مقالات وآراء

عفواً سادتي .. إن المصائب لا تأتي فرادى؟

سيف الدين عبد الحميد

نعى إلينا الناعي رحيل صديقنا د. محمد المرتضى مصطفى المشلي الذي غادر هذه الفانية اليوم ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٤م بمدينة سان رامون بولاية كاليفورنيا بعد صراع طويل مع المرض الذي كابده بكل صبرٍ وجلد.

تعرفت على فقيدنا أول ما تعرفت عليه عام ٢٠٠٢م حينما كان يزورنا بمقر صحيفة “الصحافي الدولي” بالخرطوم غرب حيث تطورت العلاقة به لاحقاً إلى صداقةٍ قوية فقد ألفيت فيه عالماً موسوعياً ومثقفاً طلعة وخبيراً بشؤون البلاد وبالأخص المجتمع العاصمي الذي عايش أحداثه وتفاعلاته الاجتماعية منذ الصغر.

ولد محمد المرتضى مصطفى (١٩٣٧م — ٢٠٢٤م) بمدينة الخرطوم ودرس فيها مرحلتي الأولية والوسطى ثم التحق بخور طقت الثانوية العليا في منتصف الخمسينيات والتحق بجامعة أديس أبابا متخصصاً في علم الاقتصاد ، وبدأ حياته العملية بمكتب رئيس الوزراء الأسبق محمد أحمد محجوب ثم التحق بوزارة العمل التي تدرج في العمل بها حتى أصبح وكيلاً بها في حكومة مايو وأقيل منها في حكومة الأحزاب عام ١٩٨٦م لاختلافه مع رئيس الوزراء الصادق المهدي الذي رأى فيه تكنوقراطياً صعب القياد. التحق بعد ذلك بمنظمة العمل الدولية وعمل في مكاتبها بشرق إفريقيا (زيمبابوى) وبمصر وغيرها من البلدان ليصبح لاحقاً مستشاراً لنشاط المنظمة بالشرق الأوسط وشرق إفريقيا.

عرفه عمله بمنظمة العمل الدولية وقبلها بوزارة العمل السودانية بكثيرٍ من دوائر العمل الدبلوماسي والسياسي في العالم وبكثير من رموزها وهو لا يزال ذا صلة وثيقة بهم حتى بعد أن تقاعد.

من الناحية الشخصية فقد استفدت كثيراً من صداقتي بدكتور محمد المرتضى مصطفى من حيث تلقى المعلومات الثرة التي يختزنها في حقيبة ذكرياته وأرشيفه الشخصي حتى تمنيت أن لو تعرفت به في زمن مبكر لمزيدٍ من مخزونه الجم.

رغم أن د. مرتضى لا ينتمي إلى أي حزب سياسي لكنه كان لصيقاً بالساسة عارفاً بأمورهم وسلوكهم ومقاصدهم ، وقد ظل كثيرٌ من الدارسين والباحثين يرتادون منزله للاستفادة من خبرته في العمل وسوق العمل وقوانين العمل بل لإجراء حوارات معه في هذا الشأن.

ينتمي الراحل إلى أسرة المُشلي الخرطومية العريقة ومنها جدته المشلية التي عندما توفيت عام ١٩٤٨م أغلقت معظم المحال التجارية بالخرطوم أبوابها حِداداً وعزاءً ، وينتمي لهذه الأسرة من جهة أمه الراحل د. عبد الحميد صالح ابن عمة د. مرتضى ونجل صالح عبد القادر أحد قادة جمعية اللواء الأبيض.

ارتبط الراحل اجتماعياً بالسيدة الراحلة منى عز الدين مصطفى حسن بك بنت أخت آل أبو العلا ، وله منها طارق وهانم المقيمان بالولايات المتحدة.

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..