“قوافل الإغاثة الداخلة لقطاع غزة تتعرّض للنهب تحت سمع وبصر قوات إسرائيلية”- هآرتس
“قوافل الإغاثة الداخلة لقطاع غزة تتعرّض للنهب تحت سمع وبصر قوات إسرائيلية”- هآرتس
نطالع في عرض الصحف الصادرة هذا اليوم عدداً من الموضوعات تدور حول تبعات الحرب في غزة، سواء في داخل القطاع أو بعيداً جداً في شمال غربي أوروبا، وتحديداً في شوارع العاصمة الهولندية أمستردام.
ونستهل جولتنا من صحيفة هآرتس التي نشرت تحقيقاً عن عمليات نهب تتعرض لها قوافل الإغاثة الإنسانية التي تدخل غزة، فضلاً عن سرقات بالإكراه يتعرض لها سكان القطاع، تحت سمع وبصر قوات الجيش الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر في منظمات إغاثية دولية تعمل في قطاع غزة القول إن قوات الجيش الإسرائيلي “تسمح لفلسطينيين مسلحين بنهب قوافل الإغاثة وبتحصيل إتاوات من تلك القوافل بذريعة تأمينها”.
ووصفت المصادر عمليات النهب هذه بـ “الممنهجة”، مشيرة إلى أن مسلحين ينتمون لعائلتين من منطقة رفح قد تسببوا في عدم دخول حصة كبيرة من شحنات الإغاثة إلى غزة.
“وترفض منظمات إغاثية عديدة دفع إتاوات، ومن ثمّ تنتهي بها الحال إلى إبقاء المساعدات في مخازن يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي”.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وتحمل تلك القوافل غذاءً وضروريات حياتية يحتاج إليها سُكان غزة بشدّة في ظل توقّف وصول الواردات التجارية إلى القطاع بشكل تام.
وتعكس عمليات النهب التي تتعرض لها تلك القوافل حالة الفوضى التامة التي تسود في غزة، في ظل غياب أي شكل من أشكال الحُكم المدني في القطاع.
ونوهت مصادر هآرتس إلى أن “ما تبقى من قوات الشرطة المحلية في غزة حاولت اتخاذ إجراء ضد اللصوص لكنها تعرضت لهجوم من جانب القوات الإسرائيلية التي تنظر إليها باعتبارها جزءا من حركة حماس”.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
وتقول منظمات الإغاثة إنه “لا سبيل لوصول هذه المساعدات إلى سكان غزة بدون قوة شُرطية في القطاع، سواء كانت هذه القوة فلسطينية أو دولية. لكن كلاً من الحكومة والجيش الإسرائيليين يعارضان وجود مثل تلك القوة”.
وترغب الحكومة الإسرائيلية في أن يتولى الجيش مهمة توزيع المساعدات، لكن الجيش من جانبه يرفض القيام بتلك المهمة.
وقالت هآرتس إن “مشكلة العصابات المسلحة في قطاع غزة تفاقمت بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي مع مصر في مايو/أيار الماضي، وقيام مصر في المقابل بإغلاق المعبر. وقبل ذلك، كان معبر رفح هو الممر الأساسي لدخول البضائع إلى غزة، وبعد إغلاقه باتت غالبية المساعدات تدخل إلى القطاع من خلال معبر كرم أبو سالم، لكن العصابات المسلحة تسيطر على جانب غزة من المعبر”.
وتقول مصادر مطلعة للصحيفة إن العصابات تعترض طريق الشاحنات المحملة بالمساعدات وتطالب سائقيها بنحو 15 ألف شيكل (4 آلاف دولار) – قيمة “رسم مرور”. وإذا ما رفض السائق الانصياع لمطالب أفراد العصابة فإنهم يخطفونه أو يسرقون ما تحمله الشاحنة.
وتؤكد مصادر أن أعمال النهب هذه تقع على مسافة بضع مئات من الأمتار من مكان قوات إسرائيلية.
وأكد مسؤولون في الجيش الإسرائيلي أنهم “على علم بتلك المشكلة .. التي أصبحت روتينية”.
ونوهت الصحيفة الإسرائيلية إلى انقطاع الكهرباء في غزة منذ عام، ما أدى بدوره إلى تعطّل ماكينات الصرف الآلي، فدفع الأهالي إلى العودة لاعتماد النقود العينية في عمليات البيع والشراء.
وأشارت هآرتس إلى ماكينة صرف آلي وحيدة لا تزال تعمل في غزة، بمنطقة دير البلح. ونقلت الصحيفة عن مصادر القول إن “كل مَن يسحب نقوداً من هذه الماكينة يتعيّن عليه أن يدفع إتاوة 30 في المئة من المبلغ الذي سحبه لرجال مسلحين يسيطرون على المنطقة”.
“الرسالة المناسبة” بعد اعتداءات أمستردام
وننتقل إلى صحيفة وول ستريت جورنال، التي نشرت مقالاً للكاتبة ريبيكا شوجر، حول ما تعرّض له مشجعون كُرةٍ إسرائيليون من ضرب في شوارع العاصمة الهولندية أمستردام.
ورصدت ريبيكا قيام ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي بنشر صُور الاعتداء على المشجّعين الإسرائيليين باعتبار أنها تكشف عن وجهٍ كان مستوراً لـ “معاداة للسامية” في الغرب في عام 2024، ومقارنة هؤلاء الناشطين بين هذه الصور الحديثة وصور أخرى التُقطتْ في حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي، “حينما كان اليهود مستباحين في عواصم أوروبا” على حدّ تعبير الكاتبة.
ورأت ريبيكا أن هذا التصرُّف من قِبل الناشطين “وإنْ كان يعبّر عن “رابطة عاطفية قوية، لكنّه ليس الرسالة المناسبة” التي ينبغي توجيهها.
