مقالات وآراء

فضيحة الحلاقة “جانيت مك إليغوت”!

 

عبد الرحمن الكلس

ما هي أسرع وأنجع طريقة لمعرفة أن الإسلاميين يعيشون أزمة حقيقية؟ شخصيًا، مقياسي لأزمتهم هو عندما أرى الأمريكية “جانيت مك إليغوت” تتحدث على قناة الجزيرة في الشأن السوداني، وتُقدَّم بوصفها موظفة سابقة في البيت الأبيض تارة وضابطة مخابرات سابقة تارة أخرى، وهي ألقاب لا أساس لها من الصحة غرضها التضخيم بهدف منح مزاعمها الزائفة بعض المصداقية. فهي لم تعمل من قبل في هذه الوظائف مطلقًا، بل هي امرأة مطلوقة لا تنتمي إلى أي مؤسسة رسمية أو عائلية معروفة.

أمس، شاهدت “جانيت” على قناة الجزيرة وهي تهذي كعادتها بما لا تعرف، تقول كل شيء ولا تقول شيئًا. ليس لديها أي معلومات سياسية أساسية أو قدرات فكرية، سوى أنها تقدم هذا الهراء باللغة الإنجليزية، وهو ما يكسب التفاهة التي تنطق بها قيمةً لدى البعض، وهو ما فطنت له العديد من الأنظمة الديكتاتورية وأجهزة المخابرات في المنطقة، فأصبحت تتعاقد مع تافهين وتافهات من المتعطلين في الغرب، الذين يقدمون خدمات أخرى لا علاقة لها بالعمل العام، ويُقدَّمونهم في أجهزة الإعلام بأوصاف مفخمة لخداع الشعوب المصابة بمتلازمة الخواجة!

حدث هذا في مصر القريبة، والتجربة السودانية دائمًا مصرية وإن فشلت؛ حيث قدم الإعلام المصري منتصف العام 2014 (خواجة) يدعى “موريس بون أميجو”، وظل يتنقل بين الفضائيات المصرية العديدة، تارةً يقدم كعضو سابق في مجلس الشيوخ الأمريكي، وتارةً بصفته مستشارًا سياسيًا بارزًا، وأخرى كرئيس لحملة المرشح الرئاسي السابق “ميت رومني” – مثل صاحبتنا جانيت – ظل الرجل يتنقل بهذه الصفات ويصرح بما يريدون أن يقوله، حتى زار مصر مراسل صحفي أمريكي يدعى “لي إسميث”، فشاهد الضجة وتقصى الأمر، وانكشف المستور حين أرسل تقريرًا للصحيفة التي يعمل بها كان عنوانه: “وسائل الإعلام المصرية تصنع سيناتور أمريكي من الفراغ”. وكانت فضيحة مجلجلة وقتها، حيث كشف التقرير أن “موريس بون أميجو” ليس سوى حلاق كان يعمل في صالون حلاقة في شيكاغو، لا علاقة له بالسياسة ودروبها، وليس له نشاط عام سوى أنه شاذ ينشط في حقوق المثليين.

ونعود إلى حلاقة الكيزان “جانيت”، والتي تقول سيرتها لمن يعرفونها عن قرب إنها مدمنة على الكحول وتعاني من أزمات نفسية، وتنشط في تنظيم المجون والجنون والليالي الملاح، لا علاقة لها بالبيت الأبيض أو الأسود، ولا رابط يربطها بـ”سي آي إيه”. التقطها الكوز “مهدي إبراهيم” إبان عمله في السفارة بأمريكا من أحد المواخير، وأضفى عليها بعض الألقاب، وقدمها لجماعته المأزومة بوصفها “مصباح علاء الدين” الذي سيفتح لهم الأبواب الأمريكية المغلقة. وظل هو يستفيد من هذا الاحتيال، وظلت المحتالة تستفيد منه مادياً، حتى اختفت، قبل ظهورها مرة أخرى مع بدء حرب المسيلميين في 15 أبريل.

كان أول ظهور لها بعد الحرب في 4 مايو 2023، أي بعد حوالي 3 أسابيع، عندما قدم المسيلميون “حلاقتهم” لقناة “الجزيرة”، فنطقت بقائمة تضم أسماء ادّعت أنها لمتهمين بإشعال حرب الكيزان في 15 أبريل، وقالت إن الإدارة الأمريكية ستطبق عليهم عقوبات. وضمت القائمة أسماء مثل “ياسر عرمان” و”مو إبراهيم”، وليس علي كرتي وأسامة عبد الله، فأضحكت الثكالى، وانتهت القائمة بانتهاء إطلاق الكذبة!

المسيلميون ليسوا كذابين فقط، بل أيضًا أغبياء، لا يتعلمون لا من تجارب الغير ولا حتى من تجربتهم نفسها، يريدون تعلم الحلاقة على رؤوس اليتامى مرتين!

تعليق واحد

  1. وانت ايها الصنديد الفهلوي الذي لا يشق له غبار او كتاحة بي تعرف تستقصي اكثر من تلك القناة التي لها امكانيات اكتر من البلد… يعني انت خلاص يا المحرر عندك مصداقية عشان نصدقك..
    كلكم احمد وحاج تحمد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..