مقالات وآراء

خطاب تاريخي للشيعي نعيم قاسم : اغتالوا هارون فانطلق لسان موسي

محمد الصادق

استمعت لكلمات كثيرة من أمين حزب الله الراحل نصر الله ، ولكن أدهشني فعلا اسلوب نعيم قاسم الأمين الجديد، الذي ينم عن إيمان عميق بالقضية مع مصداقية عالية وإصرار وثبات غير عادي ؛ ثم إنه يتحدث كقائد وزعيم ديني وروحاني وخطابه تعبوي أكثر من سلفه الذي كانت خطبه اقرب الي السياسة ؛ فالظاهر أن قتلة الأنبياء خسروا ولم يكسبوا باغتيال الأمين السابق ، فكأنهم اغتالوا هارون وليس موسي ، ونحن نعلم أن هارون إنما اصطحبه النبي موسي خوفا من ألا ينطلق لسانه ؛ لكن نعيم قاسم انطلق لسانه بعد موت نصر الله ، ويا له من لسان ، ويا له من خطاب !! .
نقول هذا برغم اختلافنا الكبير مع التنظيم سياسيا وعقائديا. ونحن مقتنعون تماما بسلامة نية المقاومة ، لكننا في نفس الوقت مقتنعون تماما أن المقاومة المسلحة ليست هي السبيل الوحيد ، بل أنها أضحت الآن من باب إلقاء النفس في التهلكة ، فواضح أن العدو استغلها وصورها للعالم أنها قوة موازية له تطلق الصواريخ والمسيّرات ، فأطلق يده مستعملا كلما أتيح له من قوة عسكرية وتقنيات متطورة وأجهزة مراقبة وتعقب وتجسس.
لقد ذكر قائد الحزب أن الأعداء يألمون كما يألم أصحاب الأرض ، ولكن ما يظهر للعيان غير ذلك ، فالخسارة في الطرفين لا مقارنة بينهما البتة ، الناس تخسر كل شيء ، تخسر الأرواح والأموال والمساكن والدواب والممتلكات ؛ ويهربون تاركين كل شيء ورائهم ، وبعضهم يغادر البلاد إلي غير رجعة ، مشردين ولاجئين في كل بقاع الأرض. لقد حرق العدو الأرض ودمّر المساكن التي افني الناس أعمارهم في بنائها. العدو يلقي قنابل تظل آثارها لعشرات السنين ، وهو يتعمد هدم البنية التحتية التي يعلم أن إعادتها تستغرق أزمانا وأعمارا.

نحن بالطبع لا يمكننا تجريم المقاومة ، لكن العالم اليوم اصبح جلده ثخينا ، وقد عمي بصره وصمّ آذانه عما يفعله العدو المجرم ، ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن نعطي العدو الفرصة التي يريدها.
ذكر الزعيم في خطابه أن الحزب لديه عشرات الآلاف من الشباب مستعدين للشهادة في سبيل الأرض ، وقد أكد الشيخ في حديثه أن الإستشهاد ليس هدفا في حد ذاته ، وهذه هي نفسها تعاليم ديننا : {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} ؛ {ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة} ؛ {طه○ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقي}.
إننا نؤكد أنه لا تنازل عن الحقوق مهما طال الزمن ولكن ينبغي ألا يستهين الحزب بالجهاد المدني السلمي ؛ فالشيء الواضح أن القضية لم تكسب كثيرا بعد تبني المقاومة المسلحة ، بل أن العدو تحفز وأسس قوة جبارة وفي نفس الوقت عمل علي اضعاف دولنا وإغراقها في الفوضي والنزاعات العبثية. ليت الشيخ قاسم واخوته يدركون هذا ويواجهوا مكر العدو بمرونة في تنويع الأساليب ولا يكون اتجاههم واحدا مكشوفا كما هو الآن. الكفاح السلمي يحتاج ايضا لقيادات مؤثرة مثل قادة القتال ، من أجل أن تنتظم فيه كل شعوبنا العربية والإسلامية ، بل يمكن أن يعمّ كل العالم الذي صار بفضل وسائل الإتصال كبيت واحد.

□■□■□■□■
>>> تذكرة متكررة

نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات .. وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
-قبل الركوع الثاني
في الصبح
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
واخرجوا الناس من ديارهم
بغير حق
واسترهبوا الناس
النساء والاطفال وكبار السن
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا..
فدعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك :
{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی
لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. بالعكس كان حديثه مهزوزا مهزوما حتى العظم ، يكفي تودده،وتزلفه لعدوها الازلي،الشيعي نبيه بري،الذي اتهموه بالكفر،والعمالة لاسرائيل فرضي به متحدثا رسميا لحزب الله ، وكانه يقول لاسرائيل لست عدوكم لا تقتلوني ، هذا هو نبيه بري فاقتلوه ،، انتصرت اسرائيل على،الارهاب الاسلامي بشقه الشيعي بعد ان انتهى او كاد ان يتلاشى الارهاب السني بذهاب الوهابيه والاخوان المسلمون الى،الابد في معظم الدول الاسلامية

    1. مهما كان الإختلاف مع حزب الله وخدمته للأجنحة الإيرانية الا ان مقاومة المحتل اضحت فرض عين.
      ولايمكن ابدا التمادي مع الموقف الإسرائيلي بحجة انه يساهم في القضاء على التطرف الإسلامي فالتطرف الصهيوني أقسى من التطرف الإسلامي والتطرفةيجب ان يرفض من اي جهة كانت

  2. حزب الله ليس حزبا بالمعنى المفهوم بل مليشيا عقائدية اختطفت الدولة اللبنانية لصالح الولي الفقيه في ايران. الملالي و الايات يهلكون البسطاء باسم الدين و الجهاد. حزب الله هو امتداد لاختلاف الصحابة بعد وفاة النبي. الكيزان يفعلون نفس الشي بتحويل الجيش السودان لمليشيا عقائدية قتلوا الشباب المغيبين في الجنوب حين استنفروهم لحرب قرنق ثم عاد زعيمهم ووصف اولئك بالفطائر لانه عرف ان ما حدث ليس جهادا. ثم ماذا كانت النتيجة؟ كانت فصل السودان و ذبحوا ثورا اسودا احتفالا بفصل الجنوب معلني عما في انفسهم من عنصرية عرقية قبلية. عندما أزاحتهم ثورةً ديسمبر اشعلوا الحرب انتقاما من الشعب السودان لا دينهم لا يومن بالحرية و السلام و العدالة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..