أخبار السودان

كيف ستؤثر عودة ترامب على الصراع وتوازن القوى في السودان؟

لا تزال آثار فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بانتخابات العودة إلى البيت الأبيض تؤثر على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى تأثيرها في المجالات السياسية والإعلامية كحدث بارز. ويستمر الخبراء والمحللون في تقديم تحليلات حول توقعات السياسة الأمريكية وتأثيراتها على الشرق الأوسط وسبل إنهاء الحرب في السودان. لم تتباين آراء الخبراء والمحللين بشأن التوقعات المتعلقة بالسياسة الأمريكية تجاه السودان، حيث اتفق المتحدثون على أن ترامب قدم نفسه كرجل سلام عالمي، مما قد يدفعه للمسارعة في إنهاء الحرب في السودان والتعامل معه من خلال الحلفاء.

توقع الخبير في الشأن الأمريكي مهدي داوود الخليفة أن عودة ترامب إلى الرئاسة الأمريكية قد تؤثر على توازن القوى في السودان، مشيراً إلى أن ترامب يميل إلى اتخاذ قرارات سريعة تهدف إلى تحقيق مصالح الولايات المتحدة. كما لم يستبعد أن تلعب الإدارة الجديدة دوراً كبيراً في إنهاء الحرب في السودان. أوضح الخليفة في مقابلة مع راديو دبنقا أن عودة ترامب قد تؤثر على توازن القوى في السودان، مشيراً إلى أنه يميل إلى اتخاذ قرارات مباشرة لتحقيق نتائج سريعة تتوافق مع المصالح الأمريكية، وأنه لا يتبع الطرق الدبلوماسية التقليدية. وتوقع أن تولي الإدارة الجديدة اهتماماً بالسودان في سياق تركيزها على البحر الأحمر ومواجهة النفوذ الإيراني والجماعات المتطرفة، لافتاً إلى أن رؤية الحزب الجمهوري تعتمد على البراغماتية التي تركز على الاستقرار على حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان.

قال الخبير في الشأن الأمريكي إن وجهة نظر الحزب الجمهوري تجاه السودان أكثر وضوحًا مقارنةً بالحزب الديمقراطي، مشيرًا إلى زيارة اثنين من النواب الجمهوريين إلى السودان في الفترات الماضية. وأضاف أن اهتمام الحزب الديمقراطي بالسودان ضعيف وغير مرن، وأن أهمية السودان كموقع جيواستراتيجي لا تعتبر ذات أهمية بالنسبة له. وأشار إلى أن السودان سيلعب دورًا مهمًا في أمن البحر الأحمر وتعزيز العلاقة مع مصر والسعودية لمواجهة النفوذ الإيراني. كما توقع فرض عقوبات على السودان بسبب التعاون مع إيران وملاحقة الجماعات المتطرفة. ويتطلب ذلك التعاون مع الأجهزة الاستخباراتية لمتابعة تلك الجماعات المتواجدة في المنطقة. وقال الخليفة: إن إدارة ترامب لا تعير اهتماماً لقضايا حقوق الإنسان، بل تركز على الاستقرار، معتبرة أن استقرار المنطقة هو الأمر الأكثر أهمية. وفي رأيه، هذه نظرة براغماتية تركز على دعم القوى التي ترى أنها مناسبة لتحقيق التوازن والسلام في المنطقة.

غل يد إيران:

من وجهة نظر سفير السودان السابق في كندا، الدكتور طارق حسن أبو صالح، فإن أولويات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في سياسته الخارجية تتركز على معالجة قضايا الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يستمر في سياسة التعامل مع كل من مصر وقطر، التي بدأها سلفه، جو بايدن، بالإضافة إلى الاستعانة بدول مؤثرة في المنطقة مثل الأردن والسعودية والإمارات، من أجل إنهاء النزاع في غزة والتوصل لحل لمشكلة الرهائن مع حماس. كما يتعين عليه العمل على تهدئة الأوضاع بين إسرائيل ولبنان، وتحييد إيران ومنع تدخلها في المنطقة من خلال ممارسة ضغوط كبيرة على طهران، وربما بإعادة فرض العقوبات. قال أبو صالح لـ”راديو دبنقا”: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيسعى إلى تعزيز مكانة السعودية كقوة إقليمية بدلاً من إيران. وسيلتزم ترامب بوعده بتوفير دعم قوي لإسرائيل، ويواصل تنفيذ سياساته من ولايته السابقة مثل الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل. وأضاف: “كما سيعمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إنهاء الحرب في أوكرانيا، وقد يعقد صفقة مع بوتين في هذا السياق. وفي هذا الإطار يأتي الحديث عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدول الحليفة، فمن المحتمل أن يحث ترامب الحلفاء، وخاصة ضمن حلف شمال الأطلسي، لزيادة ميزانياتهم الدفاعية أو مواجهة تقليص الولايات المتحدة لالتزاماتها ونفقاتها تجاه حلف الناتو”.

