ترامب والحرب في السودان

السر العجمي
يشير السلوك الدولي والاقليمي بشان الازمة السودانية. بالرغم من كل الجهود المبذولة لا يقاف الحرب في السودان الي ان الازمة ممتدة ، والحرب مستمرة بعد فشل كل الجهود في محاولة ايقافها ، ووفقا لتقارير الام المتحدة فقد قتل الملايين من الشعب السوداني منذ اندلاع الحرب ، كما اشار المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان امام اللجنة الثالثة للأمم المتحدة الاربعاء الماضي ان عدد النازحين وصل عشرة ملايين شخص. ومع ذلك لا توجد أي دلائل ظاهرة علي ان الجهات الاقليمية والدولية مستعدة للتدخل العسكري لا يقاف الحرب .وحماية المدنيين. ، وبالرغم من كل الجهود التي بذلتها ادارة بادين الا انها فشلت في ايقاف الحرب. الا انها نجحت جزئيا فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية. فهل تنجح ادارة ترامب في وقف الحرب وماهي السيناريوهات المتوقعة لا دارته؟ .
لاشك ان ادارة الديمقراطيون يعتمدون علي الدبلوماسية في فيما يتعلق بالسياسة الخارجية ، ويميلون الى حل الازمات الخارجية من خلال الطرق السلمية دون اللجوء الي العنف ، والتدخل العسكري ، كما انهم في خطاباتهم السياسية يروجون للديمقراطية وفرض الاصلاح علي الدول بالنظام الديمقراطي. بخلاف الجمهوريون الذين يتبنون سياسة الواقعية ، والعنف والتدخل العسكري ، من اجل حسم الحروب. والتاريخ شاهد علي ذلك حيث ان كل التدخلات العسكرية في الدول مهما كانت اغراضها انسانية او غيرها تمت في عهد الجمهوريين.
وان وصول ترامب الى البيت الابيض سوف يضع حلا للحرب في السودان وايقافها ، وذلك من خلال خطابه الذي القاه بعد ظهور نتيجة الانتخابات بانه سوف يعمل علي ايقاف الحروب. وقد اظهر ترامب تحمسه لا يقاف الحروب من خلال خطابة.
فالقاصي والداني يعلم بان انقلاب 25 اكتوبر الذي قام به البرهان واطاح بالحكومة المدنية ، واعاد الاسلاميين مره اخري الى سدة الحكم. وان ترامب سوف يتبع سياسة واقعية ووفقا للمصالح الامريكية. وربما اولي خطوات ترامب هي ابعاد الاسلاميين من البرهان ، والقضاء عليهم. من اجل المصالح الامريكية. وذلك لان ترامب يؤمن بان الراديكالية الاسلامية هي مصدر الارهاب الذي يهدد الولايات المتحدة الامريكية ، وان الاسلاميين في السودان جزء من هذه الراديكالية، ويساوي بيتهم وبين داعش ، خاصة بعد ظهور المليشيات الاسلامية مثل كتيبة البراء. ويستند ترامب في ذلك الي وثيقة تعود لعام 1992م . عن الهدف الاستراتيجي للإخوان المسلمين لاختراق المجتمع الأمريكي. فضلا عن ذلك ان ترامب يريد مواصلة اتفاق ابراهام ، والذي يرفضه اخوان السودان، لذلك من المتوقع ان يضغط علي البرهان في التخلي عن الاسلامين.
وبحكم ان البرهان اعاد العلاقات مع ايران ، ووقع اتفاق مع روسيا لا قامة قاعدة عسكرية في البحر الاحمر. فترامب وادارته سوف تبذل كل جهدها لا لغاء هذا الاتفاق بالضغط علي البرهان وحضه علي قطع علاقته مع ايران. وذلك لان هناك العديد من المصالح الامريكية الاستراتيجية في البحر الاحمر، اهمها منع نفوذ أي قوي دولية او اقليمية في البحر الاحمر، وضمان امن إسرائيل وضمان تدفق النفط عبر البحر الاحمر.
عليه من المتوقع ان ترامب وادارته امامهم خيارين لوقف الحرب في السودان ، الاول اجبار البرهان علي التخلي عن الاسلاميين الذين يعرقلون الحل السلمي ويرفضونه. والجلوس الي التفاوض لوقف الحرب. والثاني في حالة رفض او فشل ذلك سوف يكون وقف الحرب عبر التدخل العسكري.
ما هذه الاوهام… ترمب لا يعنيه السودان من قريب او بعيد .. كل ما يهم ترامب هو انضمام السودان لاتفاقيات أبراهام والتطبيع مع اسرائيل… ترمب عندما يتحدث عن إيقاف الحروب يعني أوكرانيا وغزة وليس الصومال والكونغو والسودان فهذه دول عبارة عن ادبخانات كما سماها … سيوكل ترمب امر السودان للإمارات ومصر ولن يخسر مليم واحد في السودان بل ان ترمب سيقلص مساهمات الولايات المتحدة في الامم المتحدة وهذا يعني مزيدا من الجوع في السودان فمعظم الإغاثة في السودان تأتي من مساهمات امريكيا