ما دلالات عسكرة القبائل في حرب السودان؟
تشهد مناطق عدة في السودان حملات استنفار واستنهاض قبلي تقوم بها إدارات قبلية وأهلية من أجل تعبئة أفراد قبائلها ودفعهم إلى جبهات القتال في البلاد بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” منذ منتصف أبريل (نيسان) عام 2023، إذ أظهرت مقاطع فيديو مصورة لقاءات ومخاطبات تتم بين عمد ونظّار وعسكريين وتجمعات قبلية تحثها على حمل السلاح والقتال.
فإلى أي مدى يرى المراقبون هذه الخطوة وانعكاساتها على مجريات الحرب وما بعدها؟ وما تشكله من تهديد أمني على بنية ومستقبل الدولة السودانية ومسألة التعايش والانسجام القبلي في كيان جامع وواحد؟.
تفكيك الدولة
في السياق، قال المتحدث الرسمي السابق باسم الجيش السوداني الفريق أول ركن محمد بشير سليمان “على رغم محاولات كثير من الجهات، بخاصة قوات ’الدعم السريع‘ في إنكار أن الحرب الدائرة الآن في السودان تهدف إلى تحقيق الحرية والديمقراطية وأنها حرب لتصحيح مخرجات الاستقلال الوطني عام 1956 وحرب ضد فلول النظام السابق، فإن كل ذلك يمثل فرية كبرى، إذ إن الحقيقة تقول إنها حرب قبلية عنصرية، بل حرب إبادة تدعمها حواضن ’الدعم السريع‘ وتقف معها لإفراغ البلاد من مكوناتها السكانية، وأن تحل مكانها، استيطاناً، القبائل التي تتكون منها تلك القوات المتمردة، والدليل على ذلك استيلاء أفرادها على منازل المواطنين في ولاية الخرطوم، وما تمّ من إبادة قبائل أفريقية بعينها في ولاية غرب دارفور هدفه الاستيطان في المنطقة من دون وجود أي أثر لقبائل غيرها، وهو ما يجري الآن من محاولة السيطرة على مدينة الفاشر”.
وأضاف سليمان أن “دعوات الاستنفار التي تقوم بها حواضن ’الدعم السريع‘ هي ذات طابع قبلي وعنصري يهدف إلى إقصاء القبائل الأفريقية من إقليم دارفور، ويتزامن مع الفعل ذاته الذي تقوم به في ولاية الجزيرة، حيث تضج وسائل التواصل الاجتماعي بالدعوات العنصرية والقبلية التي تطلقها الإدارات الأهلية المناصرة لتلك الميليشيات والتي تسببت نتائجها في ارتكاب أفظع الجرائم، مما رفع درجة الاستنفار القبلي للدفاع عن الذات والوطن ليس في ولاية الجزيرة فحسب، بل في كل أنحاء السودان”. وقال “لا شك في أن القبائل السودانية ليس لها من مخرج آمن من ممارسات ’الدعم السريع‘ الفظة واللاإنسانية أو ملجأ تتقي به الكوارث وممارسات تلك الميليشيات سوى الاستنفار الشامل وتسليح مكوناتها القبلية، بل التنسيق مع بعضها بعضاً، دفاعاً عن كيانها القبلي ضد قوات ’الدعم السريع‘”.
وختم سليمان أنه “في تقديري، لا بد من التعاضد القبلي دفاعاً عن الوطن والحفاظ على وحدته وكيانه من الزوال، والدليل على ذلك وقوف المكون القبلي السوداني المستهدف من قوات ’الدعم السريع‘ وحواضنه مع القوات المسلحة السودانية عبر الاستنفار والمقاومة الشعبية دفاعاً عن الوطن وبقائه”.
