الريادة السعودية – مسار دبلوماسي جديد في ظل غياب الدور المصري وتحولات العمل العربي
زهير عثمان حمد
تعيش السعودية اليوم مرحلة تحول نوعي في سياساتها الدبلوماسية التي أضحت أكثر حيوية وفاعلية ، مسطرة مسارًا جديدًا نحو الريادة العربية وسط التحديات التي تعيشها المنطقة. في ظل غياب واضح للدور المصري ، الذي انشغلت قيادته بمشاكل داخلية معقدة وسط سطوة متنامية للتيار الشعبوي ، نجحت السعودية ، بقيادة شابة وتخطيط محكم ، في أن تتبوأ موقعًا قياديًا إقليميًا مميزًا ، مرتكزة على رؤية 2030م التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، والتي لا تستهدف فقط التحول الداخلي بل تعيد أيضًا تشكيل دور المملكة في الخارطة الدولية.
الدبلوماسية السعودية : استراتيجية تعتمد التوازن والتأثير
تحول السعودية إلى قوة إقليمية دبلوماسية فاعلة لم يكن مجرد نتيجة للتخطيط الاقتصادي فحسب ، بل اعتمدت المملكة مسارًا متوازنًا في سياستها الخارجية ، ما جعلها شريكًا يعتمد عليه في القضايا الإقليمية والدولية. ففي إطار الأزمات السياسية المتعددة التي تمر بها المنطقة، برزت المملكة كلاعبٍ رئيسي في ملفات مثل الأزمة اليمنية ، وإعادة بناء العلاقات مع إيران، والمساهمة في دعم استقرار دول مثل السودان ، بينما تظل حاضرة في القضايا الاقتصادية الكبرى التي تمس عمق الأمن القومي العربي. ويعدّ هذا التوازن محوريًا ؛ حيث استطاعت المملكة بمرونتها واستراتيجيتها الجديدة بناء شبكة علاقات متينة مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة ، روسيا ، والصين ، وهي دول تختلف سياساتها في المنطقة.
القيادة الشابة والتخطيط المستقبلي
تأتي هذه التحركات ضمن مشروع المملكة الطموح ، الذي يسعى إلى تحقيق الازدهار الداخلي والاستقرار الإقليمي من خلال رؤية 2030م . ركزت هذه الرؤية على تعزيز القدرات الذاتية للمملكة ، لكنها لم تهمل الدور القيادي العربي الذي استعاد زخمًا جديدًا بقيادة شابة متمثلة في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، الذي قاد حملة تغييرات غير مسبوقة في المملكة وأعاد هيكلة السياسة الداخلية والخارجية بما يتماشى مع طموحات الدولة المستقبلية. ولعلّ من أبرز إنجازات الدبلوماسية السعودية هو النجاح في فتح قنوات الحوار الإقليمي التي كانت مغلقة أو معطّلة لسنوات ، مثل تحسين العلاقات مع إيران. حيث أظهر هذا التحول قدرة المملكة على التفاوض وإحداث توازن استراتيجي بين مصالحها الوطنية ومصالح شركائها الإقليميين.
الطريق إلى الريادة العربية وسط التحولات
تواجه المنطقة العربية تحديات عدة في ملفات محورية مثل الأمن ، الطاقة، وقضايا التغير المناخي. ومع انشغال القوى العربية التقليدية مثل مصر بقضاياها الداخلية وتراجع دورها كقائد للعالم العربي ، صارت السعودية حريصة على تبني دور ريادي جديد ، يظهر في مبادراتها السياسية والاقتصادية وفي التكتلات التي تحاول إنشاءها. وقد برزت جهود المملكة لتعزيز العمل العربي المشترك من خلال قمة جدة 2023م ، التي أظهرت التزامًا سعوديًا واضحًا نحو تفعيل العمل العربي المشترك وتشكيل تحالفات عربية جديدة مبنية على التعاون وتوحيد الجهود.
ورغم أن التحولات الإقليمية قد شهدت تصاعدًا لتيارات شعبوية أثّرت على الاستقرار الداخلي في بعض الدول العربية ، أثبتت السعودية أنها تمتلك رؤية واضحة وقيادة واعية تستطيع أن تبني دورًا مركزيًا يعيد تعريف العمل العربي من منظور استراتيجي شامل. يترافق هذا مع جهود المملكة لإعادة بناء علاقاتها الدبلوماسية مع دول الشرق الأوسط وإفريقيا ، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتبادل التجاري ، ما يعزز من مكانتها كقوة إقليمية اقتصادية وسياسية.
الرؤية المستقبلية وأفق القيادة السعودية
استمرار السعودية في مسارها الريادي سيعتمد على توسيع شبكة العلاقات الدولية ودعم الإصلاحات الداخلية التي ستعزز من استقرارها وقدرتها على مواصلة مشاريعها التنموية الكبرى. وبالنظر إلى المستقبل ، تُعد هذه المرحلة خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار العربي ، حيث تسعى المملكة إلى تحويل التحديات التي تواجهها المنطقة إلى فرص تعاون مشترك ، وهو توجه يشير إلى دور ريادي جديد يأخذ في الاعتبار تحديات القرن الواحد والعشرين ، ويضع مصلحة الدول العربية في قلب التحركات السعودية.