موقف صارم مع الصين:

بالنسبة للصين، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية السفير د. طارق علي أبو صالح أنه من المحتمل أن يتبنى ترامب سياسة صارمة تجاهها، بما في ذلك إلغاء وضع الصين التجاري وضمان استقلالية الولايات المتحدة الاقتصادية بشكل كبير عن الصين. قال: فيما يتعلق بجارتي الولايات المتحدة، كندا والمكسيك، سيقوم ترامب بتعديل اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) التي حلت محل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (NAFTA). ومن المقرر مراجعة هذه الاتفاقية في عام 2026م. وقد أبدى ترامب رغبته في إعادة التفاوض على هذه الاتفاقية بما يصب في مصلحة المصالح الأمريكية بشكل أكبر، مما قد ينتج عنه احتكاكات تجارية جديدة أو تقديم تنازلات من كندا. رأى السفير أبو صالح أن الهجرة غير الشرعية قد تتمثل في هروب طالبي اللجوء أو المهاجرين من الولايات المتحدة في حال أدّت سياسات ترامب المتشددة تجاه الهجرة إلى ترحيلات جماعية، كما حدث خلال ولايته الأولى. وتوقع أن يتسبب تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من المكسيك ومن جنسيات أخرى في ضغط على أنظمة الهجرة في كندا وزيادة الضغوط على الحدود الكندية الأمريكية، مما قد يُلزِم السلطات الكندية بفرض بعض الإجراءات والقيود على دخول البلاد.

السودان والتطبيع مع إسرائيل:

توقع السفير طارق علي أبو صالح في حديثه مع “راديو دبنقا” أن سياسة ترامب تجاه السودان قد تتغير بعد تحقيق تقدم في قضية الشرق الأوسط، وربما بالتوازي مع جهوده لحل أزمة الشرق الأوسط، سيعمل ترامب بالتعاون مع شريكيه وحلفائه في المنطقة (السعودية والإمارات) وبالتشاور مع بريطانيا لوقف الحرب في السودان، مع الضغط على كلا الطرفين في الوقت نفسه. قال أبو صالح: من الواضح أن سياسات ترامب خلال ولايته الأولى كانت تركز على إقامة تحالفات قوية مع دول الشرق الأوسط، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وستسعى الإدارة الأمريكية الجديدة، باستخدام نفوذ حليفيها في السودان، لتعزيز دورهما، مما يمكن أن يؤثر بطريقة ما على الأوضاع، خاصة إذا تمكنت هذه الدول من المساهمة في تحقيق الاستقرار الإقليمي ونجحت في جهودها لفرض وقف إطلاق النار في السودان. ذكر أنه إذا نجحت مساعي ترامب في السودان، فسيسعى لإعادة إحياء تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، حيث شهدت فترة ترامب السابقة تقدمًا ملحوظًا في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية من خلال الاتفاقيات الإبراهيمية. وأشار إلى أن السودان كان جزءًا من هذه المبادرة في عام 2020، وأن ترامب سيعمل على إعادة السودان إلى إطار الاتفاقيات الإبراهيمية. وأوضح أن رئاسة ترامب قد تحفز على تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين السودان وإسرائيل، مما قد يسفر عن زيادة التعاون بينهما في مجالات مثل التكنولوجيا والزراعة والتجارة والأمن.

الصفقات الثنائية:

