مقالات وآراء

من يوقف الحرب وكيف

زورق الحقيقة

أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم

 

الحرب اللعينة التي اندلعت في ربوع الوطن حرب عبثية لعينة لا معنى لها ولا مبرر لاستمرارها ويجب ان تقف فورا لأسباب كثيرة سوف اعددها ، فهنالك اسئلة كثيرة سوف تظل عالقة في الإذهان الى حين ، مثل من بدأ الحرب ومن له مصلحة في استمرارها ولماذا لم تقف بعد ، ومن يصب الزيت على نارها، وما حجم التدخلات الدولية والاقليمية.

هنالك اسباب كثيرة للاجابة على سؤال لماذا يجب ان تقف الحرب فورا وتتعلق هذه الاسباب بالامن القومي السوداني في مفهموه الشامل ، والخوف من انهياز الدولة والوصول لمرحلة اللاعودة وانهيار النسيج الاجتماعي والقيم والتعليم والتنمية وكل شيء. حسب الاحصاءات فاستمرار الحرب يكلف المليارات لسنوات قادمة ولو حسبنا خسارة التعليم والفاقد التربوي والتنمية ووقف الانتاج وكل شيء فمثلا لم يذهب الطلاب للمدراس لحوالي عام ونصف ويقدر العدد بحوالي 15 مليون فاي خسارة هذه ، حجم النازحين واللاجئين وصل لاعداد خرافية ، عدم الامن ، النهب والسلب والسرقات وفقدان الأمان ، حيث لم تستطع اي جهة توفير الامن والامان لحماية المدنيين. فالفكرة الخروج من خطاب الاصطفاف والادانات لخطاب جديد يحركنا من هذا المربع القميء لخطاب يعطي الامل للشعب ويوقف الحرب المفروضة على الشعب والمرفوضة منه.

أيضا لو درسنا طبيعة هذه الحروب من الصعب ايجاد منتصر فيها كالعادة فهي تستمر لفترات طويلة الى ان يصل الطرفان الى مرحلة الانهاك ومن ثم يتم الجلوس للحوار ونضرب مثلا بحرب الجنوب التي انتهت بانفصال الجنوب فهي مختلفة وكانت في اجزاء محددة وايضا حرب دارفور. اضف الى كل ذلك سوف يصبح السوادان ساحة صراع اقليمي ودولة.

السيناريوهات المتوقعة لوقف مثل هذه الحروب تتمثل في:

– إنتصار احد الاطراف

– الوصول لمرحلة الانهاك المتبادل وعدم انتصار اي طرف

– تدخل عسكري خارجي عن طريق الشرعية الدولية

– في حالة استمرار الحرب لفترة طويلة بدون تدخل دولي فربما تتدخل بعض الدول الاقليمية كما حدث في حرب اليمن مثل مصر أو اثيوبيا أو ارتريا أو اي دول اخرى لها مصالح.

بتحليل السيناريوهات الافتراضية اعلاه فجميعها ليست في صالح الشعب واستقرار الدولة بشكل مخطط واستراتيجي فاذا انتصر احد الاطراف سوف يقيم شموليته فالطرفين هدفهما النهائي السلطة والحكم ومهما ادعوا ، ايضا سيناريو التدخل الدولي او الاقليمي الشرعي الحميد او غير الشرعي الخبيث فسوف يكون له تاثير كبير على مستقبل الدولة واستقرارها. سوف لا ينتظر العالم الى ان تصل المأساة لمجاعة شاملة وابادة.

الافضل في تصوري ان يحاول السودانيين ايجاد حل انفسهم اولا ولكن كيف يتم ذلك في اطار السيولة السياسية والاصطفاف والانقسام الشديد في المجتمع وقواه الحية. ادعو المثقفين والكتاب والمفكرين والجامعات بوضع تصورات تساعد الجميع في بلد الجميع واقترح الدعوة لمؤتمر جامع شامل للقوى السياسية والمدنية للاتفاق على تصور لوقف الحرب ومستقبل الدولة السودانية والدفع بهذه الرؤية للشعب السوداني وللمجتمع الاقليمي والدولي ومن ثم حشد الشعب والعالم لفرض هذه التصور على الطرفين واجبارهم عبر اليات اقليمية ودولية للامتثال لارادة الشعب السوداني. وبالنسبة للطرف الذي يرفض يمكن الاستعانة بعدد من الخطوات بالتنسيق مع المجتمع الدولي:

اولا: فرض حظر سلاح وطيران.

ثانيا: ضغط سياسي وشعبي وعزلة داخلية وخارجية ومقاطعة

ثالثا: تدخل عسكري محدود عبر قوات اقليمية ودولية عبر الشرعبية الدولية ويمكن الاستعانة واستيعاب جنرالات سودانيين في المعاش من الذين شهد لهم بالكفاءة في هذه القوات.

رابعا: عزل القيادتين او اجبارهم على الاستقالة ومحاولة ايجاد ضباط وطنيين ليحلوا مكانهم ومن ثم الانخراط في عمل فني لوقف اطلاق النار ووقف الحرب وبدء عملية سياسية ، وان يكون واضح للجميع انه لا مجال لدخول العسكر في السياسة والاقتصاد وتأسيس جيش وطني واحد.

