مقالات وآراء

انها عطسة ترمب يا. الهندي

معمر حسن محمد نور

بعد غياب قسري ، اعود اليوم للكتابة على حسابي الاثير ومراسلة من سبقرر نشره ام لا.
لم نسع يوما لمعرفة ما يدور في اروقة حزب ما في سوداننا المنكوب الا بقدر ما يمكن ان يوقف الحرب. لكن الأخبار بذلت في. الميديا. لم يكن يعنينا الخلاف واحتمال المفاصلة في المؤتمر الوطني حتى صدر الهندي عز الدين مقالا يدعو فيه لتاجيل. اجتماعات الشورى لحسم امر الرئاسة ثم تسجيل صوتي لعبد الماجد عبدالحميد يعلق فيه على المقال ورد للهندي في تسجيل صوتي وقديما قيل … ويأتيك بالانباء من لم تزود..
ثلاثة ملاحظات فيما جرى ملفتة هي:
ان هنالك حزبا سودانيا من دون بقية الاحزاب قادر على ان يعقد فعالية بها ما يقارب الثلاثين فردا ٫ الصفات التي تبذل والتعويل عليها ما يشخصن ما هو موضوعي ٫ التوقيت والنتائج وتأثيرها على الحرب.
بالتركيز على النقطتين الاخيرتين ، نجد ان الهندي قد افاض على ابراهيم حامد وكبر بمدح وصفات لا نملك ان نطعن فيها. فهذا حقه وحقهم عليه . ولكن نسأل : ماذا فعل السلطان الحكيم كبر بالمهندس الخلوق على وصف الهندي لهما. نشرة تفيد بالتاجيل تمويها طار بها الهندي فرحا واطنب مجددا في مدحهما فاذا بالحكيم يغدر بالخلوق . ويعقد الاجتماع الذي حسم الامر لصالح خصمه رغم انه مطلوب جنائية ايا كانت ادانته او براءته ..
لكل ما سبق نقول ان الاسباب اقوى من حكمة زيد وخلق عمرو. قالها شيخهم الراحل ابان مفاصلتهم في وصف بعض تلامذته قائلا (قلوبهم معنا وجيوبهم هناك)
السلطة والمال ولا شئ غيرهما . فمن وطن نفسه على التوسل الى السلطة بالعنف ، لن بغير طبعه. فانا وابن عمي على الغريب وانا واخوي (يمكن نبقى على الحديدة).
نعم للصراع جذور طويلة . لكن توقيت ظهوره للعلن هو السؤال : لماذا الآن؟
انه اثر ترمب. فتغريدة واحدة عن امكانية تفكيك قاعدة العيديد الامريكية في قطر ، استدعت اجتماعا عاجلا لمجلس الوزراء القطري قرر في وجود قادة حماس بقطر. كيف لا ووجود قاعدة العيديد وقتها هو ما حمى قطر من حرب الجيران الى درجة التفكير في حفر حاجز مائي يعزلها عن اليابسة .. وقطر ، خزانة داعمة لكل ما هو اسلام سياسي ما بكره الخليج وامريكا. فتكون الغلبة لمن في يده المال او القدرة على جلبه في ظل توقعات حجبه ، فما فكلفة الحرب المادية عالية. اما كلفة الدماء ، فلا تهم اصحاب المسيرة القاصدة الى الله. فهل تهمهم صفة لزيد وعبيد؟
اما من يرون في. الصراع بعدا قبليا فليسوا بلا ارضية. فالصراع بين ثابت الدين ومتحرك السياسة حسب صلاح شعيب. ضارب في التاريخ السياسي الاسلامي. فالقرشيون ثم بنو امية وبني العباس والعثمانيون ، يبررون التفكير في الاصل القبلي للصراع.
لكنها في النهاية ، عطسة ترمب. القادم من خارج المنظومة في امريكا.فقد انسلخ من الحزب الديمقراطي لإساءة اوباما له وفرض نفسه على الجمهوري. لكن الامريكان صوتوا له لأنه ترمب خارق المنظومة. وله شبيه واحد في السودان كرهنا ام احببنا وهو حميدتي.

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..