مقالات وآراء

المؤتمر الوطني يقصم ظهر الجيش

د. محمد مصطفى محمد فضل

لست أدري لماذا يتساهل الجيش مع المؤتمر الوطني إلى هذا الحد مع أنه يدرك أنه السبب الرئيس والثغرة التي يدخل من خلالها كل من يقف ضد الجيش ويدعم الدعم السريع.

 

عندما تغافلت القوى السياسية غير الناضجة واستخدمت استراتيجية التنفير بدلٱ عن استراتيجية الاحتواء لقادة الجيش ، وظلت تطلق عليهم لجنة أمن البشير وتتهمهم بعدم الجدية في تحقيق الإنتقال السلس بدلٱ عن تشجيعهم وتطمينهم وحفظ دورهم في التغيير وتقديمهم كأبطال ليتحمسوا لتنفيذ أجندة الإنتقال وإجراء الإنتخابات ، ظل قادة المؤتمر الوطني المحلول يدعون سيطرتهم على الجيش ويسعون لتأكيد ولاء الجيش لهم ، وما يدعون به كان عكس واقعهم تمامٱ ، فهم كانوا في أضعف حالاتهم منقسمين إلى أربع مجموعات وهي مجموعة كرتي وإبراهيم محمود وغندور وأحمد هارون ، ولو كانوا أقوياء لاختفوا عن المشهد وابتعدوا عن الظهور لتنفيذ خطة العودة بنجاح لكنهم استثمروا في سذاجة بعضنا وادعوا ، ليفتنوا الجيش مع القوى السياسية والثوار ونجحوا في ذلك.

 

السياسي المحترف هو من يسعى ويستطيع استقطاب المحايد وتحييد المعارض ، لكن في الحالة السودانية نحن نحيد الموالي ونعادي المحايد. ومعلوم أن الجيش وفقٱ لتدريبه وتأهليه يعتقد أن المواجهة تحدي وأن التحدي صراع إما أن ينتصر فيه أو يهزم.

 

الآن المؤتمر الوطني ورغم ضعفه نجح في خلق أكبر فتنة بين الجيش من جانب والدعم السريع وقوى سياسية مهمة وكان لها دور في ثورة ديسمبر من جانب آخر ، ثم الآن بدأ نشاطه علنٱ وفي توقيت حرج استغل فيه عدم قدرة الجيش لفتح أي جبهة أخرى.

 

المؤتمر الوطني يريد عزل الجيش تمامٱ عن محيطه الرافض للإسلامويين ليحكم سيطرته أكثر على الجيش ، والهدف من إجتماع مجلس شورى المؤتمر الوطنى هو تعزيز الإتهام بسيطرة المؤتمر الوطني على الجيش ،

 

فكانت العزلة للمؤتمر الوطني كحزب لكن الآن المؤتمر الوطني يعمل لعزل الجيش كقوة مسلحة ليصنع لنفسه قوة ويعزز موقفه ويفرض مشاركته في أي مساومة سياسية قادمة أو تستمر الحرب والفوضى إلى أن يتم تقسيم البلاد ويتمكن من السيطرة والإستفراد بأي جزء منفصل ، ومعلوم أنه لا يهتم بوحدة البلاد ومن أجل السلطة يمكنه الإستغناء عن كل أقاليم السودان والاكتفاء بإقليم واحد.

 

المؤتمر الوطني يعتقد أن البرهان وشمس الدين وياسر العطا وإبراهيم جابر خانوا العهد ولا يمثلون الخيار المناسب للإسلاميين في هذه المرحلة لكنه الآن مشغول بترتيب البيت من الداخل وبعده سوف يعمل لإبعادهم بالتدريج إلى أن يأتي القائد الموالي ، والعسكريون يعلمون ذلك تمامٱ لكنهم يتساهلون.

 

يجب أن يختفي المؤتمر الوطني بتأريخه المعروف عن المشهد تمامٱ ليتفرغ الجيش لمعركته وإلا سيتحمل الجيش تبعات أفعال الوطني المقصودة.

 

الرحمة والمغفرة لشهدائنا

الشفاء العاجل للجرحى

العودة الآمنة للمفقودين والنازحين واللاجئين

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..