هل يعقد بايدن الأمور على ترامب قبل دخول الرئيس الجديد للبيت الأبيض
فادي عيد
حالة من الترقب والقلق انتابت أغلب الأوساط السياسية في الشرق الأوسط جراء اعلان الأسماء التي يعتزم الرئيس الأمريكي المنتخب حديثًا دونالد ترامب ضمها لحكومته المرتقبة ، في ظل ما تشهده المنطقة من توتر وتصعيد غير مسبوق.
فقد رشح ترامب وزراء ومسؤولين معروفين بمساندتهم غير المشروطة لإسرائيل ، ويصف بعضهم تهديد إسرائيل بضم الضفة الغربية المحتلة كخيار مقبول.
ويقول الخبير في معهد العلاقات الدولية عزرائيل بيرمانت إن “تعيين ترامب لروبيو ، ووالتز ، وهيغسيث كلها متشددة للغاية وداعمة لإسرائيل”.
وهنا يتزايد الخوف في قطاع غزة من أن يعطي دونالد ترامب الضوء الأخضر لحكومة نتنياهو لتنفيذ خطتها التي تهدف إلى قضم أجزاء واسعة من شمال القطاع وتحويلها إلى ثكنة عسكرية دائمة.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن حماس مطالبة بقراءة اللحظة الراهنة بعناية والدفع باتجاه اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قبل تولي ترامب الرئاسة بشكل رسمي ، وفقًا لمبدأ “ما لا يُدرَك كله لا يُترَك كله”.
ويمكن القول إن استمرار الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر من العام الماضي إلى ما بعد تنصيب ترامب في 20 يناير القادم قد يضع غزة في مواجهة الة حرب إسرائيلية مدعومة هذه المرة دعمًا غير مشروط من البيت الأبيض ، وإن كان جو بايدن قد ساند إسرائيل طيلة فترة الحرب ، إلا أنه لن يكون متسامحًا بالقدر الذي يُتوقع أن يكونه ترامب ، حيث ضغطت إدارة بايدن أكثر من مرة لوقف الحرب وتبادل الأسرى ، كما جمدت بعض المساعدات العسكرية ودعت إلى فتح تحقيق ضد الانتهاكات الإسرائيلية ، بعد ان تخطت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي 43 ألف فلسطيني ، بحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
أما السؤال الأخطر الأن وهو هل ستكافئ ادارة ترامب بنيامين نتنياهو بمنحه الضوء الأخضر لفرض السيادة على شمال غزة ومحور فيلادلفيا ، أم سيكون له رأي أخر لإعادة الهدوء للشرق الأوسط ، أم ان جو بايدن سينهي الأمور بنفسه قبل الرحيل وينهي هو بنفسه كل الأمور في أخر أيام حكمه بملف الحرب الإسرئيلية الفلسطينية بعد ان صعد الأمر مرة واحدة ودون أي مقدمات على جبهة الحرب الروسية الأوكرانية بمنح الضوء الأخضر لزيلينسكي لمهاجمة العمق الروسي بالسلاح الأمريكي.
حقيقة الأمر يبدو ان الأيام القريبة القادمة وحتى دخول ترامب للمكتب البيضاوي ستحمل للمنطقة الكثير والكثير ، في ظل إتباع بايدن سياسة إحراق الأرض لتعقيد الأمور على ترامب قبل دخوله البيت الأبيض.