم التعليمي في خطر كبير مع غياب السياسات الواضحة والتنسيق مع الدول المستضيفة يعيش هؤلاء الطلاب وكأنهم في كف عفريت لا يعرفون ما ينتظرهم ولا كيف سيؤمنون تعليمهم ويستشرفون مستقبلهم.
الأزمة التي يعيشها التعليم السوداني بعد الحرب هي إحدى أشد الأزمات التي تضرب البلاد في هذا الوقت العصيب الطلاب السودانيون سواء في الداخل أو الخارج يعيشون معاناة يومية نتيجة لعدم الاستقرار وغياب الدعم الحكومي وارتفاع تكاليف التعليم في المهجر إذا لم يتم التدخل السريع من قبل الجهات المسؤولة سواء في الداخل أو الخارج فإن جيلاً كاملاً من الطلاب قد يفقد فرصته في التعليم مما ينعكس سلباً على مستقبل السودان ككل.
الحل يحتاج إلى تكاتف جميع الجهات المعنية بدءاً من الحكومة السودانية التي يبدو أنها مشغولة بالصراعات السياسية وتعمير البندقية متجاهلة التعليم وتعمير العقول الشبابية وهي من الأولويات الأساسية.
السفارات والملحقيات الثقافية أصبحت مراكز تحصيل رسوم وجبايات وتكتفي بدور المتفرج غير مدركة لحجم معاناة الطلاب كما أن المؤسسات التعليمية التي نقلت عملها خارج البلاد بحاجة إلى مراعاة أوضاع الطلاب وأسرهم بدلاً من فرض رسوم باهظة تجعل التعليم بعيد المنال.
لا يمكن إغفال دور المجتمع الدولي الذي يجب أن يتحمل مسؤولياته في دعم التعليم في ظل هذه الظروف الصعبة فمن دون تدخل حقيقي ومشترك من الجميع سيفقد جيل كامل من السودانيين فرصته في التعليم مما قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في مستقبل السودان على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
إنقاذ مستقبل هؤلاء الطلاب هو إنقاذ لمستقبل الوطن بأكمله.
ظل أخير
فقد التعليم أهميته في بلادنا عندما ترك المعلم دوره (الرسالي) وأصبح (رأسمالي) .
نعم والف نعم. تلك هي أهم قضايا تبعات تلك الحرب التي لادخل فيها للمواطن المغلوب على أمره. هذا اذا قلنا المواطن فما بالك بطفل لم يتجاوز عمره السابعة ويرنو الي مستقبل مشرق.
استاذ هلال لقد لمست وترا حساسا أطفالنا.
كل يوم يمر وهذه الحرب مستمرة هو بلا شك كارثة.
هؤلاء الوحوش لايعرفون معنى الطفولة ولا معنى الإنسانية
يجب أن يكون الحل واضحا هو ان تقف الحرب وتبتعد كل الأطراف القذرة من المشهد البرهان وزمرته الفاسدة والأجنبي التشادي حميتي على أن يتم بعد ذلك تصفية المليشيات والمرتزقة الأجانب وتنقية الجيش من عناصر الكيزان.