أحزابنا لا تعمل من أجل الوطن بل من أجل الحزب ولك الله يا سودان

أبية الريح
نلتقي اليوم بفنانة متفردة ، أيقونة السخرية الراقية ، التي تتماهى روحها مع التفاصيل الدقيقة لتصوغ منها لحظات لا تُنسى ، بعمق يوازي خفة الظل. هي ليست مجرد ممثلة ، بل ظاهرة تمزج بين العبثية والحكمة ، تقدم السخرية بذكاء نادر وشغف آسر. بصفتي صحفية ومُحبة لفنها ، يشرفني أن أتحاور معها ، وأن نستكشف معًا زوايا جديدة من شخصيتها الساحرة.
مرحبا أميرة مدني
حوار : أبية الريح
*. أميرة ما هي اللحظة التي شعرتِ فيها بأنكِ وصلتِ إلى ذروة نضجكِ التمثيلي؟ وهل تعتبرين أن هذا الشعور متجدد مع كل تجربة جديدة؟ .
-لم اصل لذروة نضجي في التمثيل ، ولكن قد احس اني اديت دور ما باجادة تامه ولكن دائما الممثل يتعلم من كل تجربة .. أنها دورة الحياة وتقلباتها .فكل دور وله نكهته.
*. إن كانت لكِ فرصة التعاون مع فنان أو شخصية من خارج الوسط الفني لتقديم عمل ساخر ، من سيكون ، ولماذا؟
-في السنوات الاربع الاخيره قد علي تواصل دائم مع الاستاذ الفاتح جبرا ربي يرحمه ، وكنت نتكلم كثيرا عن البلد والفن .. وكان فعلا ساخر سبيل يضحكني كثيرا وهو يلقي نكته بكل هدوء وتلقائيه .. وكنت كتب لي كثيرا من الفديوهات وبعضها من افكاره .. تمنيت ان اجعله يمثل معي في عوده الروح للوطن .. ولكن غادرت روحه وفي قلبه حزن عميق اللهم ارحمه رحمة واسعه.
*.هل لديكِ طقوس خاصة قبل أداء دور ساخر؟
-طقوس ما قبل اداء اي دور هي التركيز فقط وتقمص الشخصية .اتكلم هنا عن المسرح الذي اعشقه .. اما فديوهات السوشايل ميديا هذه هنالك الكثير من الحِيّل التي تساهم في سلاسة العمل عكس المسرح ، رغم الأرهاق والبروفات والحفظ ولكنه يبقى أبو الفنون.
*في رأيك كيف وهل تؤثر الحرب على الروابط الاجتماعية بين الناس في المجتمع السوداني؟
-لم نكن ندر بأننا بهذا القبح .. وقد أقول حزنا .. شكرا للحرب التي كشفت ان 95% من الشعب السوداني يتاجر بالأزمات .. لا اريد ان استرسل في هذا وجميعنا يعلم ماحدث من رفع سعر الايجارات وقد نشرت عن نفسي فيديو اتندر واتحسر فيه عن هذا !!! اما ال 5% التي تركتها فهنالك القليل قد ضرب مثلا في تلك الشهامه التي تغنت بها اغانينا .. لو ما كنت سوداني واهل الحاره ما اهلي .. وااا اسفاي وااا ماساتي وااا ذلي .. ونحن ونحن .. طلعنا طلس للاسف.
*. هل تعتقدين أن هناك تأثيرات
إيجابية معينة نتجت عن الحرب؟
-للأسف نعم هنالك تاثيرات ايجابية منها اننا منذ حكم الاسلامويين ونحن نجلس علي فوهة بركان وتهديد بأن نكون او لا نكون وتلك المليشيات الاخرى التي تهدد بالحرب مثل حركتي مناوي وجبريل .. ما كنا نخشاه قد حدث .. ثم ماذا بعد؟ ربما عن نفسي قد وجدت اجابه لسؤال يؤرقني .. بأننا شعب الأصالة والرجوله .. ففي هذه الحرب قد وجدت اجوبه لتلك الاسئلة … وحقا يجب الا تكون هنالك ايجابيات لأي حرب .. انها دمار للانسان والمكان واتمني ان تنتهي هذه الحرب اللعينه .. واحلم بمحاسبة الجنرالين .. هذا حلم فقط فليست بالأرض عدالة . ولكن يمهل ولا يهمل فهنالك عدالة السماء .. ولك الله ياوطني .. جرح لن يندمل
*. كيف تصفين مشاعر الخوف والقلق التي يعيشها المواطن السوداني في ظل النزاع المستمر؟
-لم أعش تلك المشاعر لأني بعيدة عن الوطن ولكني احسها تماما .. عندما تعرف ان لا مفر من النجاة .. اذا فررت من الجنجويد لن تنجو من دانات الجيش واذا نجوت من كليهما . هنالك (شفشافه) كما يقولون لصوص الحرب وانت أيها المواطن الجائع الحافي لا مفر لك تتعامل مع كل ذي قوة بانكسار .. يا للحرب اللعينه والإهانة . لك الله يا شعبي
*. في رأيك ما هي العوامل الرئيسية التي لا زالت تساهم في استمرار النزاع في السودان؟
-أولا: تركيبة الانسان السوداني الغريبه التي لا تقبل النقد ولا الاخر .. ثانيا:تجار الدين المتاسلمين الكيزان الذي لا يعرفون قيمة الأوطان ولا الدين .. تبا لهم هم الذين يدفعون بالشباب للاستنفار بحجة حماية الدين . بل كما تعلمين يا صغيرتي أبية. يأبون ان يتركوا امتيازاتهم في نهب خيرات البلد والقبض بيد من حديد لترويع المواطنيين .. كل هذه المنافع تدفعهم للاستمرار في محرقة الحرب ولا يهمهم ما آل اليه المواطن من تشرد ونزح ولجوء وموت ودمار للبلد .. لك الله يا سودان.
*. هل ترين أن هناك فرصاً للسلام الدائم في السودان؟ وما هي؟
-للأسف لا أرى سلاما دائما لأن المعضله الحقيقية اننا لا نقبل الاخر قبليا وسياسيا .. فاحزابنا لا تعمل من اجل الوطن بل من اجل الحزب كما ذكرت صديقتي اللدوده مواهب السيد قيادية بالحزب الاتحادي الديمقراطي عندما سألتها في هذه الفترة التي يمر بها سوداننا .. عندما رأيت منها ميلا لجهة دون الأخرى فأكدت أن ولاءها للحزب اولا .. ثم الوطن … فقلت لك الله يا سودان.
*. كيف تنظرين إلى التدخلات الخارجية في النزاع السوداني؟
-اذا كنت يا صغيرتي أبيّة تعنين تدخلات لحل الأزمة حقا فنعم بالوساطه .. أما ما اراه من تدخلات أجنبية الآن فقط لمصالح لتلك الدول . وللأسف كل تلك الدول ساهمت في اندلاع الحرب بشكل او بآخر وساهمت ايضا في وأد ثورة ديسمبر وعرقلت المسار الديمقراطي ولكن ثورتنا لن تنطفئ جذوتها … رغم الحرب ولك الله يا سودان.
*للحوار بقية في مرة أخرى .