يوسف السندي
يجب التركيز على ان العالم الحديث اصبح يهتم بالسلام فعلا ، لأنه مربح ، وغير مهتم بالحرب لانها مكلفة وغير مجدية ، لم تعد الحرب وسيلة مربحة الا في عقول المتطرفين والمهووسين كنتنياهو والبرهان وبوتين.
لذلك لم يعد النقاش عالميا يدور حول الرغبة في الحرب من عدمها ، لم تعد هناك رغبة في الحرب من الجميع ، وانما أصبح النقاش يدور حول معالجة التحديات التي تقود الى الحروب ، وحل الاشكاليات التي تهدد احلال السلام الدائم في مناطق النزاعات.
البرهان وجماعته يحاولون ان يسوقوا استمرار الحرب للعالم ، هم في الحقيقة يحاولون ان يقدموا للعالم بضاعة لم يعد يرغب فيها ، لا يمكنك أن تشتري بضاعة لا ترغب فيها مهما كانت مبررات صاحب البضاعة ، بينما تنسيقية تقدم تتميز عن هذا الرهط بأنها تقدم للعالم البضاعة التي يرغب فيها : السلام.
في العالم القديم كانت الحرب مربحة ، ان تغزو بلاد اخرى وتتوسع فيها لتصنع امبراطورية ضخمة ، وتستولي على المواد الخام والعبيد وطرق التجارة البرية والبحرية ، كانت تجارة مربحة رغم الخسائر المتمثلة في تجهيز الجيوش الضخمة وعبء إدارة امبراطورية مترامية الاطراف.
لكن في العالم الحديث ، لم تعد هناك حاجة للغزو ، بل أصبح الغزو نفسه مرفوضا من الجميع موضوعيا وبالكامل ، ومنذ الحرب العالمية الثانية لم تسجل حالات كثيرة لغزو دولة لأخرى ، عكس الذي كان يحدث في الماضي حين كان الغزو هو القاعدة والسلام بين الجيران هو النشاذ.
انتهت العبودية ولم يعد مقبولا تسيير الحملات العسكرية لاستجلاب العبيد للعمل في مزارع امريكا او مناجم اوربا واسيا ، كما لم تعد المواد الخام ذات قيمة تستحق تجريد الحملات العسكرية وقتل المواطنين ، اذ صارت شركة مثل قوقل او مايكروسوفت ، منتجة في العقل الإنساني فقط وموجودة داخله ، تربح في اليوم الواحد أكثر ما تربحه حملة عسكرية من العبيد والمواد الخام في سنة ، لم يعد الامر مجديا ، ولا يستحق العناء ، في ظل وجود عالم جديد مختلف تماما عن العالم القديم.
لا يمكنك في العصر الحالي ان توقف التعليم لكي تفسح المجال للحرب ، انت بهذه الطريقة تعود القهقرى للعصور المظلمة ، تستبدل المعرفة بالجهل ، والسلام بالحرب ، وهذه خسارة لا يمكن تعويضها في المستقبل القريب ، وجريمة لا يرتكبها الا المختلين عقليا.
قد يتردد العالم في فرض السلام عسكريا في السودان ، خوفا من اندلاع حرب جديدة وتوسيع نطاق الحرب ، لكنه بالتأكيد لا يدعم استمرار الحرب ، بل لا يرى مبررا اصلا لاستمرارها ، لكنه في الفترة المقبلة اذا لم يجد استجابة للسلام سوف يتدخل ، سوف يتدخل لان الحرب لم تعد تجذب احدا ، وأصبح السلام شرطا لاستقرار الارض وزيادة الأرباح للجميع.
بالله ؟؟
طالما هناك أطماع و ظلم و اختلافات فلن تتوقف الحروب
رأيك شنو في حرب اوكرانيا او غزة
الكاتب يتحدث ويعقد مقارنة بين الحروب زمان وحاليا وفعلا العالم يتجه نحو السلام والتنمية واستغلال الفرص الاقتصادية الا افريقية المريضة بالحروبات والديكتاتوريات والفساد وحتي افريقيا اتجهت معظم دولها الي التنمية والحكم الرشيد وخير مثال لذلك كينيا وتنزانيا وساحل العاج وغانا وبتسوانا والراس الاخضر وجنوب افريقيا ونامبييا وانغولا ولببيريا وغامبيا وغيرها ومعظم هذه الدول عانت لفترات طويلة من الحروبات وسفك الدماء لكنها مؤخرا اتجهت الي التداول السلمي للسلطة والتنمية باستثناء الدول التي تقع علي الحزام الصحراوي وشبه الصحراوي او ما يسمي قديما بالسودان الفرنسي والسودان الانجليزي وهي دول السودان وتشاد وافريقيا الوسطي والنيجر ومالي واريتريا وبوركينا فاسو وغينيا والملاجظ ان هذه الدول بها موارد معدنية هائلة وشعوبها تعاني من الفقر والجهل والمرض والحروبات والانقلابات العسكرية وتلاحظ بؤس مدنها وشوارعها وانسانها اما اذا تحدثنا عن غزة فهذه حرب مرتبطة بالاديان والاماكن المقدسة ….