مقالات وآراء

حروب التباهي بالقتلي والجثث

محمود الدقم

يمكن القول الان وبكل اريحية ان حرب السودان دخلت انفاق الحروب المنسية ، لا احد يهتم بمن قتل من؟ ومن الجاني ومن المجني عليه ، ومن المليشيات ومن الجيش ، حرب كثرت فيها الذئاب المنفردة كل يغني علي ليلاه وكل يدعي وصلا بليلي وليلي لا تقر له بذاك .

لاول مرة في تاريخ جيوش الارض يخرج كل ضابط ينعق كيفما اتفق وفيما اتفق علي السوشيال ميديا بالرغم من انه ليس الناعق الرسمي باسم الجيش ، لم يحدث الا في السودان ، حيث خرج العميد لايفات وكوراث عقليه طارق كجاب يشن هجوما علي مواطني الجزيرة لانهم لم يدافعوا عن انفسهم ولم يصمدوا ويستنفروا ويستحمرو بالرغم من ان ميزانية الجيش السوداني اكثر من خرافية وبعد كل ذلك فحّط جيش البرهان وولي الدبر الي افريقيا الوسطي وتشاد وجنوب السودان ومصر لا يلوي علي شيء.

جبال من الجثث ازهقت ، ومثلها من تلال الجماجم تكدست بها ارض المعارك ، ولا نصر يلوح في الافق ، مضاف الي هذه الارقام الالاف من المدنيين الذين احرقت اجسادهم البراميل المتفجرة التي انهالت علي رؤوسهم سنبلة وهم لا ناقة هم ولا جمل في كل هذه المحرقة.

هذه الحرب كشفت تلذذ واستمتاع عشرات الالاف من السودانيين بمناظر الجثث التي غطت الافق نكاية في الاخر المختلف عنهم ، غض النظر عن ما اذا كانت هذه الجثث تعود لمواطنين او مليشياويين مستنفرين ، المهم المتعة هي سيدة الحدث والموقف واللحظة ، متعة رؤية السوداني يحرق حيا ، متعة رؤية مواطن سوداني ينحر من اللضان الي اللضان وسط تهليل وتكبير وتبجيل قطيع مريض نفسيا من جمهرة مواطنين سودانيين نساءا واطفالا وكهول ، الانكا واضل سبيلا النشطاء علي السوشيال ميديا الذين يطالبون الممثلين القتلة في الارض بمزيد من القتل والبل بس والنحر والحرق والكي والذبح وبقر البطون وصانع الكباب العظيم.

الحرب اخرجت اقذر واتفه واحط اخلاق المجتمع السوداني ، وتهشّمت حدودته السوداني الطيب ، السوداني الكريم ابو مروة. السوداني اخو البنات، عشا البايتات ، حتي مناطق في نهر النيل رفضت استقبال نازحيين من الجزيرة بحجة الخوف من المرض الغريب الذي قتل العشرات من مواطني الجزيرة وغيرها من الخزعبلات.

لذلك اقول واررد مرارا وتكرارا لابد ان وقف وان تقف هذه الحرب اللعينة ، ولابد من تقديم الجناة مرتكبي هذه المحارق والانتهاكات فورا الي الجنائية الدولية ، ولابد من تقديم حملة الجوزات الاوروبية او السودانيين والسودانيات المقيمين في بلاد الخليج الذين يروجون لجرائم صانع الكباب العظيم شغله في حرق النساء والاطفال ، استدعاء الجنائية الدولية ضرورة ملحة والان قبل غدا ، فكل المؤشرات تشير الي ان ما ينتظر الشعب السوداني الفضل من محارق وتوتسي وهوتي وداحس وغبراء وحرب بالاربعين سنة لم ياتي بعد.

 

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..