مقالات وآراء

الفرصة الأخيرة !

 

مناظير

زهير السراج

* من المتوقع أن تتقدم بريطانيا وفرنسا اليوم بمشروع قرار لمجلس الأمن يلزم أطراف القتال في السودان بإيقاف الأعمال العدائية فورا، وفتح جميع المنافذ والمعابر لتيسير تسليم المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع دون أي عوائق، وهي في رأيي المتواضع الفرصة الأخيرة لإنقاذ السودان وشعبه من الضياع والفوضى، إذا حاز المشروع على الأغلبية المطلوبة (9) من أعضاء المجلس الخمسة عشر، بالإضافة إلى عدم إستخدام حق الفيتو (الإعتراض) بواسطة روسيا أو الصين اللتين تعودتا منذ العهد البائد على تعطيل قرارات مجلس ضد السودان أو المراوغة لتعديلها وتخفيفها مراعاة لمصالحهما في السودان!.

* إستباقا للمشروع البريطاني إنتهز (حسين عوض الحاج) نائب وزير الخارجية المزيف لحكومة الأمر الواقع في بورتسودان الفرصة خلال زيارته لروسيا الأسبوع الماضي لحضور المنتدى الوزاري الروسي الأفريقي ليطلب من الدولة الروسية حمايتهم من القرارات والعقوبات الدولية في مجلس الأمن قائلا في مساومة واضحة لروسيا يقصد بها (القاعدة العسكرية الروسية) التي تم الاتفاق عليها إبان عهد المخلوع البشير وأسقطتها الثورة السودانية المجيدة: “نأمل أن تستخدم روسيا نفوذها في مجلس الأمن حتى نتمكن من تجنب سطوة الدول الغربية التي تحاول ممارسة الكثير من الضغوط علينا، بما في ذلك العقوبات” .. وسبقه إلى تلك المساومة في حوار مع قناة (الجزيرة مباشر) رئيسه المباشر (علي يوسف) الذي تقلد المنصب الوزاري مؤخرا مُعربا “عن استعدادهم لمنح القواعد العسكرية و(بيع السيادة السودانية) لكل من ترغب من القوى العظمى”!.

* وُلد المشروع البريطاني على إثر زيارة الدكتور (عبدالله حمدوك) رئيس الوزراء السابق ورئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) في الأسابيع الأخيرة لعدد من الدول الأوربية ومقر الاتحاد الأوروبي ولقائه بعدد من كبار المسؤولين في دوائر اتخاذ القرار في تلك الدول وعلى رأسها بريطانيا التي تولت رئاسة مجلس الأمن في بداية هذا الشهر، وبحث معهم الأزمة السودانية وتطورات الحرب والأوضاع الإنسانية المتردية في السودان والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون، واحتمال انزلاق السودان إلى حرب أهلية شرسة أسوأ بكثير من الحرب الرواندية في عام 1994، فضلا عن انتشار المليشيات والجماعات الإرهابية ومافيا الحروب بشكل كثيف بما يهدد الوجود السوداني وينذر باتساع نطاق الفوضى والإرهاب في منطقتي القرن الأفريقي والساحل الأفريقي اللتين تعانيان في الأساس من هشاشة أمنية تنعكس سلبا على استقرار العالم والقارة الأوروبية على وجه الخصوص المرهقة من الهجرة غير الشرعية والحرب الأوروبية ولا ترغب في إضافة أزمة جديدة للأزمات التي تعاني منها!.

* على خلفية زيارة (حمدوك) التي حظيت باهتمام كبير في مراكز اتخاذ القرار والأجهزة الإعلامية والمنظمات الحقوقية والإنسانية التي وجهت انتقادات حادة لبريطانيا والمجتمع الدولي لتجاهلهم للأزمة السودانية، سارع وزير الخارجية البريطاني (ديفيد لامي) للادلاء بتصريحات صحفية، معلنا تولي بريطانيا لرئاسة مجلس الأمن اعتبارا من أول نوفمبر، وواعدا بجعل السودان من أولوياته بشكل خاص وأولويات الدولة البريطانية وشركائها في العالم الحر، وإلتزم بطرح القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان خلال زيارته لمدينة نيويورك ومجلس الأمن خلال هذا الأسبوع، ومناقشة السبل الممكنة للوصول إلى حل سلمي ينهي الحرب المستمرة والكارثة الإنسانية المتفاقمة!.

* لم يقتصر الاهتمام الدولي على بريطانيا فقط، بل أعلنت العديد من الدول من بينها فرنسا وألمانيا ومفوضية الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي ممثلة في رئيسها (جوزيف بوريل) بأن الوقت قد حان لوضع حد لما يحدث في السودان وايقاف الحرب وحماية المدنيين.

* ورشح في الأخبار بأن منظمة الايقاد وضعت خطة من عدة نقاط لمعالجة الأزمة السودانية من بينها إرسال قوة عسكرية تتكون من 7000 جندي لحماية المدنيين، كما يزور السودان اليوم المبعوث الأمريكي (توم بيرييلو) ليبحث إستئناف المفاوضات بين الجيش والدعم السريع، وهي الزيارة التي كان من المفترض أن تحدث أمس ولكن تم تأجيلها إلى اليوم!.

* يبدو أننا في انتظار تطور مهم للأزمة السودانية الشائكة، إما صدور قرار من مجلس الأمن ملزم للطرفين بوقف الحرب، أو ضياع الفرصة وانزلاق السودان للفوضى!.

[email protected]

الجريدة

 

تعليق واحد

  1. ايها الحاقد ذو النفس المريضة المولود الذي ذكرته ولد ميتا
    وكل ولادة لتقدم سوف تولد ميتة ولو ولدت سوف يقتله الوطنيون
    ولماذا تقدمه بريطانيا ماهي مصلحة بريطانيا في السودان غير الاستعمار بواسطة أبنائه العاقين
    الذي تم ذفهم في لندن شر ذفه
    مهام تصايحتم وبكيتم وتعلقت بأثواب الغرب لن تنالو من الشعب السوداني
    وكتاباتكم هذا هي مستودع كراهية الشعب السوداني لكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..