انشقاقات حزب المؤتمر الوطني المحلول … تأجيج للحرب أم نذر سلام؟
إبراهيم سليمان
رغم حله رسمياً من قبل حكومة ثورة ديسمبر الانتقالية ، برئاسة الفريق الانقلابي البرهان ذات نفسه ، ورغم أنه لا وجود له دستورياً ، عقد حزب المؤتمر الوطني جلسة سرية مؤخراً بمدينة عطبرة ، شاركت فيها رموز قيادية بارزة ، خاطبها الفريق البرهان وهاتفها الرئيس المخلوع عمر البشير.
اختاروا خلالها “المطلوب للجنائية الدولية” أحمد هارون رئيساً للحزب المحلول ، وسط خلافات من مجموعة أخرى يقودها إبراهيم محمود ونافع على نافع والحاج آدم يوسف ، عرفت بمجموع بورتسودان.
مما شك فيه أن ظهور المخلوع البشير وممارسته لنشاطه الحزبي ولو سرياً ، والاختيار غير الموفق لأحمد هارون المطلوب للجنائية رئيساً ، ليس في صالح الحزب المحلول داخلياً ودولياً ، كما أن موافقة الفريق البرهان على عقد هذه الجلسة ، ومخاطبته للفعالية ، ربما يخصم من رصيده وسط ضباط الجيش ، والحركات المتحالفة معه في حربه ضد قوات الدعم السريع. إذ يتكشف للمتعاطفين معه تحت ما سميت بــ “حرب الكرامة” ، إن الغرض من إشعال الحرب ، محاولة دموية لإعادة السلطة لحزب المؤتمر الوطني بقوة السلاح.
كما أن الانشقاق الذي يضرب صفوف قيادات هذا الحزب الفاسد ، سيربكها ، وعلى الأرجح يستفيد منها سياسياً وميدانياً قوات الدعم السريع.
وأحمد هارون الذي راهن عليه البشير في آخر أيام حكمه ، أثبتت التجارب أنه خالي الوفاض ، وليس لديه عصى سحرية ، ولا يتوقع منه فعل شيء سوى تكرار الخيبة ، وأن نفخ الروح في جسد حزب المؤتمر الوطني الميت دستورياً ، والذي تم تشيعه إلى مثواه الأبدي في مواكب ثورة ديسمبر المهيبة ، ليس بإمكان أحد إعادته للحياة رغم أنف الإرادة الشعبية الجبارة ، ناهيك عن ترصد قياداته من قبل قوات الدعم السريع ، وملاحقاتهم من قبل المجتمع الدولي والعدالة الجنائية.
لكل ما سبق ، ربما يساهم هذا التخبط التنظيمي والانشقاقات في التي تضرب أطنابها في صفوف حزب المؤتمر الوطني ، تعجيل وقف الحرب وإحلال السلام في البلاد ، لو بقدرٍ يسير.
//أقلام متّحدة ــ العدد ــ 176//
يا استاذ ابراهيم: لك كل التحية والتقدير على مقالاتك الرائعة. لم يحدث طوال التاريخ الإنساني ان نزع الله الملك من ظالم ومن نظام مجرم ثم عاد نفس الظالم والنظام المجرم الى الحكم مرة اخرى. هذا ناموس ربنا في الارض. لذلك مهما يعمل الكيزان لن ينجحوا في العودة الى السلطة. اما الانقسام والصراع فيما بينهم فهذا امر متوقع لأن المسألة في النهاية بالنسبة لهم مسألة سلطة. وقد يكون واحدة من افكارهم الخائبة ان يعلنوا عن انشقاق – شكلي – وتكوين حزب جديد – تحت اى مسمى – يتظاهر بوجود تغيير في التوجه مع ابداء حرص – زائف – على السودان والشعب السوداني بأمل ان يجدوا موطء قدم في المستقبل اذا ما انتهت الحرب في غير صالحهم. ولكن حتى هذا التفكير الخبيث لن ينطلي على احد وسوف تكون نهايتهم ماحقة لن تقوم لهم بعدها قائمة بإذن الله كما تنبا بذلك شهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه , طيب الله ثراه.
الصراع فى حزب المؤتمر الوطنى ليس حرصا على الحزب الميت اكلينيكيا . ولكن الصراع على اموال الحزب فمن يعين رئيسا للحزب يكون له حق التوقيع على الشيكات او المبايعات لعقارات الحزب . والمؤتمر الوطنى حزب لصوص سرقوا اموال البترول والذهب والعقارات الفخمة فى الخرطوم وعواصم الولايات لصالح الحزب وهى اموال ضخمة جدا صادرت لجنة التمكين بعضها واعادها لهم البرهان ومعها بوسه واعتذار مقابل تركه فى منصبه . والانقلاب داخل الحزب الفطيسه ليس للهيمنة على السلطة التى فارقتهم للابد ولكنه صراع على الاموال . والانقلاب محاولة لاعادة التفويض لمجموعة سجن كوبر بعد اطلاق سراحها ومنح احمد هارون سلطة التوقيع المعتمد وبذلك يخول له الاحتفاظ بمفتاح الخزنة وتوزيع الاموال على افراد العصابة الاسلامية المؤمنة ويعتمد توقيعه على الشيكات والحسابات والتصرف فى الاموال المنقولة والعقارات داخل وخارج السودان ولذلك حاولت العصابة الاخرى فى الطرف الٱخر اغتياله فى عطبره حتى لا يجردها من الاحتفاظ بالمال . وبالمناسبة خزنة المؤتمر الوطنى مكتوب فيها العبارة التالية ( لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء ) وقد اقترحها لهم الشيخ عبدالحى يوسف حتى لا تصيبها عين الحسود .