نبه السفير السابق في كندا طارق أبوصالح في تصريح له لـ “راديو دبنقا” إلى أنه من الضروري أيضًا الإشارة إلى أن سياسة ترامب “أمريكا أولاً” تعني التركيز على الصفقات الثنائية بدلاً من التعاون المتعدد الأطراف. وقد يترتب على ذلك مشاركة أقل للولايات المتحدة في جهود حفظ السلام الدولية أو حل النزاعات على مستوى العالم، ما لم تكن تلك الجهود متوافقة مع المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة. قال: قد لا تعطي إدارته أهمية لوقف الحرب في السودان إلا إذا أثرت بشكل مباشر على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها في المنطقة، لذا سيكون لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة دور رئيسي في تشجيع إدارة الرئيس دونالد ترامب على الانخراط بشكل قوي في القضية السودانية. أفاد أن هذه هي ولاية دونالد ترامب الثانية والأخيرة في البيت الأبيض، وسيبذل جهودًا كبيرة للوفاء بالتزاماته بإنهاء الحروب، خصوصًا الحرب في الشرق الأوسط كما وعد خلال حملته الانتخابية. كما سيسعى لتحقيق مصالحه الاقتصادية، وهو ما سيعتمد أساسًا على المشهد السياسي والظروف العالمية أثناء فترة حكمه. وسيعمل الرئيس دونالد ترامب بكل طاقته ليصبح زعيمًا عالميًا يخلد اسمه في التاريخ، مستخدمًا دبلوماسية نشطة يشارك فيها مع وزير خارجيته لتحقيق هذه الأهداف. السودان في منطقة التظليل: من جانبه، أشار أستاذ العلاقات الدولية في الجامعات السودانية، راشد محمد علي الشيخ، لـ”راديو دبنقا” إلى أن فوز ترامب سيغير في طريقة إدارة الولايات المتحدة، لكن ليس في تفكيرها. وأكد أن لدى الإدارة استراتيجية ثابتة يتم تقييمها بشكل دوري وفقاً للمعطيات والمتغيرات في بيئتها الحيوية، حيث يتم التعامل مع ما يُعرف بدولة الهدف الاستراتيجي. أوضح أن الاستراتيجية الأمريكية تجاه السودان كانت موجودة في ما يسمى منطقة “التظليل” الاستراتيجي لفترة طويلة. وقد تم رفعه من هذه المنطقة خلال الفترة من 2020 إلى 2022 ثم أعيدت الأمور إلى ما كانت عليه مرة أخرى. يعتقد أن الإدارة الأمريكية لا ترى أي فائدة من التعامل مع السودان بناءً على مصالحها العامة، لكنها تتعامل معه وفقًا للبيئة الاستراتيجية للساحل في البحر الأحمر والموارد المتاحة في البلاد. وتعتبر أن هذه الموارد يجب أن تكون بمثابة احتياطي يمكن الاستفادة منه متى رأت أن السودان مؤهل للتعاون معها.

تغييب الناخب الأمريكي:

استبعد الشيخ أن يعطي ترامب اهتمامًا أكبر من اللازم لقضية السودان، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية تقوم بتقييم ملفات الأمن في السودان بشكل استراتيجي، حيث تشير إلى أن الدولة تعاني من مستويات مختلفة من الصراع وتواجه تهديدًا عالياً من الأنظمة السياسية. وأضاف أن هذا يقود إلى حالة من التآكل إذا تم الدخول في علاقة معها، لأن من الواجب عليها دعم مستوى السلطة المركزية في بورتسودان، وهي غير ملزمة بذلك. اعتبر أن واشنطن تضاعف من تركيزها على صراع النفوذ في المنطقة، حيث تُعتبر بورتسودان جزءًا من هذا الصراع الاستراتيجي، خاصة في النقاط التي تتداخل فيها مع بكين وموسكو وطهران. قال أستاذ العلاقات الدولية راشد الشيخ: إن الوضع ينظر بطبيعة الحال إلى الداخل السوداني من منظور الصراع القائم على السلطة، الذي يؤثر على المكونات العسكرية داخل الدولة. وأضاف أنه في سياق القضايا المرتبطة بخطابه الداخلي، يستخدم أدوات السياسة الخارجية في حديثه عن الأمور الداخلية. وأعرب عن اعتقاده بأن التركيز لديه كان على المسألة الاقتصادية والأبعاد الاجتماعية بالنسبة للولايات المتحدة، مما يؤدي إلى تهميش دور الناخب الأمريكي في الشؤون الخارجية والعلاقات الدولية.

‫2 تعليقات

  1. بخت راعي الحمير وحراميها الجاهل خاتين صورته مع اهم شخصيتين عالميتين الان ترامب والبرهان
    زمن!!!

  2. الكلام الاستهلاكي ممكن يباع للمواطن المغفل الجاهل بالواقع مافي قوى سياسية مدنية اليوم لا يوجد اي قوى مدنية سياسية خاصة الاحزاب كلها صفر لاكوز لا امه لا اتحادي لا شيوعي ولا غيرهم من الاحزاب الطفيلية (البودة) تعرفون نبتة البوته التي تقوم وتتغذى على النبات هنالك احزاب واجسام مدنية بهذا الصنف ترامب سياسي خشن ما عنده مجامله في التعامل بيتعامل بالواقع لا بالصناعات للاشخاص اذا تدخل سوف يرجع الدعم والجيش للسلطة والله يرحم ثورتنا ويرحم شهداء هذا الوطن الذين راحوا ضحية صراع سلطة وتدخل وتغلغل استخباري اقليمي ودولي لدول اشباه الدول اذلت المواطن السودان عن غفلة لكن سوف تندم كل الاطراف كوز جنجويد قحاته الخ .. في ناس مفتكرة المستنفرين كيزان ولو فيهم كيزان لكن تاني ما في فاسد بتكرر بعدة مناطق لو مرشح من مجلس الامن الدولي وبصمت عليه الخمسة دائمة العضوية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..