كيف تؤثر تهديدات وزير خارجية السودان لإثيوبيا بالحرب على تعميق عزلة البرهان؟
اعتبر محللون أن تصريحات وزير الخارجية السوداني، التي تضمنت تهديدات بالحرب ضد إثيوبيا، تعكس تصرفات غير محسوبة تفتقر إلى الحكمة الدبلوماسية. وأكدوا أن هذه التصريحات قد تؤدي إلى تفاقم العزلة التي تعاني منها الحكومة السودانية على الصعيدين الإقليمي والدولي، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.
وقد أثار وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، أزمة جديدة في العلاقات مع إثيوبيا من خلال تهديده باستخدام القوة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع كل من السودان ومصر بشأن قضية سد النهضة. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تعاني البلاد من صراعات داخلية متزايدة.
في ظل الأوضاع المتدهورة في السودان، حيث تشتد الحرب وتؤثر على حياة الملايين، يرى المراقبون أن مثل هذه التهديدات لا تعكس فقط عدم القدرة على إدارة الأزمات، بل تعكس أيضاً فشلاً في حشد الدعم الإقليمي والدولي لوقف النزاع، مما يهدد بزيادة معاناة الشعب السوداني الذي يواجه خطر المجاعة.
في أعقاب موجة من الانتقادات الحادة التي تعرض لها، حتى من بعض أعضاء فريقه، سعى وزير الخارجية السوداني لتخفيف حدة تصريحاته السابقة. حيث قام بنشر تغريدة على منصة “إكس” يثني فيها على إثيوبيا، مشيرًا إلى أنها “الجارة الشقيقة” للسودان، وأن هناك روابط وثيقة تجمع بين شعبي البلدين من حيث الدم والثقافة والمصالح المشتركة.
وأكد الوزير على أهمية الحوار كخيار أساسي لحل القضايا العالقة، مشددًا على ضرورة الالتزام بالمبادئ القانونية والاتفاقيات المعمول بها. وأوضح أن غياب الحوار قد يؤدي إلى تفاقم الاستقطاب والصراعات، مما يهدد الاستقرار في المنطقة.
تصريحات “هوجاء”
وصف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أبوعبيدة برغوث حديث وزير الخارجية السوداني بأنه “تصريحات غير محسوبة تفتقر إلى الدبلوماسية، وروح حسن الجوار في منطقة توجد فوق برميل من البارود”، كما ذكر.
قال برغوث لـ”إرم نيوز” إن التصريحات تعكس الحالة الطبيعية لللااستقرار التي يعيشها السودان، وأشار إلى أنه “لا توجد حكومة فعلية، بل جماعة استولت على السلطة وفرضت نفسها كحكومة أمر واقع، ومن البديهي أن تصدر عنهم تصريحات غير محسوبة تفتقر إلى الدبلوماسية ولا تأخذ في الاعتبار تعقيدات المنطقة”. أوضح أن تصريحات الوزير قد تؤدي إلى أزمة حقيقية بين أديس أبابا وبورتسودان، مشيرًا إلى أن إثيوبيا قامت بالفعل باستدعاء السفير السوداني وسلمته رسالة قوية تعبر عن احتجاجها على التصريحات غير المسؤولة للوزير، حسب تعبيره.
وأوضح أن “الوزير الجديد للخارجية يفتقر إلى الدبلوماسية والمهنية”، مشدداً على أن “الشعب السوداني ليس بحاجة لمثل هذه التصريحات التي تفاقم من أزماته، بل يحتاج إلى رؤية شمولية تتعامل مع قضايا الوطن ومصالحه، ويتوجب على الجميع التوحد ضد هذا النوع من الخطابات وغيرها من خطاب الكراهية والتقسيم”.
عزلة متزايدة
استدعت وزارة الخارجية الإثيوبية السفير السوداني في أديس أبابا، وأبلغته بعدم رضاها عن تصريحات الوزير، مشددة في الوقت ذاته على أهمية الحفاظ على العلاقات مع السودان.
من ناحيته، أشار المحلل السياسي عمار الباقر إلى أنه كان من المتوقع أن يركز وزير الخارجية السوداني على حشد الدعم الدولي لوقف الحرب التي تعصف بالبلاد، بدلاً من معاداة الآخرين بدون مبررات موضوعية، خصوصًا دول الجوار التي تتأثر بما يحدث في السودان وتؤثر فيه. وأوضح أن هذه النوعية من التصريحات قد تؤدي إلى زيادة عزل حكومة الأمر الواقع في بورتسودان عن المحيطين الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب يشبه ما كان ينتهجه نظام الرئيس السابق المعزول عمر البشير، حسب رأيه.
دا وزير معين من مصر ومهمتو الاساسيه مصالح مصر في السودان ومصالح مصر المائيه. هذا الكائن يمثل وجهه نظر مصريه بحته.
مصر لن تقاتل دوله افريقيه مهمه مثل إثيوبيا بشكل مباشر ولكن عن طريق ازرعها في بورتسودان والصومال وارتريا نعم.