وأقول إن النهج الدبلوماسي السعودي اليوم يشكّل نموذجًا للتحول الذكي والقيادة الرشيدة في منطقة تموج بالصراعات ، ويبشر بدور فعّال للمملكة على الساحة العربية والدولي .
الحبوب، زهير عثمان حمد.
مساكم الله بالعافية التامة، مقال عددت فيه محاسن السعودية ونهضتها الجديدة نحو آفاق اوسع وارحب بعد سنوات طويلة من ظلام دامس غيم علي كل علي حياة الشعب والدولة.
الشيء الغريب والمثير في علاقة السودان بالمملكة من عام ١٩٦٥ الي اليوم- اي قبل ٦٨ عام-، أن الملوك فيها لم يقربوا السودان ولا رغبوا في زياتها، ولا عتب ملك حكم البلاد باب مطار الخرطوم، المرة الوحيدة التي اضطر فيها الملك الراحل/ فيصل عام ١٩٦٧ زيارة كانت بسبب انعقاد مؤتمر القمة العربية لنصرة الدول التي تعرضت للخسائر بعد حرب يونيو- حزيران، جاء الملك فيصل للمشاركة مع رؤساء الاخرين ولو هذا المؤتمر لما جاء اصلا للبلاد.
***- الرئيس الراحل/ جعفر النميري زار المللكة مرات كثيرة، ووجه دعوات للرؤساء الذين حكموا الممكة، ولم يجب اي استجابة!!
***- الرئيس المخلوع زار المملكة اكثر من ٢٥ مرة ما بين زيارات خاصة ورسمة او لاداء مراسم الحج والعمرة.
***- بعد نجاح الاطاحة بالنظام السابق عام ٢٠١٩ ، قام “حميدتي” بعد اربعة ايام من انضمامه للمجلس العسكري الانتقالي زيارة المللكة وعاد منها بمبلغ (ثلاثة مليارات دولار!!)، مقابل الموافقة علي بقاء الكتيبة السودانية في اليمن!!
نعم، هناك غموض شديييييييد في علاقة المملكة مع السودان، غموض عمره (٦٨) عام ومازال مستمرا!!
مقال قديم من مكتبتي بصحيفة “الراكوبة”:
للمرة الألف اسال: لماذا عمر البشير الي السعودية وليس الملك
للخرطوم؟!!
https://www.alrakoba.net/3066501/%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%81-%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D9%84-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A7/
الرياضة
المصرية
أفضل
لنا
مصر
اوءتنا
فقط
مزيل
سوء
الفهم
ان
كان
هدفي
المال
لجمعته
ونتفق
اننا
كلنا
ك
من المعلوم ان السعودية حذرة جدا فى علاقاتها و لا تتسرع فى اصدار مواقف متعجلة فى القضايا تطرق المنطقة ولديها سوابق تاريخية مع السودان فمثلا الطائرة التى اختفت فى الاجواء الاقليمية بعد تزودها بالوقود فى مطار جده عام 1971م وكانت تحمل تعزيزات سياسية ومقدرات عسكرية لدعم انقلاب عاشم العطا الذى ىقف وراءه الشيوعيون السودانيون. لم يجر اى تحقيق لمعرفة سبب اختفاء تلك الطائرة ولم يصدر شيوعيو السودان بيانا لتوضيح الامر أم السودان فلم يهتم النظام فيه باختفاء طائرة بركابها فى بالقرب من اجوائها ولعل اسر الضحايا لازالت تتساءل عما حدث للطائرة المنكوبة. لا شك فى ان السعودية لاعب مهم فى الساحة الدولية والاقليمية فهى تمتلك اكبر احتياطى مكتشف للطاقة اليوم بعد فنزويلا وروسيا فضلا عن انها قبلة لمليارات المسلمين حول العالم كما موقعها الجغرافى المتميز يجعلها فى قلب العالم فهى البلد الوحيد الذى يتوسد الخليج ويمتد الى البحر الاحمر فالسعودية ارادت ان تلحق بهاتين الميزتين ميزة اخرى وهى دور الوسيط فى الازمات التى تعصف بالمنطقة ولديها كل المقومات فمثلا اتفاق الطائف بين االطراف اللبنتنية ماكن ان ينجز لولا المالالسعودى الذى التزم باعادة اعمار لبنان وهى مصر ذاتها ماكان لها ان تستقر لولا المال الخليجى. معروف ان حركة التاريخ لا تتوقف عن\ نقطة بعينها فمصؤ جمال عبد الناصر عندما ساد العداء بين القاهرة والرياض لم يكن سبب ذلك سوى انعكاس لصراع القوى الكبرى فالذين كانوا يطلقون مصطلح الرجعية على السعودية فقد اكدت الشواهد ان السعودية اكثر تقدمية ووعيا ممن اسموا انفسهم بالتقدميين العرب بل صاروا منبيتن لا قطعوا ارضا ولا ظهرا ابقواز لابد للسعودية ان تستفيد من مصادر قوتها لان المتغيرات لا تفتا تسود المنطقة والعالم وهى قطعا مؤهلة لذلك. فاقتصادها النامى وشعبها الذى تطور بسرعة مذهلة وصار على مقعد الريادة