منتخب السودان .. يفرحنا ويعضد وحدتنا

مبارك همت
فاز المنتخب السوداني لكرة القدم ورسم البسمة على ملائين السودانين في مناطق النزوح وفي المدن وخارج البلاد ، فاز المنتخب وتأهل بكل جدارة لنهائيات كاس أمم افريقيا المقامة في المغرب ، فوز بطعم ولون خاص ، في ظروف صعبة ومعقدة للغاية بسبب الحرب وانعكاس اثارها السالبة على البلاد ، فاز المنتخب رغم كل التحديات التي تواجهه ، من لعب خارج الديار ومن معانة يعيشها اللاعبين في ظل هذه الحرب وهم يرون اهاليهم مشردين ويرون الموت والدمار يعم كل انحاء البلاد ، والاحزان تملأ البيوت والشوارع والمدن ، ورغم كل هذه الظروف التي تعيشها البلاد ويعيشها هؤلاء اللاعببين ببعدهم عن اسرهم وفقدهم لكثير من الاصدقاء والاهل ، ويشاهدون كيف يعاني السودان الامرين ، كل ذلك لم يثبط همتهم ولم يكسر مجاديفهم ، حملوا المعاناة في قلوبهم ، ولكنهم قرروا ان يفتحوا نوافذ للفرح في زمن الحزن والالم ، تحملوا المسؤولية وجعلوا السودان في حدقات عيونهم ، لم يخذلوا الشعب السوداني الذي كان يشجعهم من على البعد رغم كل المرارات التي يمر بها ويعيشها ، لم يخذلوا الذين تابعوهم بلهفة وشوق كبيرين رغم الماسي والاحزان التي يعيشونها. شكرا منتخبنا القومي ، شكراً لكم باهدائكم لنا هذه الفرحة التي رسمت في محياه الوطن والمواطن بسمة بعد طول انتظار وفي زمن اللا فرح ، شكرا لكم لما قدمتوه من روح قوية لا تعرف الانهزام ولا الانكسار ، شكرا للمدرب ولكل الاعبين الذين كانوا في الموعد ، نسال الله ان يحقق المنتخب مزيد من النجاحات والانتصارات في هذا الزمن الذي نبحث فيه عن أي شي يمكن ان يكون سببا لفرحتنا ولو لساعات قليلة تنسينا الالام التي نعيشها. فاز المنتخب وفرح السودانين واجتمع الكل لتشجيعه ومازرته ، فاز المنتخب واجتمعنا على المحبة للوطن في ثواني في طريق مفروش بالحب والاماني ، واجتمعانا حول المنتخب له دلالات عظيمة فالمنتخب يمثلنا جميعاً ، وفوز المنتخب اثبت للجميع أننا كسودانين نفرح جميعا لكل انجاز ونصر ولو صغير يمكن ان يوقد مشاعل للفرح في بلادنا، نفرح ونغني ونطرب سويًا. في اللحظات العظيمة تتلاشى كل شعارت الجهوية والقبلية والعنصرية التي يسعى ضعيفي الانفس من اشعلها لتفرقنا،ولكن هيهات هيهات !!! فرحنا جميعا في الفاشر المكلوبة والجزيرة الجريحة وفي كسلا وفي الخرطوم ودنقلا ، فرحنا جميعا لانتصار فريق في كرة القدم ، فما بالك لو انتصرت اردتنا لنوقف الدمار والخراب! لو توحدنا في حب الوطن وكل ما يخص الوطن من افراح كما نتألم جميعًا حينما يصاب جزء من الوطن بمكروه.
نحن شعب محب لبعضه البعض محب لبلاده يفرح لابسط الانتصارات التي تعلي من شأنه وترفع من مقامه امام الامم ، سعدنا جميعًا وحتى جنوبنا الحبيب بلاد منقو الزنبيرى من يامبيو ومن جوبا وواو فرحوا لنا ومعنا لاننا دولة واحدة فرقتنا مقادير الزمان وسوء تقديرات الساسة ولكن نظل اخوة لم تفرقنا الحدود ، وجداننا واحد نظل اخوة نفرح لبعضنا البعض ونحزن لبعضنا البعض ، شكرا لكم وسنظل مخلصين متاحبين ما دام النيل يسقينا هذه المحبة.
فرح السودان وفرح معنا الاصدقاء الافارقة والعرب ، شكرًا لجنوب السودان وشكرا لليبيا ولاهلها الطيبين الذين استضافوا المباراة وكان الانتصار من ارضهم الطيبة. اننا نرى هذا النصر ليس نصراً في كرة القدم فحسب بل هو نصر للارادة ونصر للتاريخ ، نصر يعلمنا أننا كلما ازدادت المحن تخلق فينا الابداع والعزيمة والقوة ، نصر يعلمنا كيف يمكن أن ينساب الفرح من بين الالام لكي يتطبب جراحاً ويداوي قلوباً حزنت وارهقتها الحرب ، انتصار يمثل الاصرار والعزيمة حينما تملأ القلوب فلا تخلف ورائها سواء النجاح ، وسنعود قريبًا نلعب في ارض السودان في الخرطوم وفي الفاشر وومدني ، سنعود حتمًا اقوياء لن تهزمنا المحن ولا تكسر عزيمتنا الحروب والانتهاكات التي خلفتها الحرب ، شعب سينهض ليزرع الفرح لنفسه من هذه الانقاض التي خلفتها الحرب ، شعب يعلم الاخرين أن السودانين محبين لبعض وما يجمعهم اكثر مما يفرقهم ، ونقولها بملء الفم انا لتجمعنا المحن كما تضمنا الافراح.
سنظل شعب واحد وامة واحدة ننعم بسودان المحبة والاخاء ، حتما ستنتهي الحرب وتقف شلالات الدماء وسنعود جميعا لديارنا ونتسامر ونتضاحك دون تمييز لاحد ، ودون عنصرية ولا جهوية ولا قبلية ، فالسودان وطننا ويسعنا جميعًا وتنوعنا يجملنا ويزيد من روعتنا.، فالناظر لمبارة الامس سيعلم أن خطابات العنصرية البغيضة التي تتنتشر هذه الايام لن تؤثر في هذه الشعب الطيب الذي لا ولن ينخدع بافعال ضعاف الانفس ، ونقولها لكل عنصري بغيض موتوا بغيظكم ، فنحن بلاد محمد عبد الرحمن وابوعاقلة وبلاد منقستو وسيف مساوي والعجب وتنقا والنقر وقاقارين وجكسا.
مباراة الامس تحدد وترسم هوية المحبة والاخاء التي رضعناه من اجدادننا فرسمت اجمل لوحة اسمها السودان ، وتحدد جلياً ان الانتماء للوطن يعلو فوق كل الانتماءات ، كونوا سودانيين بكل قبائلنا وبكل سحناتنا والواننا فنحن سودانيين وكفى. علينا ان نتوحد وعلينا ان نعيش في سلام ومحبة ، ونسعى من أجل افشاء السلام ونعمل من اجله ، لا تستمعوا للاصوات النشاز فانها منتنة ولا تشبهنا …
شكرا كواسي ابياه وشكرا لكل من وقف خلف الفريق ودوما سنغني فوق فوق سوداننا فوق. فوق فوق سودانا فوق.
تسلم دكتورنا