مقالات وآراء سياسية

نبذة عن تاريخ الصحافة والإعلام الإلكتروني المناهض لنظام العنف والتجويع الانقاذي

ياسر زمراوي

نظام الانقاذ منذ مجيئه للحكم في السودان , عبر انقلاب عسكري ,  علي صنع اعلام موجه , يشرف عليه يبرر سياساته ويعلل خطواته , التي رفضها الشعب وافقرته وشردته في اصقاع الدنيا .
ثم قاربت السنين علي بداية الالفية , وبدات فترة ما يسمي بالتمكين , في النظام السوداني المشئوم , وفيه تحولت كل روؤس الاموال من الخزينة العامة الي شركات خاصة , وتم استخراج الذهب والبترول والمعادن بواسطة شركات اجنبية لصالح افراد , ربما لذلك زادت رقعة المستفيدين من النظام , وتكونت طبقة من صغار التكنوقراط بمزايا يحسبها البعض جيدة لكنها اقل من مزايا الطبقة الوسطي الحقيقية كما هي في اوربا وامريكا , بذلك اصبحت الحوجة الي الشبكة العنكبوتية ملحة , كما مع ازدياد الفقر اصبحت الحوجة اليها اكثر في متابعة اخبار التحويلات المالية من المهاجرين في الشتات السوداني في اصقاع العالم , كما ان ذلك كان من ضغوط المنظمات الحقوقية والقانونية العالمية للسودان بفتح الباب امام دخول الشبكة العنكبوتية للسودان .
كان دخول الشبكة العنكبوتية في عام ٢٠٠٠م للسودان , واقتصر علي بعض مقاهي النت التي انتشرت في المدن الكبيرة , تدافع السودانييون وبعض السودانييات لها بواقع معرفة ما في العالم الذين هم محبوسين منه , الا ان القوانين الصارمة شددت علي مراقبة صاحب المقهي لشاشات المتصفحين , لا اتحدث عن المواقع الاباحية , لكن اتحدث عن منع الدخول لمواقع الاحزاب السودانية المعارضة , في الخارج ومنع الدخول الي صحفهم التي كانت قلة مثل صحيفة  مهيرة الممثلة للبعثيين السودانيين ,  وصحيفة الميدان الممثلة للحزب الشيوعي السوداني , بينما عملت المعارضة ومن الشباب تحديدا علي انجاز مواقع ومنتديات حوارية مثل موقع سودان نت الذي عمل اولا علي نقل المعلومات عن الداخل السوداني , ونقل اخبار عنف النظام السوداني شرطة وامنا  وجيشا , العنف الذي اصاب حتي غير المشتغلين بالسياسة , وانضم لتلك المنتديات الكثير من الادباء والصحفيين كما انها ضمت لها بعض من مفكري السودان , من من ابعدوا منذ النظام العسكري السابق علي نظام الانقاذ , وهو  نظام المخلوع نميري , كان بعده منتدي سودانيز اون لاين اكثر حرصا في ضم عضويته , وكان له الاثر في ربط الداخل بالخارج وفي ربط المشتركين السودانيين والمشتركات السودانيات بقضايا الوطن وقضايا الفكر واضطهاد الفكر في الوطن العربي اجمعه , وكذلك مواقع اخر اكثر نخبوية كموقع سودان للجميع وموقع سودانيات .
ثم اتت المفاوضات بين الحركة الشعبية المقاتلة في جنوب السودان والنظام الانقاذي , واشترطت الحركة الشعبية عودة الاحزاب المنضوية معها في تجمعها المعارض , فعادت بما فيها الاحزاب اليسارية الرافضة للحوار مع نظام الانقاذ كالحزب الشيوعي والبعث والنقابات , بدا بعد ذلك الانفتاح في النت , نقلت الصحف للنت , عملت بعض الصحف كالاخبار والاحداث علي ما اسموه بشراكة ذكية بين الصحفيين المعارضين , وبعض صحفي النظام الخائفين من انقلاب مركب النظام ويريدون حلا سلميا , كان بعد ذلك معرفة اكثر لقراء ومتابعي اخبار النضال للمنتديات السابق ذكرها , كما عمل المناضلون علي نقل اخبار النضال والاراء للمواقع والمنتديات التي شيدها ابناء المناطق والمدن المغتربين في الخارج , وعمل النظام الانقاذي علي تهكير تلك المواقع الا انها سرعان ما كانت تعود اقوي.
النجاح الاساسي للمعلومة المعارضاتية ولانتشارها , كان بعد دخول السوشيال ميديا ومواقعها كالفيس بووك الذي شهد عراكا من منتسبي النظام والمرتبطين به ارتباطا مشيميا , وكان بعد التويتر ولينكد ان , ثم ال واتساب  الذي ساهم في سرية العمل الذي تحول من نضال لمناضلين مثقفين بما تعنيه كلمة مثقفين من احتمالات اختلاط الامور عليهم , والانسحاب نحو قضايا انصرافية , وصراعات شخصية , ليكون صراعا لعامة قطاعات الشعب , بعد تكون لجان المقاومة , اللجان التي كونت من داخل الاحياء وتحول النضال لحراك يومي ممثل في مظاهرات من داخل الاحياء , حتي اتت ثورة ديسمبر ٢٠١٩م التي التف العسكر حولها بمشاركة من احزاب يمينية عملت علي انجاز مشاركة رفضتها الاحزاب اليسارية ولجان المقاومة حتي عملت اللجنة الامنية وليدة النظام الانقاذي علي اشعال الحرب بينها وبين وليد اخر للنظام الانقاذي وهو ميليشيا الدعم السريع المكون من مرتزقة وجنود غير نظاميين لمحاولة واد الثورة ولكن هيهات .

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..