المسكوت عنه وبداية الإنهيار
عزام عبدالله إبراهيم
ظهرت في الآونة الأخيرة علامات التذمر من الكتلة الديمقراطية الداعمة للجيش والتي يقودها مناوي و جبريل إبراهيم وكان آخرها إعتراضهم علي التعديلات الوزارية الأخيرة و المناوشات الكلامية الاخيره لمناوي.
من بداية الإصطفاف كنت أري أن الكتلة الداعمة للجيش كتلة هشة لن تصمد أمام التقلبات المتوقعة مع تطاول الحرب. كل باحث عن تاريخ الحروب يعلم أنه مع تطاول اي حرب تحدث تغيرات قد تكون مفاجأة في نظر المتابع البسيط، ويتعقد المشهد مع كل يوم تستمر فيه الحرب. والسبب في هذه التقلبات هي أن الحرب تحتاج الي خطاب و سردية متماسكة أو علي الأقل مقبولة للمناصرين. ويتغير هذا الخطاب علي حسب رؤية قيادة هذا الطرف أو ذاك. ومع تغير السردية تتغير المصالح.
موقف قيادات الكتلة الديمقراطية الحاملة للسلاح هو الوقوف مع الجيش لسببين أساسيين، هما أضعاف خصمهم الأساسي في دارفور والسبب الثاني هو تقوية وضعهم العسكري بالحصول علي الأموال والسلاح من الدولة. كما حدث مع الدعم السريع من قبل، حيث تمكن حميدتي مم بناء إمبراطورية كبيرة من خلال قدرته علي كسب ثقة الدولة و الدفاع عنها. لذلك كان من الطبيعي أن يطالب قادة الحركات بالاموال والسلاح و فتح معسكرات التجنيد بحجة الدفاع عن الوطن و الكرامة وكل الشعارات الرنانة التي يتغني لها البسطاء طربا.
ومن خلال هذه الاستراتيجية كان لابد لقادة هذه الحركات من تمّتِين علاقتهم مع الرافعة السياسية الأساسية للجيش، وهنا أعني الحركة الإسلامية حتي تضمن السند السياسي لهذه المطالب العسكرية. ومن ناحية اخري كان لابد لهم من اختيار طرف من أطراف الصراع داخل المؤسسة العسكرية والتي يسعي كل منها للسيطرة علي المشهد من خلال الضغط علي الأطراف الاخري.
مع بداية الحرب توقعت أن تحدث إنحيازات غير متوقعة وحسابات معقدة لكل الأطراف، وكنت أري أن خيار الحركات بالإنحياز لمعسكر الجيش خيار خاطئ لأسباب عديده منها:
1️⃣ الجيش و الدولة العميقة التي تسانده هم الأعداء الإستراتيجيون للحركات المسلحة وصراعهم معهم حتمي ولابد منه. وظهور الدعم السريع كان نتاج لهذا الصراع وليس العكس.
2️⃣ طبيعة الصراع كان من الممكن أن تقرب بين الحركات و حواضنها الشعبية و الدعم السريع وحواضنة المجتمعية، حيث ظلت هذه الشعوب تبدع في إنتاج الحلول المجتمعية لصراعاتها علي مر العصور الي أن دخلت الدولة بتقوية أحد الأطراف علي الآخر، وعلية كنظره إستراتيجية فإن تأجيج الصراع مع الدعم السريع سيكون له عواقب غير مضمونة للحركات و حواضنها لأنها ستكون وقود هذه الحرب وتكون رهينة لمصالح قادة الجيش والدولة العميقة التي يمكن أن تتخلي عنهم بتغير المصالح.
3️⃣ الفترة التي صعد فيها الدعم السريع وحميدتي فترة مختلفة لها ظروفها التي خدمت حميدتي لكي يجد الفرصة المناسبة للإنقضاض علي الدولة والدفاع عن مصالحة. لأن البرهان ليس البشير والدولة الآن غير مستقرة ويوجد استقطاب سياسي ومجتمعي حاد سيستخدم ضدهم إذا دعت الحاجة. ولأن الحركات نفسها تعتبر حركات إثنية ومناطقية، و حواضنها لا تقارن من حيث العدد ولا العده مع حواضن الدعم السريع. ولا ننسي أن خطاب الشيطنة لهم موجود ويمكن أن يستخدم في اي لحظة (تشاديين وغيرها من المصطلحات التي استخدمت في حرب دارفور) فإعادة إنتاجه سهله.
