التشافي بالكتابة

بدر الدين محمد
اليوم لا اكذب عليكم فان بي بعض الغضب ، لذلك ساكتب وستكون الكتابة دوائي وربما بنهاية هذا المقال ساضحك قليلاً ويصمت صراخ قلبي الصارخ وانام قليلاً لعلي اصبح على ما يرام.
ساحاول ان احكي حكاية قد تبدو من حكايات الخيال. فانا ومذ كنت صغيراً اقول رأيي دون خوف ، وعندما دخلت المرحلة الثانوية من الدراسة اخبرت اصدقائي باني اريد ان اصبح ضابطاً مهندس واوصل دراستي في مجالي وانا في العسكرية واخبرت الجميع بان هدفي هو الانقلاب على النظام وتسليم السلطة للمدنيين كما اراد خالي العميد ركن محمد نور سعد ان يفعل في نهاية السبعينات من القرن المنصرم عندما استبد النظام.
سمع النظام بحكيي فله عيون في كل مكان. لا اكذب عليكم اجتهدت كثيراً تلك السنة لكي احجز مقعداً في الأكاديمية وكانت ستكون ثمرة اجتهادي ان اكون من اوائل السودان ، ولكنهم كشفوا الامتحانات وباعوها وجاروا على قوات الكفاح المسلح في دارفور التي كانت تشهد جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بانهم من فعلوا ذلك فتم الغاء النتائج واعادة الامتحانات.
لا اكذب عليكم قد اصابني الياس بذلك واتممت ثلاثة اشهر لحين الامتحانات المعادة دون ان افتح كتاب او مذكرة او كراس ، نجحت ولكن درجتي لم تكن كافية لضمان مكان في الأكاديمية وبعدها انتقلت والدتي الى رحمة مولاها فاتممت عاماً دون دراسة وعدت بعدها قبل الامتحانات بثلاثة اشهر.
جلست للامتحانات واحرزت نتيجة جيدة ولكن قد غيرت رأيي من فكرة الاكاديمية وقررت دراسة هندسة الحاسوب ، ضمنت مقعداً في جامعة الجزيرة التقنية التي كان مقرها الخرطوم ولسوء حظي ام لسوء نواياهم لا ادري قاموا بنقل جميع كليات جامعة الجزيرة الى ولاية الجزيرة.
كان اخوتي الاكبر مني في السن بعيدين عن المنزل احدهم في ولاية اخرى يدرس واحدهم في بدايات رحلة عمله وكنت اكبر اخواني في المنزل فلم استطع ان ابارحهم واذهب لادرس. قضيت بعض السنين اعمل ، مرة بناء ومرة تاجر الى ان جاء العام 2009م قدمت مجدداً لدراسة علوم الحاسوب ، كنت وقتها في وظيفة جيدة وتم قبولي في جامعة النيلين.
بدات دراستي ولكن بعدها بثلاثة اشهر فقط اضطررت لمغادرة وطني ، فقبل ان ادرس في جامعة النيلين كنت عضواً في جمعية ثقافية في كلية القانون بنفس الجامعة وكنت شاعر الجمعية. وكعادة الطلاب السودانيين يتناقشون في كل شي داخل اسوار الجامعة من سياسة ودين … الخ. وكنت دوماً اشارك رأيي بكل صراحة ولم اكن ادري بان هناك عيون ، ولكن بعد ان اصبحت طالباً في الجامعة في اول يوم دراسي لي استوقفني بعض رجال الامن وتوالت الاحداث معي بعدها في العمل ، اذ كان هنالك بعض من رجال الامن ياتون الى مكان عملنا بحجة مصادقنا وكنا لا ندري بانهم يرفعون تقارير عنا.
قبل ان اغادر بثلاثة اسابيع احدهم عاداني وحاول ان يفصلني من العمل بان يفتن بيني وبين مديري في العمل ولكن مديري كان رجلاً نزيها ويعرفني جيداً فحذرني من السجن ، وقتها كانت الانتخابات الرئاسية قد تبقى لها اسبوعان ، لا اكذب عليكم انا اشعر بالاحداث أحياناً.
شعرت بان عمر البشير سيُزُور الانتخابات ويفوز وان فاز الوضع سيكون أسوأ فتذكرت نصيحة مديري وقررت السفر حتي اجنب اهلي العذاب اذا ما تم سجني لرأيي فسافرت.
هذه قصتي في السودان التي لا يعلم عنها سوى القليل اما قصتي بعد ان غادرت السودان فهذه قصة اخرى سوف لن اتطرق اليها الان فالناس الفيها مكفيها.
التحية لك وربنا يصلح الحال لكن بخصوص الظلم والمضايقات انت اخف ضررا الكثير تعرض للقتل تعرض للسجن تعرض للافلاس تعرض للذل والهوان تلك ايام قد خلت بظلمها وبحول الله لن تتكرر اي كان من يحكم هذا الوطن اليوم غير مناسب ان يتذكر اي زول ويهتم بشخصنة المشاكل المتاعب دقونا ودقينا شردنا وشردونا دا كله حصل لينا في السنة الاولى للجامعة كان بيتم مطاردتنا بالاحياء اهل الاحياء عرفوا ما ناس تلب الحرامي عادي تجي متلب في بيت مراة بتغسل بترفع هدوم في السلك يشربوا جبنه المهم انت بتلب حسب الكبسة واللحظة للمضايقه وهذه هي سماحة الانسان السوداني الاصيل اهل المعدن الاصيل اليوم لازم الناس تحاول تلم جراح هذا الوطن وبحول الله بعد ما حدث من مكوارث سوف تكون عبره وعظه فقط اي زول لا ياخذ اي امر شخصي الوطن الوطن وخليك في شجاعتك وجسارتك من اجل الوطن كثير تم بيعه كثير تحول عبر المال لعدة اطراف خلاف الكيزان