للاجابة على سؤال من يوقف الحرب علينا ان نعول على الشعب السوداني وقواه الحية في وقف الحرب وقيادة الجهود وترك الكسل السياسي والفكري والاعتماد على خطاب الادانات فقط وخطاب تحميل الآخرين مسئولية ما حدث، فاي جهة يمكن ان تقوم بذلك ولكن نحتاج لمجهود فكري وسياسي كبير لايقاف الحرب وتعبئة الجميع عبر افكار واضحة واجماع من القوى السياسية فهذا دورها وايضا يجب ان تتفرغ النقابات والاتحادات المهنية لاعمالهم وليس للسياسة ووضع تصورات لمستقبل الوطن كل جهة في مجال تخصصها، فمثلا بدلا ان تعمل نقابة البنوك او الاطباء في السياسة يركزون على مجالهم في تطوير المهنة ومساعدة الداخلين الجدد في المهنة ووضع تصورات لشهادات وتدريب مهني ووضع تصورات اعادة اعمار ما دمرته الحرب ، وعليهم الخروج من السياسة والمساعدة مهنيا في مجال تخصصهم وهذا ما نحتاجه وايضا مثل الجيش عليه البعد من السياسة ويتفرغ الجميع للعمل في مجاله ، فما اضاع بلدنا في ان الجميع يريد ان يكون سياسي ويريد ان يحكم، فمن يريد ان يحكم عليه ان يقوم بانشاء حزب سياسي ويطلب التأييد من الشعب السوداني. مشكلتنا في السودان الخلط في كل شيء وخلط المهنة مع السياسة ومع الدين ومع القبيلة والجهوية ، فلو اعدنا النظر في طريقة عملنا السياسي ووضعنا لبنة وتصور في مؤتمر جامع واتفقنا على تصور دستور لتجيره اول جميعية تأسيسية او برلمان فيمكن ان نساعد الاجيال القادمة في ان تجد لبنة وطن.

لقد تعب الشعب من الحروب والتشريد في الداخل والخارج ، فعلينا أن نقود عبر مجهود فكري وسياسي وتصورات وتحويلها لواقع يمشي بين فقراء السودانيين الذين تم تشريدهم في الداخل والخارج وأن ننظر للامر بمفهوم الأمن القومي ، باستمرار هذه الحرب سوف تكون نهاية الدولة والبنيات التحتية وكل شيء ومن الصعب ايجاد الموارد والدعم المطلوب لاعمار ما دمرته الحرب وما سوف تدمره، لذلك علينا الاسراع في وقف هذه الحرب اللعينة واجبار اللاعبين الاساسيين على الانصياع لرغبة الشعب. فهذا او الطوفان العنفي الذي يجرف اي شيء ونتحول لصومال آخر.

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. كلام نظرى معقول ولكن لا يمكن تحقيقه على ارض الواقع . الاخوان عادوا بقوة وسيطروا على الدولة او للدقة المتبقى من الدولة بما فى ذلك السيطرة على رئيس مجلس السيادة نفسه والرئيس البشير ونائبه على عثمان واحمد هارون هم من يقودون الحرب ولا يقبلون اى تفاوض الا الاستسلام التام للجنجويد . وسيطول امد الحرب بكل اسف والاخوان يعتبرونها فى بداياتها واعدوا لها كل مجهودهم وعلاقاتهم الدولية للتمويل والتجييش والتسليح ورفضوا كل منابر التفاوض فهم قوم اشرار سيطرت عليهم شهوة الانتقام ويعملون بخبث وذكاء ونفسهم طويييل . وللمراقب الواعى سيرى ان الجنجويد وقبائلهم ستخسر الحرب على المدى الطويل فلن تصمد لعشرة سنوات فى القتال على سبيل المثال مع عدو ماكر وذكى وصاحب خبرة طويلة وتأثير كبير على قبائل السودان المختلفة واللعب على تناقضاتها والزج بهم فى جحيم الحرب . وبعدها لن يكون لقبائل الجنجويد وجود ضمن مكونات شعب السودان الفضل .

  2. لا الحرب ما تقيف الا بقتل اخر مليشي، الجيش الان في مركز القوة وقادر علي دحر المليشيا والعملاء، لمن الجيش كان في مركز الضعف ليه ناس قحت والاحزاب السياسية ما أوقفوا الحرب؟ لانو ظنا منهم سوف يكسبون الحرب ويشكلوا حكومتهم التي سوف يصدر تعينهم من الإمارات. جيش واحد شعب واحد.

    1. جنس كضب
      لما ناس تقدم دعوا الجيش والدعم لاعلان اتفاق مبادئ في مايو 2023 كان الدعم في اوج قوته وحضر والجيش هو الذي رفض والان تحاولون إشاعة ان تقدم ابرمت اتفاق مع الدعم في حين ان الحقيقة هي انها دعتهم فقط لهذا الاجتماع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..