4️⃣ التحول الحاد في الخطاب السياسي لدي قيادات الحركات من خطاب التهميش و الدولة المركزية الي الحفاظ علي الدولة ومحاربة الغزاة وهو نفس الخطاب الذي استخدم ضدهم. هذا التحول سيفقد الحركات المصداقية إذا نكص الحلفاء عهودهم او إختلفت المصالح.
من ما سبق كان من الطبيعي أن تسرب الإستخبارات العسكرية خبر إجتماع قيادة الحركات و نشر مطالبهم لإتهامهم بالإرتزاق وأنهم لا يحاربون من أجل الدولة ولكن من أجل المصالح و الأموال. هذا التسريب وضع الحركات في موضع لا تحسد علية.
فهي الآن إما أن تحارب من غير الحصول علي المكاسب العسكرية والسياسية التي تضمن لهم وضعهم في المستقبل. و قبول ما يقدمه لهم البرهان من إمتيازات من غير القدرة علي المناورة السياسية.
الخيار الآخر هو العودة الي الحياد وهذا خيار غير متاح من غير الوصول الي إتفاق مع الدعم السريع. لأن القتال كطرف ثالث يعني فقد ميزه الدعم اللوجستي الذي يقدمه الجيش وهو مايعني خسارة قد تكون فادحة جدا بالنسبة لهم.
الخيار الثالث إعادة التموضع والإصطفاف مع الدعم السريع في حربه ضد الجيش و الإسلاميين، وهو لعمري لخيار صعب وغير مقبول لشريحة كبيرة من مناصرينهم علي الأقل في الوقت الراهن نسبة للأحقاد و الغبينة بسبب ما حدث في حرب دارفور.
ختاما: اتوقع أن يعيد مناوي تموضعة وإن يسعي للوصول الي تسوية مع الدعم السريع، وهو ما سيجعل وضعة صعب ورهينة لحسابات قيادة الدعم السريع التي ارسلت له رسائل مُطمنه في خطاب حميدتي الأخير. أما جبريل الذي فقد الجزء الأكبر من قواته المقاتلة بإنسلاخ صندل و القيادات التي معه قبل عده شهور، لن يكون أمامه إلا المواصلة علي نفس الطريق الذي اختاره او تقديم تنازلات مؤلمة قد تعصف به خارج دائرة التأثير السياسي. أما جبريل الذي فقد الكثير من قوته بعد انشقاق عدد من القيادات بقيادة صندل، لن يكون أمامه إلا المواصلة مع الدولة العميقه لقربه الايدولوجي منهم.
و الشعب طير ، قاعدين يلعبوا بيه زي كورة الشراب. الكلام الفي المقال دة حاصل ليه! لأنكم عندكم جيش بيض يفرخ ليكم في الجهلاء و أهل العنجهية. فيكم واحد عارف قدر شنو انو اي عسكري داير يتزعم يعمل ليك فيها ابو عرام ،، عارف كيف هو حقير نذل مستعد يبيع اي شئ لسيده المصري او اي اجنبي آخر عشان فقط يكون هو الرئيس. متذكرين البشير لما قال لبوتين دايرنك تحمينا!! متذكرين يا طير الرهو! ديل انذل الأوغاد في كل مجتمعات البشر ما عملوها و بالطريقة دي.
الكلام الفي المقال دة حاصل لأنو العسكري الجحش داير يكون في السلطة مستعد يجيب حركات مسلحة يبيع حلايب يبيعوا ساحل البحر الأحمر للصين، يقتلوا مواطنيه امام القيادة و يغتصبوا بنات شعبه في اواخر رمضان. يا شعب يا متخلف يا شعب رعاع قطيع الانصرافي و ندى القلعة. تستحقوا وطن تعيشوا فيه كما يعيش البهم في الزريبة.