جمر المودة الفى البيوت
عوض النقر بابكر محمد
سوف يكتب الكثيرون عن هاشم صديق تغمده الله برحمته وادخله الفردوس الاعلى من الجنان ولكن عن اى هاشم يتحدثون هذه دوحة وارفة الظلال ولن تعرف اى موضع من ظلها تختار ؟ نتحدث عن هاشم الاذاعى ام عن المسرحى ام ننسى كل شىء ونذوب فى ايقاع الحانه التى شكلت الوجدان السودانى ردحا طويلا ولا تزال.التقيت هاشم صديق مرة واحدة ولاول مرة يتطابق الانطباع لدى والواقع هو ذات السودانى البسيط عن وعى والمتواضع حتى الثمالة يتغذى من نبع ثقة بالنفس لا حدود لها تلمح فى عينيه ذلك الاستعداد للمواجهة فى اى زمن كان كيف لا وهو ابن الثامنة عشر حين هتف
… وطنى نحنا سيوف امجادك … ونحنا مواكب تفدى ترابك ..
ثم وقف فى وجه الديكتاتورية الغاشمة.
لما يطل في فجرنا ظالم
نحمي شعار الثورة نقاوم
ونبقى صفوف تمتد وتهتف
لما يعود الفجر الحالم
لكن اكتوبر لم تداوى جراح الشعب الصابر وعادت العجلة الى ايقاعها القديم وظهرت فى الساحة الف افعى تشرب الرحيق فحلق طائر الصدى عاليا ينتظر اوان الاخذ بحقوق البسطاء والمهمشين ومازال. لماذا يرحل المبدعون عنا الواحد تلو الآخر فى هذا الفصل الاسود من تاريخنا المجيد؟ دون ان يلتحفوا لحدا من ثرى الوطن ,الذى التحموا به عشقا وفنا حتى النهاية .هذه مشيئة القدير الذى لا راد لقضائه جلا وعلا.
. يشتد لهيب شمس ام درمان تتخلله زخات من المطر لتنتشر تلك الروائح التى لا تفسير لها تجمع بين الامل والياس الحياة والموت الغربة والعودة للوطن ….
يا جنا فى بعادنا عن ارض الحنان الليلة مرت كم سنة
.ياريت نعود للدار سراع ونرتاح تحت شتل الهنا …
لكن المقاتل لا يلقى عن كاهله ابدا اعباء النضال مترفعا عن كل الاذى والجراح محتضنا راية نبتة حبيبتى يبحث عن كل سر فيها ….
حاجه فيك
تقطع نفس خيل القصائد
تشده اجراس المعابد
توهتني .. تعبتني .. جننتني
جننت حرف الكلام
وبعد سحابة ياس عابر يعود للطريق الطويل
حاجه فيـك لا بتنتـــدئ
لا بتنتــــهي
خلتني ارجع للقلم
واتحدي بالحرف الالم
واضحك مع الزمن العريض
وانسف متاريس الطريق
واعرف متين ابقي المطر
وافهم متين اصبــــح حـريق
قد لا تتطابق الرؤية الشخصية مع المبدع دوما ولكننا لا نختلف ابدا فى العشق حين يتغنى بحروف اسمها
حروف أسمك . . جمال الفال . . وراحة البال
وهجعة زول بعد ترحال . . وتنية حلوة للشبال
دنيتنا ومشاويرنا . . وغنواتنا الما . . بتتقال
يقول الطيب صالح على لسان الشيخ نصر الله ود حبيب مخاطبا بلال حوار الشيخ (يا بلال ان دروب الوصول متل الصعود فى مسالك الجبال الوعرة مشيئة الحق غامضة). واخوان اليسار ماهم بخلان الوفا يهابون الخروج من الاطار كل الخوف وتلك هى معضلة الابداع والايدلوجيا وهى قصة اخرى ربما نعود لها . لكن المبدع يحلق بسحر ابداعه متخطيا كل المتاريس والحواجز حتى يقف عند باب الخروج قائلا
لم تعد في الكوب قطرة
أيقظ بيأسك
هذه الروح
التي ملَت تخاريفَ البطولةْ.
الآن تخرجُ ضامراً ومجّرحاً
ومقطّعاً إرباً
وبين المعركة والاخرى يعود لمحراب الحب الخالد
ومرة جالن .. الف خاطر بى عيون عقلى المساهر
فجأة … عينيــــــك الحبيبة قالوا سارح وين مسافر
عشت قولن .. شيل وصفقة وقولت بس يا ريتنى ابقى
همسة … فى حلم الاميرة او سبايب فى الضفــــيرة
الاسمر بلون طمى النيل هاشم عاش كل ثانية من عمره يتغنى بالشعب الابى الصابر يجتر حسراته ويرى بعينيه كيف تموت الامانى وتوؤد الاحلام بين عشية وضحاها منذ اكتوبر
قسماً قسماً يا أكتوبر
نحمي شعارك نجني ثمارك
ونرفع راية الثورة الغالية
عاليه ترفرف فوق السارية
والى انتفاضة ابريل وحتى ثورة ديسمبر ثم لم يعد فى الجسد موضع ليس به طعنة غدر كان آخرها هو حمله مريضا على عربة يجرها حصان حيث كان الموقف حديث العالم فى اسى لامثيل له. لتاتى النهاية بعيدا عن الوطن الذى عاش لاجله
كان نفسي
في حُضنك أموت
قبال يموت
جمر المودة
الفي البيوت
وأرحل وأفوت
في البحر
أصبِح وأبيت
ليتغمدك الله بواسع رحمته فقد اعطيت بلا كلل اما نحن فالحال لم يتغير كما انشدت منذ زمن بعيد
قطر ماش
وعم الزين وكيل صنفور
وزي ما الدنيا سكة طويلة
مرة تعدي مرة تهدي تدور
عم الزين محكر في قطار الهم
يغرب يوم يشرق يوم
شهور ودهور
وهذا ما يحدث حين يموت جمر المودة فى البيوت وينتهى احترام الآخر كما هو , ثم تغشى العيون غلالة من الكره والحقد ويطل عهد الفرقة والنزاع ليسيل الدم فى ارض الوادى ولكن لاى غاية هذه المرة!!! .
