مقالات وآراء

فضيحة بالكربون !

 

مناظير
زهير السراج

• بينما يتحول السودان إلى (لا دولة) تسيطر عليها العصابات المسلحة والمليشيات التي تُدار من الخارج بالريموت كنترول وتتناسل كل يوم، ويعجز الجيش عن حماية المواطنين في الجزيرة المكلومة وغيرها من وحوش الجنجويد، يرتدي رئيس حكومة الامر الواقع في بورتسودان البدلة وربطة العنق ويسافر الى (الرياض) متقمصا دور رئيس الدولة السودانية للمشاركة في القمة الاسلامية العربية في الوقت الذي لا توجد فيه دولة سودانية ولا رئيس دولة ولا جيش يحمي المواطنين الذين لم يجدوا الفرصة او الامكانيات للهروب من جحيم الحرب المشتعلة منذ اكثر من عام ونصف بين وحوش شرسة للسيطرة على السلطة والمال ونهب خيرات البلاد، والمضحك في الأمر ان يدعو هذا الرئيس المزيف في (الرياض) لوقف الحرب على غزة ولبنان، ناسيا الحرب القذرة التي يشنها مع قائد عصابة الجنجويد على اهل السودان من اجل السلطة والمال الحرام!

• اقتداءا برئيسه المزيف، يتقمص نائب وزير الخارجية المزيف (حسين عوض الحاج) الذي كان وزيرا مزيفا قبل ان يُقال من منصبه ويُعيَّن نائبا للوزير المزيف الجديد بدون أن يشعر ولو بخدش بسيط في كرامته المهنية، شخصية نائب الوزير ويسافر الى روسيا للمشاركة في المنتدى الوزاري الروسي الأفريقي، حسب الدعوة الموجهة من الدولة المضيفة، ويطلب بلا حياء أو خجل الحماية من الدولة الروسية، كما فعل من قبل الرئيس المخلوع!

• تذكرون بالطبع الفضيحة المجلجلة للرئيس المخلوع الذي سافر الى روسيا في نوفمبر عام 2017 وإلتقى بالرئيس الروسي بمدينة “سوتشي” ليطلب منه في سابقة لم يشهدها العالم من قبل، الحماية من الولايات المتحدة الامريكية، قائلا أمام الكاميرات بلا حياء او خجل: ” نعتقد أن ما حصل في بلادنا من ازمات ومشاكل هو نتيجة السياسة الأميركية، واننا بحاجة للحماية من التصرفات العدائية الأميركية بما فيها منطقة البحر الأحمر، ونعتقد أن التدخل الأميركي في تلك المنطقة يمثل مشكلة أيضا، ونريد التباحث في هذا الموضوع مع روسيا من منظور استخدام القواعد العسكرية في البحر الأحمر” .. تخيلوا، رئيس دولة يبيع بلده وأرضه وكرامته للبقاء في السلطة بحجة ان امريكا تستهدفه، رغم أن أمريكا لم تكن مهمومة أو مشغولة به وإلا كان الآن حبيسا مدى الحياة بسبب الجرائم التي ارتكبها في دارفور، واعترف بها لاحقا أمام أجهزة الاعلام طالبا الغفران من الله.

• بعد أيام من تلك الفضيحة المدوية خرجت أجهزة الاعلام الروسية متحدثة عن اتفاق بين روسيا والسودان لاقامة قاعدة عسكرية روسية على شواطئ البحر الأحمر بالقرب من مدينة بورتسودان، وهو الإتفاق الذي اسقطته ثورة ديسمبر المجيدة وشهداؤها وثوارها البواسل باسقاطها للنظام البائد ورئيسه المخلوع، وتحاول الحكومة المزيفة في بورتسودان الآن إحياءه، بغرض الحصول على الحماية الروسية والبقاء في السلطة ومواصلة السرقة والنهب!

• نفس الفضيحة تتكرر الآن بالكربون في نفس الدولة (روسيا)، وفي نفس المدينة (سوتشي)، وفي نفس الشهر (نوفمبر)، ولنفس الغرض (البقاء في السلطة واستمرار النهب)، حيث يطلب نائب وزير الخارجية المزيف للحكومة المزيفة في بورتسودان بدون حياء أو خجل، في تصريح لوكالة “ريا نوفوستي الروسية” الحماية من الدولة الروسية، قائلا : “نأمل أن تستخدم روسيا نفوذها في مجلس الأمن حتى نتمكن من تجنب سطوة الدول الغربية التي تحاول ممارسة الكثير من الضغوط علينا، بما في ذلك العقوبات”، وهى حماية لا بد أن يكون لها مقابل بالطبع، حتى لو كانت الارض والسيادة السودانية التي اعلن وزير الخارجية المزيف الجديد في حوار مع “الجزيرة مباشر” عن استعدادهم لبيعها لكل من ترغب من القوى العظمى .. ولا عجب في ذلك، وكما يقول الشاعر: ” إذا كان ربُ البيتِ للدفِ ضارباً ** فشيمةُ أهلِ البيتِ كُلِهُم الرقصُ” !