وقالت ريبيكا: “ينبغي أن نسلط الضوء على صورة أخرى لاعتداء أمستردام: وهي صورة إقلاع طائرتين إسرائيليتين من مطار بن غوريون لإنقاذ اليهود غير الآمنين في هولندا… فالاعتداء على اليهود ليس هو الأهم، وإنما ردّ الفعل اليهودي”.
وذهبت الكاتبة إلى القول إن “اليهود طالما كانوا هدفاً للعدوان، لكن منذ 76 عاماً، وبقيام دولة إسرائيل، لم يعودوا مستباحين عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم؛ وإذا ما تعرضوا اليوم لمشكلة، فإن هناك مَن يمدّ إليهم يداً، كما لم يكن موجوداً في حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي”.
وأضافت ريبيكا شوجر: “لم يعد اليهود مستضعفين كما كانوا في الماضي؛ فقد حرروا أنفسهم بعد قرون من العجز والهوان، ولهم أن يفخروا بذلك الواقع ويصدّروه للعالم عبر نشر صور طائرات الإنقاذ الإسرائيلية وليس صور ضرْب المشجعين اليهود”.
وتابعت الكاتبة بأن “على الهولنديين أيضاً أن يروا صور هذه الطائرات الإسرائيلية.. لأنهم يعيشون في بلد منعزل وقد سمحوا لمئات الآلاف من المسلمين القادمين من شمال أفريقيا والشرق الأوسط بتكوين بيئات موازية تعاني الاستقطاب”.
واستطردت ريبيكا قائلة إن “المواطنين الهولنديين أنفسهم يتعرضون للاعتداءات، وليس اليهود وحدهم”.
واختتمت الكاتبة بالقول إن “العالم الغربي كله يحتاج أن يرى استعراض إسرائيل لقوتها. الفرنسيون والألمان والأمريكيون والأستراليون – ليسوا بحاجة إلى رؤية المزيد من صور اليهود يُضطهدون في الشوارع، وإنما هم في حاجة إلى رؤية اليهود يحلّقون في الجوّ، فربما يُلهمهم ذلك باتخاذ خطوات على صعيد تأمين أنفسهم قبل الآخرين”.
“وراء العدو في كل مكان”
ونختتم جولتنا من صحيفة الأخبار اللبنانية، التي نشرت مقالاً للكاتب أحمد ضياء دردير، بعنوان “وراء العدو في أمستردام”.
يقول الكاتب: “منذ بداية الحرب على غزة، أو ربما من قبل ذلك، أستدعي أيام (استراتيجية) ‘وراء العدو في كل مكان’ وأقول إن هذا الشكل من العمل الفدائي ربما كان ليردع الغرب الذي يشكل مع العدو الصهيوني جبهة إمبريالية واحدة؛ لم يكن ليكسر في يوم وليلة الرابطة الإمبريالية ولكن ربما ردع شيئاً من غلواء الغرب أو ألزمه نوعاً من الحياد السطحي”.
وأضاف دردير: “لديّ فكرة أخرى غير مكتملة وهي أن أحد الأسباب التي نقلت الجمهور الفرنسي من التطرف في التمسك بالجزائر إلى الحياد في المسألة الجزائرية هو ما فاض من الصدامات بين الجزائريين من جهة والمستوطنين والسلطات الفرنسية من جهة أخرى ووصل البعض منه إلى فرنسا وأماكن أخرى من أوروبا”.
وتساءل الكاتب: “ماذا لو كان العالم فعلاً لا يفهم إلا لغة العنف؟ لا أتحدث هنا فقط عن مسألة الرد على العنف بالعنف، ولكن كيف أن العمل العنيف يصنع أبطاله الذين يمكن للجمهور العالمي الذي ربّته هوليوود على ثقافة العنف والعدوان أن يستمع إليهم ويفهمهم”.
وقال دردير: “العنف هنا يصوغ لغة لها رموزها ووجوهها وجمالياتها، تفرض على العالم الاستماع وتيقظ ضميره وإنْ نحا إلى التشويه والإدانة”.
واستطرد الكاتب: “تبقى هذه الفكرة سؤالاً، إذاً: في وجه عدو يتبع سياسة الأرض المحروقة والإبادة الجماعية، هل الوسيلة الأنجع هي حرب التحرير الشعبية أم ‘’وراء العدو في كل مكان’’؟
وخلص الكاتب إلى القول: “إذا كان واجبنا أن نُنظِّر للمقاومة لا عليها، وإن كان ما حدث في هولندا وما حدث ويحدث في سائر أنحاء العالم امتداداً لطوفان المقاومة، فإن لنا أن نقرأ الأحداث ونتعلم”.
وأضاف دردير: “في وجه المخاطر الأمنية، وفي وجه تصاعد العنصرية الأوروبية وتضاؤل الحريات في الغرب، اختارت ثلة من الشباب العربي في أمستردام المواجهة، ربما لأنها تعلم أن القبضة الأمنية مهما فعلت بها فلن تكون شيئاً فيما يفعله جيش العدو في فلسطين ولبنان”.
واختتم قائلا: “ما حدث يشي بأشكال خلاقة من التنظيم: تتحدث وسائل التواصل الاجتماعي عن براعة هؤلاء في إخفاء وجوههم بينما يتحدث الصهاينة عن تَنادي هؤلاء الشباب على بعضهم البعض من خلال مجموعات على تطبيقات الاتصال، وقيل عن طريق مجموعات للسائقين. كل هذا، صدقاً كان أو كذباً أو مبالغة، يمكن أن يصبح درساً في التنظيم والفعل، وقد نستطيع أن نبلور من خلاله يوماً رؤية للدعم المستمر لجبهات المقاومة”، على حد تعبير الكاتب.