رحم الله هاشم صديق لك التقدير
لماذا يرحل المبدعون عنا الواحد تلو الآخر فى هذا الفصل الاسود من تاريخنا المجيد؟
لقد سحرتني يا رجل بعميق تعبيرك وأريج كلماتك وعمق دوزنتها..صغت ما في نفسي بكل سلاسة واعنتني علي جهد الحروف ..
حفظ الله من تبقي مبدعي بلادي لسان و عي الشعب واحلامه ..عسي نلتقيهم يوما تحت شجرة وطن وارف الظلال.. يصبوا لنا الرحيق ويكسوا الخضرة ج
سفوح التلال .. حتما نلتقي جنوبا وشرقا غربا او شمال ..
شكرا وارفا لانيق د . عوض النقر
الاخ النقر
كم انته صادق حتى عند الاختلاف
شكرا
أعبر لك عن خالص شكري وتقديري لمقالك الرائع في حق المرحوم هاشم الشاعر والاديب والاذاعى . لقد استمتعت جدًا بقراءة كلماتك التي أظهرت عمق تقديرك واحترامك وإعجابك بالشاعر والاديب هاشم.
أسلوبك المميز في التعبير وصدق مشاعرك أضفى على المقال جمالًا خاصًا، وجعلني أشعر بمدى تقديرك للمرحوم والشخصيات الأدبية السودانيه التى اعطت لهذا الوطن الكثير والكثير . شكراً لك على هذا العمل الرائع الذي يعكس رقي فكرك وقلمك المبدع. ولقد افتقد السودان شاعر فذ قل أن تجود به الدنيا ,ولكن هى ارادة الله ربنا يرحمه ويجعل الجنه مثواه وانا لفراقه لمحزونون
أتطلع لقراءة المزيد من كتاباتك المميزة.
مع خالص التحية،
[اسمك]
—
إذا كنت ترغب في تعديل أي جزء، لا تتردد في إخباري!
أعبر لك عن خالص شكري وتقديري لمقالك الرائع في حق المرحوم هاشم الشاعر والاديب والاذاعى . لقد استمتعت جدًا بقراءة كلماتك التي أظهرت عمق تقديرك واحترامك وإعجابك بالشاعر والاديب هاشم.
أسلوبك المميز في التعبير وصدق مشاعرك أضفى على المقال جمالًا خاصًا، وجعلني أشعر بمدى تقديرك للمرحوم والشخصيات الأدبية السودانيه التى اعطت لهذا الوطن الكثير والكثير . شكراً لك على هذا العمل الرائع الذي يعكس رقي فكرك وقلمك المبدع. ولقد افتقد السودان شاعر فذ قل أن تجود به الدنيا ,ولكن هى ارادة الله ربنا يرحمه ويجعل الجنه مثواه وانا لله وانا اليه راجعون.
الرائع دكتور عوض
الكتابة هى مرآة الروح وهى تعكس جيوش الخاطر على دروبنا الشائكة لدرء الأذى عن نفوسنا فتندلق الأحرف فى مجرى أحداثنا المتواترة لنحلم بالاخضرار في زمن الجفاف السرد الجميل في سيرة الرجل النبيل هاشم صديق رجل بحجم قاره ولمثل هاشم تنكس الاعلام ويعلن الحداد فهاشم الانسان وهاشم الشاعر وهاشم الاذاعي وهاشم المسرحي وهاشم للثوري فلكل هاشم نحتاج الي مجلدات لتوثيق مسيرة الرجل المعطون بالإبداع والمسكون بحب وطن خرج منه محمولاً بعربه كارو وما زال يعشقه حتى اخر انفاسه اللهم ارحم عبدك هاشم واغفر له واجعله في عليين .
يا أمة ..
فرسانك تموت
مغدورة .. دايمًا من قفا
يا أمّة .. تقّابة .. وفا
وخانة مشاعر مرهفة
يا مدن شوارعه تستعيض
بي أغنياتو عن النضال
ضد الظروف المجحفة
حبيت المقال ولكن عجبتنى اكثر نقطة واحدة لكن اخوان اليسار ما هم بخلان الوفاء اليس كذلك يا ديناصوات الحزب الشيوعى المهرىء