[email protected]
الجريدة

 

‫4 تعليقات

  1. يا د.زهير كل ما كتبته معلوم و مكرر إلى مستوى أن أصبح كلام عبثى . لقد بادرت بمقترح لحل الازمة السودانية وقد تفاعل معه عدد مقدر من السودانيين وفعلا بدأ المقترح يتبلور بسرعة مزهلة وبدأ النقاش يتسع ويتعمق على نحو مبشر يسعد كل الذين ينظرون إلى ابعد من الازمة وينتظرون الحل. ولكن للأسف الشديد توقفت عن الدفع الايجابى لمقترحك وعدت إلى التحدث عن المشكلة مرة اخرى بدلا عن توفير جهدك وتوجيهه نحو حلها . الازمة الحالية لا تحتاج لتحليل وتوضيح واستقراء لأننا ببساطة نعيشها ثانية ثانية بكل تفاصيلها الحربية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولا أعتقد أن هناك من يستطيع أن يضيف لنا جديد، اطمنك يا د.زهير لم يتبق ما لا يعرفه الشعب السوداني عن هذه الازمة فالننتقل إلى بلورة حلها يا أخى د.زهير .ولك مني جزيل الشكر

  2. يسكبوا كرامتنا وماء وجوههم ويتنازلون عن كل شي ليجلسوا على كرسي في لا دولة يمرح فيها الجنجويد وملاى بالملشيات ولا ستطيع احد ان يأمن على نفسه واهله في داره…!!
    يرفضوا ان يتنازلوا قليلا للجلوس للتفاوض مع من هزمهم في الميادين وشعبهم مشرد يعاني كل شي، ويمكنهم ان سجدون ويتناذلوا عن كل الوطن وثرواته واهله للغريب من اجل بقائهم….!!
    هؤلاء هم من ابتلينا بهم.
    الله غالب.

  3. مع كرهي ومقتي للبشير وحاشيتة الغزرة وكل فلول الارض ومن شايعهم الا انه كان علي حق وان اخطاء التصرف…
    كل ما يحصل الان من راس الافعي ليس بايديهم مباشرة بل عن طريق اذرعهم الواصلة سواء داخليا او خارجيا…
    وبما انك لست لبيب ولا تفهم فعصي عليك فهم هكذا امور.
    السياسة فن لا يجيدة الساسة السودانيين والكتابة علم يجهلة المثقف السوداني.. الوطنية حق ينكرة السوداني علي وطنة بعدة طرق…
    لا لا لا ماهكذا تورد الابل ياهذا

    1. اى حق يا هذا تعطيه للكيزن زحيعهم الراقص لقد اطاحوا بحكومة شرعية منتحبة ولم يتعلموا فى ادارة الدولة سوى السرقة وسوء الاخلاق لقد ذكر اصحاب المصلحة من قبل لعلى عثمان وجه الشيطان بان عليهم كحكومة امر واقع ان يتذكروا دائما ان السودان يقع فى مساحة جغرافية تتقاطع بها مصالح محتلفة لم يعملوا بهذه النصيحة وابتدروا االارتماء بلا ثمن فى اححضان اطراف متصارعة وها السودان ثمار تلك المغامرة. الكيزان لم يتطوروا فى فهمهم لوظائف الدولة واغراضها بجانب ادارتها وتوجيه دفة امورها كانوا يعبثون بالدولة محتفين بانهم سيسلموها لعيسى وها هم يسلمونخا اليوم لحمداندقلو الذى صنعوه بايديهم فالتاريخ يذكرنا ان الذى يخلق قوة توازيه ستنقض عليه فى النهاية وبالضبط هو ما يح\ث للاعبى اليرك مع الاسود الكواسر اذ ينتهى بهم الامر ان تقضمهم هذه الكواسر على مساح السيرك وبعد كل هذا نجد من يترحم على ايام الخليع المخلوع الراقص الذى يوجد فى خزانة بيته لا بنك السودان مبالغ بعشات الملايين من العملات الاجنبية وبلاده المرزوءة بحكمه تحتاج لبعض من تلك العملات لاصلاح مصافيه ومنشاته االحرى ويزعم فى النهاية انها هدية من امير سعودى ماهذه المهزلة والوضاعة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..