مختبر أميركي: إنشاء مواقع دفاعية في مخيم «زمزم» بولاية شمال دارفور
كشف مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأميركية، ليل الاثنين، عن إنشاء مواقع دفاعية في مخيم زمزم الواقع على بُعد 12 كيلومترًا من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ،غربي السودان التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ عدة أسابيع.
وتصاعدت حدة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وحلفائهما، خلال الأيام الفائتة، في الفاشر، مع استمرار فرار مزيد من السكان منها إلى مناطق داخل الولاية أو عبر الحدود إلى تشاد.
وقال المختبر، في تقرير نشره ليل الاثنين اطلعت عليه “سودان تربيون”، إن “فريق البحث لاحظ في تحليل صور الأقمار الصناعية إنشاء مواقع دفاعية في مخيم زمزم تتفق مع توقع هجوم في المستقبل القريب”.
وأشار إلى وجود زيادة كبيرة في النزوح من الفاشر إلى زمزم، مشددًا على أن الناس في المخيم يشعرون بالقلق إزاء هجوم محتمل من الدعم السريع على الموقع.
وأفاد بأنه فضل عدم نشر صور الأقمار الصناعية لمواقع الدفاع عن زمزم من “منطلق القلق بشأن الأمن البشري للمدنيين في المخيم”.
ويأوي مخيم زمزم قرابة مليون نازح، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
وقال مختبر البحوث الإنسانية إنه “يقدر بثقة عالية أن مخيم زمزم سيكون الهدف التالي لقوات الدعم السريع حال سقوط الفاشر”.
وأوضح أن الدعم السريع استغل قرب مخيمات النزوح من مقار الجيش كغطاء لارتكاب فظائع جماعية، مثل المجازر التي ارتكبها في مخيم الحصاحيصا قرب زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور في سبتمبر وأكتوبر 2023 و”اردمتا” قرب الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور في نوفمبر 2023.
ثلاث أهداف حاسمة
وشدد المختبر على أن سقوط الفاشر على يد قوات الدعم السريع “قد يحدث في أي وقت”، بعد تقدمها في جبهات متعددة وتشديد حصارها للمدينة من خلال القتال عن قرب ضد الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة.
وقال إن قوات الدعم السريع تقترب من تحقيق ثلاث أهداف حاسمة تتمثل في القاعدة الجوية للفرقة السادسة، ومقر الفرقة السادسة مشاة، والمحور الجنوبي للطريق B-26.
وتمكن عناصر الدعم السريع من اجتياز دفاعات الجيش وحلفائه في شرق الفاشر حتى محيط السوق الكبير، لكن قياديًا في القوة المشتركة قال ــ في وقت سابق ــ لـ “سودان تربيون”، إن قواتهم تمكنت من صد هجوم الدعم السريع وأجبرتهم على التراجع.
وظلت قوات الدعم السريع تقصف أحياء الفاشر وسوق المواشي العامل الوحيد في المدينة بالقذائف، مما أودى بحياة وإصابة مئات الأشخاص في وقت تعمل الطواقم الطبية في أوضاع ضاغطة جراء نقص الأدوية والمستلزمات وخروج العديد من المرافق عن الخدمة.
تفاصيل الأهداف
ورجح مختبر البحوث الإنسانية وجود نشاط لقوات الدعم السريع على بعد 4 كيلومترات من القاعدة الجوية للفرقة السادسة، حيث تعرض جانبها الغربي لتأثيرات ذخيرة ناجمة عن هجوم بين 31 أكتوبر و3 نوفمبر 2024.
وأضاف: “بغض النظر عما إذا كانت هذه القوات تابعة للدعم السريع أو قوة دفاعية للجيش أو القوة المشتركة، فإن وجودها يشير إلى أن القاعدة الجوية تمثل قوة متجهة غربًا”.
وأوضح التقرير أن العديد من مقار السوق الكبير تعرضت لأضرار واضحة تتفق مع نيران المدفعية في تحليل صور الأقمار الصناعية، حيث يؤكد ذلك تقارير تشير إلى أن قصف الدعم السريع ألحق أضرارًا بالسوق في 3 نوفمبر الحالي.
وتابع: “يمكن رؤية المزيد من الأضرار المرتبطة بالصراع في السوق في صور الأقمار الصناعية التي اُلتقطت في الفترة من 8 إلى 10 نوفمبر الجاري، بما يتفق مع اشتباكات أطراف النزاع في المنطقة خلال تلك الفترة الزمنية”.
ويقع السوق الكبير على بعد كيلومتر واحد من مقر الفرقة السادسة مشاة.
وذكر التقرير أن القتال في المحور الجنوبي الشرقي تجاوز السواتر الترابية الدفاعية للجيش، فيما يظهر تأثير الذخيرة والأضرار الناجمة عن الصراع في مدرسة المزدوجة الابتدائية بنين الواقعة على بعد أقل من كيلومتر من مقر الفرقة السادسة مشاة.
وأفاد مختبر البحوث الإنسانية بأنه اعتمد في هذا التقرير على البيانات مفتوحة المصدر وبيانات الاستشعار عن بعد، بما في ذلك الأقمار الصناعية وبيانات المستشعرات الحرارية.
وقيّم الباحثون في المختبر بيانات المصادر المفتوحة لتحديد الحوادث والتحقق من توقيتها الزمني وموقعها الجغرافي وتأكيدها من مصادر مستقلة.