شهوة السلطة
وأوضح الأمين السياسي في حزب “المؤتمر الشعبي” كمال عمر عبدالسلام من جانبه أن “الاستقطاب القبلي من قبل طرفي النزاع هو أخطر مهدد لوحدة البلاد، فالبلاد لم تعرف طوال تاريخها عوامل تماسك دستوري وسياسي، وظلت مضطربة تعاني هذا الخلل، ومن المعروف أن قضية التهميش تُعدّ قضية محورية قادت إلى التمرد في بعض الأقاليم، بخاصة الجنوب الذي انفصل بسبب المطالب السياسية التي عولجت بالبندقية، ثم تمردت بعد ذلك حركات دارفور متعللة بمطالب سياسية، لكن كل ذلك والقبيلة بعيدة من الباعث المحرك، لذلك من المؤسف أن يسعى طرفا الصراع الحالي إلى الزج بالقبيلة في هذه الحرب، مما يجعل منها حرباً أهلية طاحنة تغذيها خطابات الكراهية ويؤدي إلى إطالتها وتقسيم السودان إلى دويلات”، وتابع أن “دعوة استنهاض واستنفار القبيلة من طرفي الحرب المقصود منها أن من يحسم هذا الصراع لمصلحته سيحكم السودان وفق برنامجه، وهو أمر ينافي الواقع، فكلا الطرفين ليس لديهما برنامج سياسي واضح المعالم للحكم، بل لديهما شهوة السلطة في وقت يتجه العالم كله نحو التطور”.
وأضاف عبدالسلام أنه “في تقديري، من الممكن أن يصادف هذه الدعوة قبول من بعض القبائل بدوافع شتى منها السلطة والغنائم واستباحة أعراض الناس وأموالهم، وهو في نهاية المطاف أمر ليس سهلاً ولن يمر مرور الكرام، فالطرفان يتجاهلان مآلات هذا الأمر، والعالم أصبح عبارة عن قرية، فضلاً عن المساءلة التي ستتم بعد انتهاء الحرب بحق الدماء التي أريقت والدمار الذي لحق بالبلاد بسبب رعونة الطرفين”، داعياً قبائل السودان إلى عدم التورط في هذه الحرب.
نتائج كارثية
في السياق، أشار المتحدث باسم تحالف القوى المدنية لشرق السودان صالح عمار إلى أن “ما يحدث من تجييش للقبائل ليس عملاً عفوياً أو وليد مجريات الأحداث، بل هو عمل منظم ومتعمد من جهات معروفة ومعلومة لخلق حال الحرب الأهلية كما هو الواقع، فهي حرب بين جنرالات وحرب بين جيوش، الغرض منها أن تتحول إلى حروب بين القبائل، على أن يتسع مداها مما يفتح الباب أمام تفكيك السودان”، ونوّه إلى أن “هناك جهات داخلية تجد اً خارجياً أصابها اليأس في أن تحكم السودان موحداً، بالتالي أصبحت خطتها الآن العمل على زعزعة استقرار البلاد ووحدته والاتجاه إلى تفكيكه وتقسيمه بأي وسيلة كانت، فهي جريمة ضد حاضر ومستقبل الشعب السوداني وأجياله المقبلة”، وتابع “صحيح يجب أن نقرّ بالحق في الدفاع عن النفس، لكن ما يجري ليس كذلك، فما نشهده هو توزيع للسلاح وعسكرة ستقود إلى توسيع رقعة الحرب، كما لا يضمن، لأي طرف، الانتصار”.
ولفت المتحدث باسم تحالف القوى المدنية لشرق السودان إلى أنه “يمكن أن تكون هناك استجابة لدعوات العسكرة وإنشاء الميليشيات القبلية، لكنها ستكون تحت ضغط الانتهاكات وحال الخوف وعدم الإحساس بالأمان وفقدان الأمل للشباب والمجتمعات، وبلا شك ستكون النتائج في هذه الحالة.
اندبندنت عربية
لهم
مصالح
كلا
مع
مصالحهم
نحن
مصلحتنا
مع
من
التحية والتجله للسيد محمد حمدان زلقو محرر الهامش والعبيد من الجلابه و من دولة 56 الجائره الظالمه ومن الفلول واكل التسالي و الفول
جريمة كيزانية بشعة زي جريمة القضاء على الجيش الفيه حبة وطنية وتكوين الجنجويد وزي فصل الجنوب وحروبات الهامش وهي امتداد لاشعال الحروب التي لم تقف منز وصول الهالك الترابي الي الحكم وحتى تاريخة.
أنهم يريدون تحويل الحرب الي حرب الكل ضد الكل لينجوا من جرائمهم التي لاعد ولا حصر لها وكلها قتل وتدمير وخيانه الوطن وأهله