ماذا يعني!!
أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
يؤلمني رحيل الضمير الذي يتمايل على أشلاء وطن وبين جثث على الرصيف يعجبه قرار سياسي ولاتوجعه معاناة مواطن حفيت قدماه في رحلة تبتدي بالموت وتنتهي به و قد يغيب الضمير ولكن لن تغيب شمس الأمنيات العسرة على الإنقياد
تظل فتية بينما تهرم أوهامهم
و الذي حدث بالأمس في مجلس الأمن يؤكد ماتحدثنا عنه قبل أسابيع في هذه الزاوية أن الحرب اصبحت حرب محاور تحولت الي صراع دولي وإقليمي، وقرار وقفها لم يعد بيد طرفي الصراع في السودان وهذا يؤكده تصويت روسيا بالأمس التي أدارت المرآة لترى امريكا ملامح اوكرانيا بدلا عن السودان
حيث كان خيار التصويت اللانساني صادما لجميع دول العالم عندما عرقلت روسيا وقف الحرب في السودان بعد أن إستخدمت الفيتو (حق النقض)، وتسببت في فشل مجلس الأمن الدولي إعتماد قرار بشأن السودان يطالب القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بإحترام إلتزاماتها في إعلان جدة بشان حماية المدنيين وتنفيذها بشكل كامل، بما في ذلك إتخاذ جميع الإحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين ووقف الأعمال الحربية فورا والإنخراط بحسن نية في حوار للإتفاق على خطوات نحو وقف التصعيد في الحرب ، بهدف الاتفاق بصورة عاجلة على وقف إطلاق نار كامل ونهائي في كل أنحاء البلاد
وألجمت الدهشة الدول لأن المشروع في المقام الإول يتعلق بحياة المدنيين و يقوم على وقف إنتهاكات الحرب ضد الأبرياء الذين تُزهق ارواحهم قتلا وجوعا وحصارا سيما في ولاية الجزيرة التي مارست فيها قوات الدعم السريع أبشع انواع الجرائم الإنسانية وكذلك مايعانيه سكان دارفور من إنتهاكات واضحة للطرفين
ولكن كان جليا أن الذي دفع روسيا لهذه الخطوة التي لاقت إنتقادات حادة، وأعتبرتها الولايات المتحدة وبريطانيا معرقلا للسلام ومناقضا للمصالح الأفريقية،
فروسيا ماقدمت على الخطوة إلا “نكاية” في الولايات المتحدة الأمريكية
بعد ان سمح بايدن قبلها بيوم لأوكرانيا باستخدام صورايخ أمريكية لضرب العمق الروسي
قبل جلسة الأمن فصحيفة فاينانشيال تايمز أمس الأول نشرت أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق بالسماح لأوكرانيا بشن ضربات محدودة في منطقة كورسك الروسية باستخدام صواريخ “أتكامس” طويلة المدى الأمريكية الصنع، وهو تحول كبير في السياسة الأمريكية قبل أن يتولى دونالد ترامب منصبه في يناير.
فهي رسالة واضحة من روسيا الي امريكا بحمل عصاة حرب اوكرانيا لضرب مصالح امريكا في وقف حرب السودان
أي انها (صفعة) حرب بحرب ، صادف حجرها رغبة الذين لايريدون وقفها في السودان !!
فواهم من يظن أن الفيتو الذي دفعت به روسيا جاء لأجل عيون السلطة الإنقلابية التي رقصت رقصة ” الوازا ” طربا بالقرار الذي يجعل القتل مستمرا، وحقل الحرب ينتج المزيد في حصاد الأرواح ،
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي كل الدول توافق على القرار إلا بلد واحد هو عدو السلام هذا الفيتو الروسي مشين ويظهر مجددا للعالم الوجه الحقيقي لروسيا وهي خطوة وضيعة وخبيثة وتبعث برسالة إلى الطرفين المتحاربين مفادها أن بإمكانهما فعل أي شيء بدون عقاب
وبالرغم من ٱن روسيا بررت خطوتها بأن واضعي القرار بذلوا جهودا لحذف أي إشارة إلى السلطات الشرعية في السودان، مؤكدًا أن الحكومة السودانية هي الممثل الشرعي الوحيد في المنظمات الدولية
وهو الأمر الذي يستدعي السخرية فكيف لشرعية رفضت 16 دولة أن تمنحها لحكومة البرهان ولم تكن مزعجة لروسيا وتحتج على صياغة بريطانيا كدولة واحدة سحبت الشرعية من حكومة السودان!!
وكيف يسقط الفلول خطر سحب الشرعية من 16 دولة وتكون شرعية روسيا فقط محل فرح وتهليل للسلطة الانقلابية وأنصارها، هذا ماذا يعني!!
طيف أخير :
#لا_للحرب
رئيس وفد التفاوض بقوات الدعم السريع عمر حمدان: هنالك حاجة ماسة لتشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع وخياراتنا مفتوحة
هذا عندما يأتي القرار الخارجي سلبيا تتبعه النتائج الداخلية وتبدو أكثر سلبية!!
الجريدة
اقتباس: ( قد يغيب الضمير لكن لن تغيب شمس الامنيات العسرة) اما كان الاصوب ان تقول الكاتبة شموس الامنيات العسيرة!! ، بدل شمس الامنيات العسرة