ملة الشياطين
عثمان يس ود السيمت
مشروع القرار البريطاني عندما ايدته بشده وادنت موقف روسيا منه ، كنت اقف في صف من شردتهم الحرب ولا يجدون لقمة حتى في التكايا ولا مأوى والشتاء قادم. خلي عندكم رحمة وانسانية. مشروع يدعو لوقف الحرب وتسهيل وصول الاغاثة ل 25 مليون يموتون من الجوع وحمى الضنك وجميع الإمراض وانعدم الدواء تماما. خلال اسبوع واحد يموت بشمبات الأخ أو الأخت وتلحق به الأخت أو الأخ في اليوم الثاني ولا يحدث ذلك حسب التفسير الطبي إلا في حالة الوباء أو المجاعة. أما إذا اجتمعت المجاعة مع الوباء فالنتائج كارثية. أنا لا أؤيد مشروع القرار البريطاني فقط ، بل أدعو للتدخل الدولي ووضع السودان تحت الوصاية لمدة لا تقل عن عشرين سنة يتم خلالها معالجة آثار هذه الحرب الكارثة ونزع السلاح ليصبح السودان دولة منزوعة السلاح تماما حتى يصبح ساطور تكسير لحم الضحية يحتاج لترخيص يصدر بطلوع الرَوح. فتجربة الحرب يجب أن نتعلم منها (أن الطفل أو المجنون أو المجرم) يجب أن يمنع من حمل السلاح ، ونحن مجموعة من الأطفال والمجرمين والمجانين. وأقصد بنحن القتلة الذين يتحاربون ويفرحون لسقوط القرار البريطاني. نحن جزء من المجتمع الدولي وعلى المجتمع الدولي تولي أمرنا إذا فشلنا نحن في إدارة شئوننا للدرجة التي تموت فيها العائلات السودانية فردين أو ثلاثة في اليوم الواحد. الا تشعرون بحجم الكارثة أليس في قلوبكم رحمة. أنا أعفيكم عن السؤال عن وطنيتكم وإنسانيتكم فقد وضحت وبانت بجلاء في كل مجزرة منذ 2004م في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق حتى السريحة وما زال القتل مستمرا والموت سيد الموقف. ألا تستحون والناس تموت بالجوع والمرض والقهر والتعفف عن السؤال وما يصل أو (يتسرب من بين أيديكم) من إغاثة من مواد غذائية وأدوية يباع علنا في السوق. هل انتم بشر يمكن أن يعتمد عليكم أو يعهد إليكم بمسئولية إدارة بلد. لقد فشلتم جيلا بعد جيل وهذا البلد المكلوم المبتلى بكم لم يشهد في قرنين من الزمان استقرارا وتنمية إلا في ظل حكم المستعمر. إذا فلتكن دورة أخرى من الاستعمار وأقولها دون خوف أو حياء لأنني طبيب تعودت على تطبيق العلاج الناجع. والآن أسألكم أنتم :
هل العلاج الناجع سيكون تحت حكم الدعم السريع.
أو حكم الجيش ومن ورائه الكيزان.
أم حكم قحت أو تقدم والذين لا يعرفون كوعهم من بوعهم.
أم نسلمها للمليشيات الارتزاقية الأرزقية.
أم نتركها للتدخل الاقليمي من دول تعرفونها.
أم نترك الحرب تستمر كما قالوا حتى يموت 46 مليون.
أما أنا لو خيرت بين الوصاية الدولية كما اسلفت أعلاه وبين أي ممن ذكرت سأختار الوصاية ولتأتي قوة طاغية على جميع القوى المتحاربة ولتقضي عليها إن لم تسلم سلاحها وسندفنهم في غير مقابر المسلمين. أجيبوني بصدق ، هل مافعلوه يعد من أفعال المسلم؟ بل إن ما فعلوه يخرجهم من ملتي الاسلام والكفر معا ولا اعتقد أن ملة الشياطين تقبل بهم.
أقول للبريطانيين تصرفوا دون الرجوع لمجلس الأمن فلدينا شعب لا ينتظر مماحكات مجلس الأمن فهو يموت يوميا بعشرات الآلاف وسيفنى قبل أن يصدر قرار.
إن تهافت القوى الدولية والإقليمية والمحلية على مواردنا وذهبنا وارضنا وجغرافيتنا وتاريخنا سيفنينا.
أغيثوا وادركوا هذا الشعب الأعزل الذي تهافتت عليه الشياطين من كل فج عميق وقريب.
انت روحك محرقاك روقه شوية
والله يا دكتور عثمان ما قلت الا الحق. لو قدر للفرنجة ان يدخلوا بلدنا ويفرضوا نظام حكم كما فعل الانجليز في السابق فسوف يكونون اكثر رحمة وعدلا من ابناء الوطن الذين تقلدوا مقاليد الامور واوردوا السودان مورد الهلاك. لن يرضى البعض على مثل هذا الطرح رغم ان التجربة المرة على مدى اكثر من ستة عقود في وطننا المنكوب تؤكد بأن شكوكنا في نجاح اى حكومة سودانية في قيادة البلاد بطريقة مثلى الى مرافىء السلام والعدالة والمساواة لها ما يعضدها وان انتظار قيادة سودانية تعالج كل مشاكل الماضي وتضع الوطن في الطريق الصحيح يظل حلم بعيد المنال.