عبد الواحد أحمد ابراهيم
♦♦♦ ما معنى أن تكون روسيا هى المعترض الوحيد على قرار وقف إطلاق النار فى السودان الذى طرحته المملكة المتحدة وسيراليون فى جلسة لمجلس الأمن بفرنسا؟ .
وما هى الدوافع المحتملة لقيام تلك الجلسة فى الاساس؟ وما معنى ان توافق كل الدول ومن ببنها حكومة السودان فيما تعترضه روسيا؟ .
♠♠ يجب ان نعلم ان حرب السودان هذه يتم توظيفها ضد روسيا بواسطة منظومة الفيتو العالمية وذلك للاسباب التالية :
١/ إضعاف النفوذ الروسي لأن السودان شريك رئيسي لروسيا في أفريقيا وقد يؤدي زعزعة الاستقرار فيه إلى تقويض المصالح الروسية .
٢/ تحويل الانتباه بواسطة صراع السودان عن تصرفات روسيا في أوكرانيا مما قد يضعف الضغوط الدولية على الروس .
٣/ تقويض التحالفات الروسية الذى يؤدي إلى تعطيل علاقات السودان مع روسيا وقد يؤدى إلى عزل موسكو بشكل أكبر .
أ/ الأدلة التي تدعم هذه النظرية هى تدخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التدخل الذى فيه أدانت القوى الغربية التصرفات الروسية في السودان بهدف عزل روسيا ووصف وزير خارجية بريطانيا روسيا بأنها عدوة السلام وكذلك إنتقادات الولايات المتحدة للروس عقب هذه الجلسة .
ب/ صاحبت جلسة فرنسا توترات فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأدى استخدام روسيا لحق النقض على القرارات المتعلقة بالسودان إلى زيادة التوترات .
ج/ التداعيات الإقليمية حيث يؤثر الصراع في السودان على الدول المجاورة مما قد يجتذب جهات فاعلة دولية أخرى .
لكن لظروف تعقيد الصراع في السودان هناك عوامل محلية وإقليمية تدفع بالصراع مما يجعل من الصعب عزوه فقط إلى الجهود المناهضة لروسيا لان هنالك مصالح دولية متعددة ولدى دول مختلفة مصالح في السودان بما في ذلك الصين والإمارات العربية المتحدة وتركيا ونتيجة للمخاوف الإنسانية يركز المجتمع الدولي بشكل أساسي على معالجة الأزمات الإنسانية وذلك أدى إلى تباين مواقف اللاعبين الرئيسيين روسيا تدعم حكومة السودان وتحافظ على الوجود العسكري بإستخدامها الفيتو وربما ببيع السلاح لإستمرار النزاع والحرب والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يقفان ضد اطماع واهداف الروس بحجة الدفاع عن التحول الديمقراطي وتدينان هذا التدخل .
أما الصين فهى تحافظ على مصالحها الاقتصادية ، وتحذر من التدخل .
لذلك جاءت جلسة الأمم المتحدة تدعو إلى وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية .
الخلاصة هى في حين أن هناك مؤشرات على أن الصراع في السودان قد يستخدم لعزل روسيا فإن تعقيد الوضع والمصالح الدولية المتعددة تشير إلى الحذر في عزوه الدافع الوحيد .
