إرتكاز!!
أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
حتى أن آخر حاسة يفقدها الإنسان أثناء موته هي السمع لأن كل منا يعيش وهو ينتظر كلمة واحدة من المحتمل أن يحيا بها!! لذلك كن دائما على يقين أن القادم خير وأجمل !!
وقد لايكون خبرا مفاجئا الذي كشفته مصادر لـ “سودان تربيون” لكنه يستحق الوقوف عنده لتفاصيله وأنه بارح منطقة التوقع الي الوقوف على خط المعلومة، أن المبعوث الخاص للهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد” إلى السودان، قدم رؤية شاملة لتنفيذ إتفاق جدة، تتضمن نشر قوات أفريقية من دول ليس لها مصلحة أو علاقة بالصراع الدائر في السودان
فقد جف الحبر هنا لأكثر من عام نتحدث عن أن الحرب في السودان بلغت فواضها للحد الذي جعل قدرة السيطرة عليها من طرفي الصراع أمر شبه مستحيل وأن قادتها العسكريين لايملكون قرار وقفها مثلما لم يكونوا اصحاب قرار طلقتها الأولى، وأنه ولابد من ( قوة أكبر) لحسم هذه العبثية التي أنتجت الدمار والخراب منذ شهورها الأولى من قتل الآلاف ونزوح الملايين وحصادها كان صفرا كبيرا، ودخول قوات لحفظ وسلامة المواطن وحده الذي يوقف هذه الكارثة الإنسانية ثلاثية الأوجاع
وقالت “تربيون” في تتمة خبرها أن القوات تقدر بنحو 4500 عسكريا تساهم كل دولة بـ 900 فرد، بما في ذلك المكون الفني غير العسكري، لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد، بينما يجب أن يتم أي تمديد لولاية هذه الآلية بالتشاور مع الأطراف.
وقرنت الصحيفة الخبر بحديث المبعوث الأميركي إلى السودان، توم بيرييلو، في اكتوبر الماضي والذي كشف عن فتح قنوات إتصال مع الإتحاد الأفريقي لإيجاد آلية مراقبة للاتفاقيات الحالية والمستقبلية، بهدف حماية المدنيين في السودان
وبيرييلو مع كشفه لخبر فتح قنوات مع الإتحاد الافريقي الشهر الماضي أذكر أنه الحق حديثه بأن «جميع دول العالم تدعم وقف الحرب واستعادة الحكم المدني) وهذا يعني ان الرجل قصد أن يقول إن خطوة دخول قوات دولية حظيت بموافقة دولية واسعة!!
وبالعودة الي تصريحاته ايضا وعلى طريقة القراءة من السطر الأخير تجد أن الرجل صرح بعدة تصريحات تضمنت كشفه للورقة القادمة حيث قال ايضا ( إن الأشهر المقبلة ستكون مهمة جداً لإعادة فتح النقاش حول القضايا المهمة بالنسبة لكل السودانيين، الذين يسعون للسلام والإنتقال السلمي المدني في البلاد، مشيراً إلى أن الجيش السوداني أصبح أكثر عدائية وتطرفاً تجاه العودة إلى نظام ديمقراطي مدني، وبدأ واضحاً أنه يعمل على العودة بالبلاد إلى فترة أخرى من الحكم الديكتاتوري).
وهذا إتجاه ليس ببعيد عن التحركات الدولية التي سبقت خطوات البرهان لزيارة كل من مصر والسعودية قبل الترميم الوزاري
وكنا بالأمس تحدثنا عن أن الدول الداعمة لخط الحل العسكري تراجعت عن خطواتها لكشفها أن الأرض لاتخضع لسيطرة المؤسسة العسكرية
سبقه حديثنا عن البرهان عندما قام بعملية ( تلتيق) الحكومة فهو يقدم نفسه بمظهر لائق فقط ليكون بحجم المسئولية لتنفيذ ماهو قادم من خطوات وقد تكون اولى الخطوات هذه تبدأ بزيارة بيرييلو التي ربما تكون الأخيرة لتنتهي بها
وتتمسك الولايات المتحدة الإمريكية لآخر نفس من عمر حكومة بايدن بدعوة طرفي الصراع الي طاولة التفاوض ولكن إن لم تنجح في عدول السلطات الإنقلابية عن عنادها فإنها ستضرب خيام إرتكاز جديد على الارض وأن التدخل سيكون العلاج الأخير لبتر هذا الألم من جسد الوطن وإزاحة هذا الهم الكبير من قلوب المواطنين الذين أنهكهم الفقد و سمم معنوياتهم الحزن وأرهقهم الضياع بسبب تلك الحرب التي غيرت الوجوه فقبل أن ينظر الشخص دهشة في أن كيف صارت المدن وشوارعها اصبح يندهش للوجوه حوله التي تغيرت ملامحها وما اصعب الموت بالحياة
فهل تنجح حكومة بايدن في إحراز هدف في الوقت بدل الضائع الذي يجعلها وكأنها تتمسك بأن يكون قرار السلام في السودان لها لا لغيرها، ولو لم يسعفها الوقت فقد تقرره وتترك تنفيذه على طاولة الإدارة الجديدة التي أعلن الرئيس ترامب عن أنها ستأتي لنشر السلام في الدول التي تشهد حروبا ولن تدعم بلاده إستمرارها !!
طيف أخير :
لا_للحرب
أصبحت بعض المنابر الداعمة للحرب تكتب عن أن الفلول في المعارك الآن يريدون القضاء على الجيش السوداني بالسيطرة على القرار والسلاح حتى يتمكنوا من العودة للحكم
وهذا أشبه بإجابة تلميذ في إمتحان تذكرها بعد أنتهاء الوقت!!
الجريدة